هل زرت عرين الأسود 1/6
بقلم/ د شوقي الميموني
نشر منذ: 3 سنوات و 3 أشهر و 20 يوماً
الأحد 25 يوليو-تموز 2021 04:58 م

 بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله..

في إطار الزيارات العيدية التي تنفذها مؤسسة وطن بمناسبة عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1442، طُلِب مني أن أرأس الفريق المكلف بزيارة جبهات جبل مراد ورحبه وبقثه وغيرها من المناطق التابعة لجبهة جبل مراد فقلت على بركة الله.

في الوقت المحدد وصلت وسائل النقل التي ستقلنا فحزمنا أغراضنا عليها وانطلقنا على بركة الله بعد صلاة المغرب صوب وجهتنا، استغرقت الرحلة من مدينة مأرب إلى مفرق جبل مراد اكثر من ساعة بقليل وفي الطريق لاحظنا السماء تلمع بقوة كما اننا لاحظنا سحب متراكمة بعيدا هناك باتجاه بلاد مراد، قال لي السائق وهو خبير بطرق المنطقة، يجب أن نسرع!

قلت لماذا؟ قال اذا تأخرنا سنظطر للانتظار ساعات وربما الليلة بطولها فكررت عليه سؤالي الاستفهامي لماذا؟ قال لأن السيول الناتجة عن هطول الأمطار ستسيل في الشعاب والأدوية وستقطع الطريق! تفهمت الوضع وقلت له أنت ادراى تصرف. عندنا بدأنا صعود الجبال كانت الأمطار قد خفت حدتها لكن آثارها كانت واضحة، الشعاب والأدوية بدأت تحمل ببن جنبيها السيول المتدفقة من الأعلى وتدفع بها الى الاسفل، لكننا بفضل الله تجاوزنا المناطق التي قطعها السيل لأنه ما كان وصل إلى ذروته.

طريق جبل مراد طريق معبدة ومسفلت منها كيلوات قليلة تعد على الأصابع حتى أننا شاهدنا معدات السفلته لازالت موجودة هناك متروكة منذ عشر سنوات كما قال لنا أصحاب المنطقة، كانت مهملة أكلها الصدأ بالرغم من مظهرها يوحي بأنها كانت جديدة.. ثلاثون عاماً منذ نزول أول مناقصة لشق طريق جبل مراد!!

وتوالت المناقصات وأكثر من مقاول تولى تنفيذها لكن لا أدري لماذا اجهض هذا المشروع الحيوي الذي لو تم تنفيذه كان سيربط بين مناطق شاسعة في بلاد مراد ويخفف عن السكان المشقة التي يجدونها خلال تنقلاتهم. في رحلة الصعود المثيرة شاهدت مناظر مختلفه،

جبال شاهقة ووديان وَشعاب سحيقة تجري فيها مياه الأمطار بقوة تجرف كلما تجده أمامها، الحقيقة انها كانت مناظر خيالية ومخيفية وممتعة في نفس الوقت وكأننني اعيش لحظات خارج إطار الزمن، حينها قلت لنفسي لو كانت قناة ناشيونال جيوغرافيك او الجزيرة الوثائقية تصوران أفلامهما الوثائقية عن أصعب الطرق الوعرة في بلاد مراد لحصلت على مراكز متقدمة. كانت ليلة مقمرة نرى ولا نرى أمامنا الى جبال شاهقة ووديان وشعاب سحيقة تحمل بين دفتيها السيل المتدفق من الأعلى. وصلنا الى مفترق طريق متفرع يصل أحدهما إلى المناطق الغربية والآخر إلى المناطق الشرقية من بلاد مراد، توقفنا هناك وحددنا الفريق الذي سيذهب إلى رحبه والمشيريف وبقثه وغيرها من الجبهات هناك، ثم زودناهم ببعض التعليمات حول طريقة الزيارة وتوزيع العيدية المقدمة من مؤسسة وطن! بالمناسبة كانت العيدية عبارة عن( مبالغ نقدية وجعالة عيد لكل مرابط وجواكيت خاصة بالمطر).

كان أصحاب منطقة رحبه وما جاورها المرافقين لنا يريدون مني أن أكون ضمن الفريق المتجه نحوهم حتى أطّلع على الوضع هناك عن قرب وأعيش المصاعب التي يواجهونها... الحقيقة هناك سر لن أخفيه عنكم، فخلال الطريق كنت قد سألت السائق الذي كان يقلني عن جغرافية وطبيعة المناطق التي سوف نزورها، ومن خلال شرحه وتصويره لها خاصة وعورة الطريق التي تصل إلى مديرية رحبه وما جاورها خيل الي أنني اشاهد فلم رعب او أنني اسقط من شاهق في حلم مخيف! الحقيقة أن كلامه أثّر فيّ واتخذت قراري مسبقاً واخترت لفريق رحبه اكثرنا جلدا وقوة وشبابا وآثرتهم بالأجر. انطلق كل فريق لاداء المهمة التي كلف بها وأنا بدوري مع الفريق الرائع الذي معي واصلنا الصعود حتى وصلنا مركز مديرية جبل مراد. نتوقف هنا ونواصل سرد أحداث الرحلة المثيرة والشيقة في المقال القادم ان شاء الله.