هل يعزل وزير الإعلام مدير مكتبه في تعز؟
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
الجمعة 16 أغسطس-آب 2013 08:27 م

حالة من الفزع والهلع أنتابت مكتب إعلام تعز وهو يشاهد التقرير الميداني الذي بثته الفضائية اليمنية عن تردي الأوضاع الأمنية والخدمية والتنموية في تعز ووصف ذلك التقرير بالإنحدار الى مستوى من الإفلاس المهني ولايستقيم مع الأمانة الصحفية مطالباً طاقم الفضائية اليمنية الذي زار تعز ان لا يستقي المعلومات من الواقع وانما من مصادرها؟؟ ولانعلم مالمقصود من مصادرها!!؟؟ فهل كان يقصد من مصادرها ان يذهب طاقم الفضائية اليمنية ليحضر مأدبة إفطار مع محافظ تعز بحضور العزي والوجهاء والأعيان ومجلس مشايخ تعز ولفيف من الأوباش والبلاطجة وبعض الثورجية .

لو كان الأمر كذلك ياعزي فما حاجة الفضائية اليمنية لإرسال محرر ومصور وتكليفهم رسميا لإعداد ذلك التقرير.. كان الأمر أسهل من كل ذلك بأن يتم التواصل معك ومع مكتب الدعاية والترويج التابع للمحافظ وطلب تزويدهم بالتقرير المطلوب.. وحتماً ستقوم وطاقمك بعمل التقرير وصياغته بطريقة وثنية تعكس حالة الفصام التي يعيشها من يدعون انهم مثقفي وإعلامي تعز.. حالة الإنسلاخ عن كل معاني الوطنية والإنتماء لتعز ولليمن.. حالة اقرب ماتكون للوثنية الجديدة وتآليه الأشخاص ليس لأنفسهم بل لثرواتهم ومناصبهم

اين كرم الضيافة عندما استقبلت طاقم الفضائية اليمنية بطريقة سيئة ومستفزة واين روح الوطنية والمسؤولية عندما قمت بتحريض بعض مدراء المكاتب التنفيذية بتعز بعدم التعامل مع فريق الفضائية اليمنية بل ومنع الطاقم من تغطية حرب البسطات أو كما سُميت بإزالة المخالفات (كان يوم حرب حقيقية في الشهر الكريم شاركت فيه وحدات مختلفة من الجيش باسلحة خفيفة ومتوسطة!).

ان مانقله طاقم الفضائية اليمنية لم يكن سوى غيض من فيض ونطالب الفضائية اليمنية بإرسال طاقمها مجددا لعمل تقارير ميدانية تعكس ولو 25% مما آلت اليه حالة تعز والتي تحولت من مدينة حالمة الى مدينة البلاليع والنفايات ومن عاصمة للثقافة الى مرتعى للأوباش والبلاطجة والفاسدين وبين تلك التعبيرات تَكمن تفاصيل تُشَيب قبل المَشيب لو تم سرد بعض منها .

ان من يأكلون على موائد النبلاء ويصرفون من جيوب غيرهم لا يمكنهم ان يخرجوا عن كونهم ابواقاً لأولياء نعمتهم بموجب عقود محددة المدة مدفوعة الأجر ثم يلقى بهم على قارعة الطريق بعد ان يصبحوا ورقة محروقة امام الأخرين وتنكشف عنترياتهم المأجورة وبطولاتهم الزائفة .

ان مابدر عن إعلام تعز يفتقد لأبسط تقاليد الحوار الإعلامي، ويُعبر عن حالة من السقوط المريع الذي تشهده محافظة تعز إداريا وأمنياً وخدمياً وكافة مناحي الحياه.

نتفق تماماً مع مدير إعلام تعز حول تهميش تعز وكأنها خارج خارطة الجمهورية اليمنية ولكن كان ينبغي عليه ان يشير الى الأسباب.. فمن نأى بتعز خارج الخارطة هم مسؤوليها ابتداءً من قيادات المحافظه والمجلس المحلي ومروراً بالقيادات الأمنية وانتهاءً بمدراء العموم الذي لايحترمون انفسهم فحسب بل يحتقرون انفسهم ومحافظتهم وابناء محافظتهم.. ومُحقرون من قبل القيادات العليا في صنعاء وهنا تَكمن الكارثة فتعز مستهدفة منذ امد بعيد وتحظى بنوع من التعامل الإنتقامي وكان هناك من المسؤولين الذين عينوا فيها رجالا يذكرهم ابناء تعز وسيذكرهم التاريخ، أبو على انفسهم ان يكونوا مطية لمن عينهم وفرضوا تعز كمحافظة لها مكانتها وسمعتها.. إلا ان النظام تيقظ لمثل اولئك الرجال وبدأ بتعيين سفهاء تعز كمسؤولين ليقودهم كما تُقاد البهائم وهذا ما أخرج تعز عن الخارطة.

