ما ان قرأ الفريق عبد الفتاح السيسي بيان الانقلاب وعزل اول رئيس مدني منتخب في مصر حتى فتحت دول الخليج خزائنها وأرسلت مليارات الدولارات دعما لمصر ما بعد الانقلاب واليد التي كانت مغلولة الى اعناقهم في عهد مرسي بسطوها كل البسط مباركة لبيان السيسي .
بعد الاطاحة بالرئيس مرسي اصدر الديوان الملكي السعودي مرسوما بارك فيها لمصر هذا الانجاز بل وأشاد بدور القوات المسلحة المصرية، الامارات بدورها صفقت وهللت لما اسمته نهاية حكم الاخوان.
أكثر من عشرة مليارات دولار حصيلة الدعم المقدم من دول السعودية والإمارات والبحرين والكويت في حين ان تلك الدول لم تقدم جنيها مصريا واحدا خلال عام كامل من حكم الرئيس مرسي .
ما يثير الضحك هو أن تصريحات المسئولين في الخليج دعت الى ما اسموه احترام ارادة الشعب الذي خرج يهتف برحيل الاخوان في القوت الذي تمارس تلك الانظمة الخليجية وسائل قديمة تحكم بها شعوبها تحت مظلة الملكية التي لا تسمح للمواطن بان يتكلم عن شخص الملك أو الامير.
من المخجل ان تُسدي تلك الانظمة الاشبه بالعجوز الشمطاء نصائحها في التغيير لدولة اذهلت العالم بسلمية ثورتها وتجربتها الديمقراطية التي افرزت اول رئيس مدني بإرادة الشعب.
ومن السخف السياسي ايضا أن تشيد السعودية بنضال الشعب المصري لنيل حقوقه وحريته وهي التي لا تزال قوانينها حتى اللحظة تحرم على المرأة قيادة السيارة.
قبل أيام زار وفد اماراتي فيع المستوى مكون من عدة وزارء مصر والتقى بقائد الانقلاب وبحث معه جوانب التعاون المتشرك بين البلدين! المتابع لتلك الزيارة رفيعة المستوى سيلحظ اهداف مبطنة لم تتناقلها وسائل الإعلام فخوف الجانب الاماراتي من مشروع تطوير قناة السويس والذي كان مرسي يعد لتنفيذه دفعهم لزيارة مصر خوفا من تأثير المشروع على حركة الملاحة بميناء دبي.
انقلاب السيسي على مرسي لم يكن نتاج انتفاضة شعبية سجلت اكثر من مائة حالة تحرش خلال يوم واحد بل ان مليارات الخليج كانت قد اتفقت وبالإجماع على العودة بمصر الى ما قبل ثورة يناير والعمل على شق الصف المصري وبث الكراهية و التناحر بين ابناء الشعب الواحد بهدف تعطيل التنمية وإيقاف حركة النمو.
وسط تلك التحالفات الرافضة لحكم الاسلاميين في المنطقة يرى الكثيرون أن الربيع العربي الذي اسقط فراعين الانظمة المستبدة لن يكتب له النجاح حتى يصل بمبادئه وشعاراته وهتافاته قصور الانظمة الملكية التي لم تكتفي بقمع شعوبها وكبت حرياتهم وحسب بل عملت على تصدير انظمة الحكم الملكي الغاشم الى دولة ديمقراطية بهدف اجهاض نهضتها وإبقائها تحت الوصاية والتبعية.
مليارات الخليج اعادت فتح سفارة سوريا في مصر من جديد وأغلقت معبر رفع امام الفلسطينيين وكانت سببا في احداث مجزرة الحرس الجمهوري التي خلفت عشرات القتلى ومئات المصابين من ابناء مصر.