مباحثات مصرية إيرانية بشأن غزة والوضع في البحر الأحمر
أبطال أوروبا: برشلونة يبصم بالأربعة وباريس يتجاوز مفاجئة إستون فيلا
الغارات على ''النهدين'' تسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صنعاء وروايتين حول الضربات في نقم
ماذا يحتاج منتخب اليمن للناشئين لخطف بطاقة التأهل الثانية وضمان التواجد في مونديال قطر؟
منظمة العفو الدولية تحذر من ''عواقب انسانية وخيمة'' سيتضرر منها ملايين المدنيين في اليمن
مليشيا الحوثي تغتال حياة 3 أطفال كانوا يلعبون في فناء منزلهم.. تفاصيل جريمة مروعة ارتكبت في الحديدة (صور)
طال انتظارها.. ميزة جديدة من واتساب تعزز الخصوصية
تحسن الدولار والنفط بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
أسواق الخليج تصعد بقوة وبشكل مفاجئ بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
الحوثي يكشف عن الخسائر في الحديدة و صنعاء جراء الغارات الأمريكية
في الوطن لم يعد ممكنا البقاء ،ذلك أن الغربة شعورا يلازم الذات في كل تفاصيلها، لم يعد هناك ما يغري حتى أن الاماني تشحب ذاوية في البحث عن مسرب أمل.
هنا أحاول لملمة هذا الشتات القابع في مساحات الروح، أستلطف الأجواء ، أحاول خلق ما يغري بالبقاء ،لكن لا أستطيع ، تحتدم في الاعماق إذاً رغبة الانطلاق والتحليق بعيدا ، في أجواء غير هذه العكرة ،التي لم يعد فيها ذرة أوكسجين نقي قابل للاستخدام وتنقية كريات الدم وخلايا الجسد، في كل حين تلازمك هذه الحالة المقلقة ، الحالة التي تجتاح هدوؤك النفسي ،فإذا بك منغرسا بين أنياب عزلة سوداء ،دروبك موحشة ،ولياليك أوحش ،فيك إنسان قابع يبحث عن الصفاء الذاتي ، عن الخلاص، فيك إنسان يقاوم هذه الغفلة، ضمير يوخز أحاسيسك الغافية على أحداق الغيبوبة المسترخية.
مجتمع انساحت منه قيم التآلف .. والاخاء ..لم تعد تحس معه بالصدق والارتياح ، يخاتلك، يجاملك، وما أن تدير ظهرك موليا، حتى يبادر بطعنك من خلفك بكل برود أعصاب وهدوء حيوان مفترس واثق من قوته، لم أعد أملك ما أقاوم به سوى الكتابة، ألجأ إليها كي أمارس أمالي وأحلامي ،وابني ممكلة الانسان المثالي الرفيع ،الذي لم تدنسه غرائز الحيوان .
مجتمع قتل الفساد والاستبداد روحه، هتك اخلاقه وضميره واستباح انسانيته، وحصره في زوايا لا تتعدى مطالب الجسد ،واللهاث وراء مصالحه الذاتية زرافات ووحدانا، ،في ظل هكذا واقع وطني ، لم أعد أملك غير القلم محرابا للروح والورق سجادة صلاة ،وبالكتابة أجابه تعريات هذه الكتل البشرية منزوعة الروح ،أعرف أن أسلحتي شديدة التواضع .. لايمكن أن تغير أو أن تقلب، لكن هذا ما أملكه ،هذا ما أقدر عليه الآن ، وهنا يجب أن أحاول قبل أن أقرر الرحيل يوما وأمضي بعيدا حيث لا وطن.
أتساءل ..كيف تراكمت هذه الحياة القريبة الى العفونة..؟ وكيف أصبح الازدواج في حياتنا الوطنية وعلاقاتنا الشخصية هو القانون.؟ إنها أسئلة محيرة بالنسبة لي ،فالكل ينافق بشكل ما، والكل يتظاهر بالعكس ،ويبدو أن الاضطهاد ولد هذه الحالة الفصامية المزدوجة والتي تراكمت لدى اليمنيين منذو ثلاثون عاما.
قد ابدو خشنا أو عصبيا، في التعامل مع هذا الواقع ، ومهمتي كصاحب قلم يمارس فعل الكتابة أن لا أجمل القبح ، وأن لاأعطيه فرصا إضافية ،إذ لابد من مواجهة المجتمع بصراحة ومحاولة الوصول معه الى معادلة من نوع ما، لأننا في النتيجة جميعا ضحايا قوى سياسية غاشمة هدفها تغييب الكاتب وكل ذي قلم ،باعتبارهم ناطقين باسم الآخرين .