دلالات التمرُّد على الرَئيس..
بقلم/ د عبدالله الحاضري
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 9 أيام
الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 09:13 م
 

كُلَّما مرت الأيام وتسارعت الأحداث على كل المستويات ظهر بوضوح حجم الإشكاليه في تركة النظام واستبان أنّه كان نظام أسري إقطاعي بامتياز سخَّرَ كُلّ امكانيات البلد لصالح إقطاعيته خاصةً القوات المُسلحه التي سيطر عليها بيدٍ من حديد وجعلها مُغلقة عليه وحده وخصّصها فقط لحماية مصالحه وأشخاص إقطاعيته دوناً عن الشعب, وعيّنَ على كُلّ رأس مجموعه عسكريه أحد أركان إقطاعيته وأطلق عليها مُسميات وطنيـه وبذلك أصبحت وزارة الدفاع مُفرّغة تماماً من محتواها وأصبح وجودها شكلي أمام الشعب لإضفاء المشروعيه على سياسة الإقطاعيه في الجيش, إنَّ تمرُّد قائد الدفاع الجوي السابق على الشرعية الدستورية ورفضه الامتثال للقرارات الجمهوريه ماهو إلا نموذج يعكسُ نفسيه الإقطاعيين التي ترى في الخضوع للقانون تدميراً لإقطاعيتهم التي بنوها وترى في الخضوع للقانون سلباً لامتيازاتهم الأميريه فاليمن في عقولهم ومنهجيتهم ملكيه وإقطاعيه خاصّة بهم و الشرعيه القائمه الان تُنازعهم هذا الحق وتقضي على إقطاعيتهم التي أسّسوها كما يقولون طوبةً طوبه طيلة ثلاثون سنه ,نعم سيتمرَّدون أيها الرئيس أنت بقراراتك لا تُزيحهم عن مناصب عسكريه ولكنّكّ تبني وطن على أنقاض إقطاعيتهم الشؤمه سيُحرِّضون عليك سيتّهمونك سيقولون فيكَ قدحاً مالم يقله احد سيُدمّرون الكهرباء ويُهَددّون بإسقاط الطائرات ويُغْلِقون المطارات ويفتعلون الأزمات فهم أحرار في إقطاعيتهم وما أنت الا مُزعج لهم والتخلّص مِنكَ الان فكرة أمام العالم تكاد تكون مجنونه سيخضعون لك خضوع الإلجاء مادامت إقطاعيتهم ستضل بأيديهم لن يُسَّلِّموك منها إلا ما هو غير ضروري ولن يؤثر على بقائهم ولا على إقطاعيتهم ،أنت أيها الرئيس لست وطنيّ من وجهة نضرهم فالوطن داخل الإقطاعيه وأنت تريده خارجها والردُّ سيكون تماماً كما حدث في الجويّه واللواء الثالث حرس ولأبأس من قصف منزل اللواءع لى محسن فهو في كلا الأحوال قد خرج من الإقطاعيه وخُروجاً كهذا يستدعي عقوبةً بكل خشونةٍ وقوه حتى يتّعض الرئيس ولا يجبرهم على قصف بيته إذا ما أصّر على الخروج كُل يوم من دائرة الاقطاعيه ،كان التمرُّد قراءةً حقيقة للمستقل وكشف غيبي للحدود الجغرافيه والسياسيه لإقطاعيه الأسره الحاكمه سابقاً وطبيعة إمكانياتهم الماديه في الرد على كل من يحاول الاقتراب من الأسوار التي أحاطوا بها أنفسهم كسور الدفاع الجوي والحرس,فمن وجهة نضرهم ما يقومون به ليس تمرداً وإنما دفاع شرعي ضِّد كل الدخلاء من خارج الأسوار وأسوأهم على الإطلاق من يستحقّ أن يُقصف بيته بالمدفعية احياناً وبالدبابات احياناً اخرى , أيها الرئيس الوطن كُله خارج أسوار إقطاعيتهم وطنٌ مُعذّب جريح يلفُّه الجوع وتكتنفُه الأمراض ومستقبلهُ مجهول, وطنٌ ينزفُ كُل يوم الدم , نزفَ في ثورته نَزفَ من المنحرفين فكرياً من أبنائه هذا الوطن خارج أسوارهم ويخشون منه فهو قادرٌ على أن يُزيل إقطاعيتهم ويتحرر من استعبادهم ؛يخشونه لإنهم لم يُشعِروه في يومٍ من الأيام بأنّه وطنْ وله كرامه تعمّدو أن يظلّ خارج التاريخ ليبقى داخل إقطاعيتهم المأفونه ,نعـم.. سيتمرَّدون عليك لكنّكَ الأخ الأكبر لكل يمني ويمنيه خارج أسوارهم وخادم أمين لوطنٍ كبير إسمهُ اليمن, تَحمّل فأنت تطرق التاريخ بقلبك وعقلك وهل التاريخ في نهاية الأمر إلا تقييماً لقلبٍ إتسع لكل القلوب وعقلاً أحتوى كل ألعقول تَحمّل حتى أولئك القابعون داخل الإقطاعيه وإن تمردوا فتمردهم إرهاصات على أنهم يلفظون أنفاسهم ألأخيرة