تعز لا تستجدي من الاخرين ان يعطوها مكانتها ولن تُحترم تعز ولن يكون لها مكانة الا اذا كانت قيادتها ومشايخها ومثقفيها ممن يحترمون أنفسهم ويحترمون محافظتهم وأبناء محافظتهم وبالتالي سيحترمهم الاخرين وتعود تعز الى الخارطة.

لقد دُهشنا أن هناك مدير إعلام في تعز ومكتب إعلام في تعز اعتقاداً منا انه قد توفى وفوجئنا انه بُعث ولكن ليكون إعلام قطاع خاص بالمحافظ (خصخصه) وليس إعلام محافظة تعز.. فما صرح به مدير إعلام تعز لا يعني سوى أنه مُغيب ذِهنيا ولا يعي الحالة التي وصلت اليها تعز خلال عام ونيف اي منذ تعيين ابن تعز البار التاجر الرياضي شوقي احمد هائل محافظ لتعز.

وحتى لانخوص بمستنقعات محافظة تعز دعونا نضع نقاط يرجى توضيحها والرد عليها من قبل إعلام تعز، أو من قبل من يعتبرون أنفسهم مسؤولين في المحافظة:

*هل يوجد أمن في تعز؟ وماهو دوره امام مايحدث في تعز من اعمال قتل ونهب وتقطع؟

*ماذا فعلت الاحزمة الامنية التي سمعنا بها ولم تستطيع منع بلطجي او مُسلح من التجول في الشوارع ونهب وقتل المواطنين؟

*من هم المسلحين الذين يتجولون في تعز حاملين أسلحتهم ويترددون على مكتب المحافظة؟

*البلاليع والمجاري في شوارع تعز هل هي جداول ماء؟

*ماذا عن أكوام الزبالات والنفايات في مختلف شوارع تعز؟ وماذا عن برميل الزباله القابع داخل مبنى المحافظة والذي فاضت منه الزباله والارض من حوله ولم تجد من يلمها؟

*ماذا عن الخدمات الصحية في مستشفيات تعز؟

*ماذا عن قُطاع الطرق في وسط المدينة بل وبالقرب من مبنى المحافظة وإدارة الامن؟

* ماذا عن اقسام الشرطة التي لها تعامل مباشر مع قُطاع الطرق والبلاطجة؟

*ماذا عن تعرض سكان تعز للسلب والنهب والقتل في وضح النهار؟

*ماذا عن ذلك الجيش العرمرم المكون من مختلف وحدات الجيش الذي اعتقد الناس للوهلة الاولى ان هناك عملية إنقلابية واتضح بعد ذلك انه لحرق بسطات الكادحين وهم نيام إرضاءً لثلة من التجار؟

*لماذا لم نشاهد حملة عسكرية لفرض الامن في شوارع المدينة وأحيائها بدلاً من النقاط العسكرية التي تُعيق السير وتخلق الازدحام؟

*ماذا عن الدراجات النارية التي تتحدى النظام والقانون وتتحدى محافظ تعز؟

أنه لمن المؤسف ان هناك قيادات وشخصيات في تعز ماتزال تعيش على السحت وعلى لعق الأحذية بل وتتولى زمام المبادرة للدفاع عن المتسببين عن الانفلات الامني نافيةً ومكذبةً مايحدث في تعز من إنفلات أمني وتدهور الخدمات في كافة المرافق.. وليعلم الجميع أن تعز مدينة منكوبة من جميع النواحي الامنية والخدمية والبيئية وحتى الاخلاقية.

ختاماً: الى الاخ حسين باسيلم رئيس قطاع التلفزيون "قناة اليمن"

ان ماصرح به مدير إعلام تعز يرفضه كل إنسان شريف حُر في تعز، ونناشد وزير الإعلام بالإطلاع على ما قاله مدير إعلام تعز الذي حتماً ما سيتخذ قرارا بعزله.. وإنا لمنتظرون.