صراط الحوار الشامل
بقلم/ رفيق ناصر الجند
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 11 يوماً
الأحد 06 أكتوبر-تشرين الأول 2013 06:43 م

الأخوات والأخوة الأفاضل المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل هذا المؤتمر العالي الأهمية كونه يمثل الصراط الذي سيمشي عليه كل يمني شمالي كان أم جنوبي تهامي كان أم جبلي حضريٌ كان أم بدوي، هذا الصراط الذي يجب أن يتسع لكل أبناء هذا الوطن الغالي بجميع مكوناته الحزبية والمذهبية والمناطقية والتي يجب أن تنصهر جميع أعمالها وأدوارها وأهدافها في بوتقة المصلحة الوطنية وأهداف الأمن القومي لليمن.

كلي ثقة ومعي أبناء الشعب اليمني بأنكم تدركون أن الصراط الذي سترسمونه لهذا البلد إن كان مستنيراً مستقيماً فسيحاً رحباً سيعبر عليه اليمن بأمان إلى جنتي الدنيا والآخرة إنشاء الله وإن كان مظلماً معوجاً ضيقاً منحدراً زلقاً لا شك بأن الجميع سيفقدون القدرة على تخطيه وعبوره وأن درجة المخاطرة ستكون عالية الكلفة على جميع أبناء هذا الوطن ليس هذا فحسب بل كوننا أمةٌ مسلمةٌ فإننا نقرأ مع كل ركعة في صلاتنا سورة الفاتحة وندعوا بقوله تعالى (إهدنا الصراط المستقيم) الفاتحة آية(6)، وإضافة إلى ذلك فقد وصفنا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف(الإيمان يمان والحكمة يمانية) وفي رواية أخرى مضاف الفقة يمان بناءً على ما تقدم وإستناداً إلى أن اليمنيين أصحاب حضارة معالمها تشهد لها اليوم بإهتمامهم برقي وتطور الفكر البشري وحسن استخدامهم للأرض والموارد الطبيعية التي حباهم الله بها، والتي ذكرها الله بقوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) سبأ آية (15)، وكانت البداية الأولى لانهيار هذه الحضارة عندما دعوا .. أي أهل اليمن (رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) سبأ آية (19)، فالله الله لا تباعدوا بين أسفارنا ودعوا أيضاً في قوله تعالى (إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ)القلم الآيتين (17، 18) فإننا نناشدكم الله أن لا تجعلوا هذا البلد كالصريم ثم يندم الجميع فعلينا أن نحسب لنتائج أقوالنا وأعمالنا وأن نضعها في الميزان قبل أن تخرج إلى واقع الحياة.

أخواتنا وإخواننا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أسمائكم ستدون في تاريخ اليمن المعاصر إما إيجاباً أو سلباً لأنكم وبكم ستكونون اللبنة الأولى والعتبة الصلبة التي سيتوقف وسيقف عليها يمن الحاضر والمستقبل فاصنعوا لأنفسكم أولاً ولبلدكم ثانياً التاريخ الذي تطمحون وتحلمون أن يسطركم في أنصع صفحاته فالدولة المدنية الحديثة نظامها وشكلها وأقسامها وإتزانها أمام المخاطر الداخلية والخارجية وأنتم وحدكم المعنيين بتحديد آفاقها وأبعادها من خلال تخطيطكم الهندسي المدني مؤيدين رؤيتكم المدنية لدولة اليمن المستقبلية بمخطط هندسي إنشائي محدد فيه الأبعاد العلمية الآمنة للتقسيم الداخلي والمواد أحجامها وخصائصها اللازمة للبناء ونسبها المتوازنة في القواعد والأعمدة والجسور الطولية والعرضية والسقف النهائي للبناء واضعين في اعتباركم أن العمارة التي وضعتم كل مخططاتها ستكون قادرة على مواجهة جميع الإجهادات التي ستواجهها هذه العمارة سواءً كانت إجهادات داخلية أم خارجية رأسية أم أفقية ليس ذلك فحسب بل وإن مظهرها ورونقها سيكون مميزاً نظراً خلاباً كناطحات شبام حضرموت وقصور صنعاء وأسوار زبيد ولعلمكم أن التربة اليمنية تسمح لنا ببناء قصور كثير كغمدان وخصائص القعيطي وأطمح لأن يكون لي معكم وقفة أخرى بمقالة قادمة نتناول فيها (بناء الدولة السفينة واستقرارها) وختاماً أذكر لكم تعريفين هامين يتناولوا جانبين لبناء الدولة وهما:

التعريف الأول: المصلحة الوطنية (القومية) وعرفت بأنها الحاجات والرغبات التي تدركها دولة ذات سيادة وعلاقة ذلك بالمجال الحيوي الخارجي بدول أخرى ذات سيادة.

التعريف الثاني: الاستراتيجية القومية: هي استخدام وتطوير الموارد والإمكانيات الحالية لتحقيق الأهداف والمصالح القومية وأهداف الأمن القومي .

مع أطيب أمنياتي لكم أولاً ولكافة أبناء الشعب اليمني ثانياً بالتوفيق والسداد والحياة الكريمة الآمنة والمستقرة في جميعي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية والبيئية وإلى الملتقى.

اللهم اجعلنا ممن دعوتهم إلى دار السلام وهديتهم إلى صراطك المستقيم... آمين