أرصدة الربيع العربي وتحدياته
بقلم/ م. عبد الخالق ردمان
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 28 يوماً
السبت 31 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:17 م

مع نهاية 2011 يكون الربيع العربي قد حصد عدد من –الجملوكيات- وهو في طريقه لاستكمال الأخرى, بل أنه إنتقل في بعضها إلى خريف عربي حيث بدأت بعض الشعوب تجني ثمار ثوراتها,وهناك مؤشرات أولية تشير إلى أن ربيع2012سيشق طريقا أخرى , حيث تناقلت وسائل إعلام مختلفة أن المظاهرات الاخييرة في إحدى الممالك بدأت تدق ناقوس الملك من خلال مطالبته بإعادة بعض أملاكه إلى أملاك الدولة وليس من المستبعد أن ترتفع سقف مطالبها فهذا ما عودنا عليه الربيع العربي, بيد أن بعض الممالك أحست بقدوم الربيع فنجحت في اتخاذ بعض التدابير الوقائية التي ستؤخر قدوم الربيع العربي عليها لكنها بالتأكيد لن تكون حاجزا أمام دخوله, وهناك ممالك أخرى مازالت تبحث عن تدابير, ومع انتهاء الجولة الأولى من جولات الربع العربي يكون قد امتلك العديد من الأرصدة لكنة سيواجه بعض التحديات والتي سنقوم باستعراض الأهم منها:

ألأرصدة

رصيد المغامرة :وهو الرصيد الأول والوحيد الذي تسلح به الربيع العربي في بداية جولاته وهو اليوم أكثر مغامرة بعد أن حقق نجاحات ملموسة على ارض الواقع.

رصيد التجربة : حينما بداء عقد الأنظمة العربية ينفرط ظهر كل -زعيم- يقول أن بلده ليست الأخرى وان ما يجري فيها مختلف عما يجري في سواها, وقد كانوا محقين إلى حد ماء فلكل بلد خصوصيته,حيث أظهر كل بلد أنموذجا مميزا وتجربة فريدة خاصة به أضيفت إلى رصيد الربيع العربي, لكنهم لم يكونوا دقيقين في هذا التوصيف, ففي المحصلة العامة كانت النتيجة واحدة(إسقاط النظام).

رصيد الواقع :لقد خلق الربيع العربي واقعا جديدا حيث أصبح التغير حقيقة ملموسة وواقعا معاش ,فقد تولدت قناعات جديدة عند كل الأطراف خاصة عند من كانوا يعتبرون الأنظمة السابقة خيارهم الوحيد في المنطقة فأصبحوا اليوم يعيدون حساباتهم بناءا على معطيات واقع جديد ويفكرون في كيفية التعامل مع هذا الواقع .

رصيد الثقة :لم يعد المواطن العربي يعتبر الخروج إلى الشارع مواجهة للمجهول بعد أن رأى نماذج يعتبرها من وجهة نضره ناجحة, فأصبح يتدرج في رفع سقف مطالبه وهو واثق أنها ستتحقق كما تحقق غيرها.

التحديات

تحدي المبادرات: يبدو أن صاحب بدعة المبادرات الخليجي قد فتح الباب بمصراعيه أمام المبادرات لكي تتنقل من سيئ إلى أسوء,وعلى الرغم من أن الشعوب أصبحت تعي ما يحاك حولها إلى أن المبادرات تظل تحدي صعب أمام الربيع العربي فهي تفرض نفسها كأمر واقع في كثير من الأحيان كما جرى في اليمن مثلاً.

تحدي الفلول: من المتوقع أن تنخرط فلول الأنظمة السابقة في التنظيمات المتهالكة والتي كان لها مواقف معينة من ثورات الربيع العربي, حيث أنهم سيشكلون حلفا لمجابهة الربيع تحت شعارات نبيلة, بينما يقوم جزء منهم بمحاولة حرف مسار الثورات تحت مسميات جديدة ويوهمون المواطن البسيط أنهم أحد مكونات الربيع العربي في حين أنهم يحاولون الثأر منه.

تحدي الثمن: لم يعد الربيع العربي مفاجأ للأنظمة كما حصل للضحية الأولى, بل أنه أصبح متوقعا في أي لحظة من اللحظات, لذالك قامت بإجراء بعض التدابير ,واستفادوا من خبرات بعضهم البعض والتي انعكست بدورها على الزيادة في سلم التضحيات ,لذألك قد تصل إلى مستوى تجعل الربيع العربي عندها يعيد بعض حساباته .