الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن
في حديث مع بعض العارفين بتفاصيل ما يحدث في المنطقة العربية والعوامل المشتركة التي تجعل التأثيرات بين دولها مترابطا إلى الحد الذي يجعل التعامل مع أحدها منفردة غير منطقي وغير ممكن، كان مجمل الاتفاق أن الدور الإيراني مربك للأحداث ومساعي إنهاء الخلافات العربية الداخلية، وليس خافياً مدى التدخلات الإيرانية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، كما لا يمكن في هذا السياق إغفال رد فعل الحكومة المغربية وإعلانها قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، ردا على ما وصفته الرباط بمحاولات زعزعة الاستقرار داخل أراضيها ودعم حركات إرهابية في البلاد.
لا شك أن السياسة الإيرانية تجاه العالم العربي لم تكن يوما طبيعية حتى في أيام الشاه، الذي كان يصف نظامه بأنه شرطي المنطقة، ولكن الثورة التي عصفت بإيران عام ١٩٧٩تعدت آثارها الحدود الجغرافية لإيران وأصبحت السلطة الجديدة فيها تجاهر بأن من واجبها الأساسي ليس فقط السعي للتأثير السياسي في دول الجوار الجغرافي، بل تجاوز الأمر إلى نقل الثورة وتمويل عدد من الميليشيات، وفي الحالتين السورية والعراقية لم تخف إيران تواجد قواتها هناك، كما لا تنفي أنها ستبقى فيهما أطول مدة تستطيعها، ولم يكن مفاجئا إعلان إيران استعدادها المساعدة في التوصل إلى حل يضع حدا للحرب الدائرة في اليمن منذ ثلاث سنوات، وهو ما يزيد من مساحات الشكوك حول الدور الإيراني في مساعدة الحوثيين منذ منتصف التسعينات على أقل تقدير.
في منتصف شهر ديسمبر٢٠١٠ أتيحت لي فرصة اللقاء بمسؤول خليجي رفيع، كان صوته ومازال يصل إلى أعلى المواقع في الدولة التي ينتمي إليها، وبحضور سفيرين خليجيين معتمدين في مدريد، وحينها قلت له، إن على دول المنطقة الانتباه إلى الدور الإيراني وتزايد انغماسها في اليمن، مستغلة انشغال دول المنطقة بقضايا داخلية وقلقها من تزايد المخاطر القادمة عبر الحدود من سوريا والعراق، فلم يلتفت المسؤولون الخليجيون حينها إلى ما يدور في اليمن، ولم ينتبهوا إلا بعد ما خرجت الأمور عن السيطرة وانتهت بخروج الشباب إلى ما صار معروفا بساحات التغيير.
لم يكلف أحد من الذين سيطروا على موجات ساحات التغيير طرح السؤال الأهم: ما خطة اليوم التالي؟.
لم تكن كافة القوى الحزبية القائمة - عدا حزب الإصلاح والحوثيين- تمتلك رؤية سياسية مقنعة وقادرة على تطبيقها على أرض الواقع، وكان هذان المكونان هما الأقدر على تحقيق المكاسب التي كانا يسعيان إليها، وإن اختل الأمر في النهاية لأن الإصلاح انشغل بالعمل السياسي والتنفيذي من خلال مشاركته في الحكومة، بينما كان الحوثيون يرتبون أوضاعهم الميدانية وكانت كافة القوى السياسية تحاول التقرب منهم والتعاون معهم، وفي نفس الوقت كانوا يمنحون الوعود للجميع على انفراد بأنهم حلفاؤه، غير أنهم كانوا يبطنون أهدافا يريدون تحقيقها وحصد ثمارها منفردين.
لقد استغل الحوثيون لهفة الجميع داخل اليمن التعرف عليهم والتعاون معهم، واعترفت بهم القوى السياسية كممثلين لصعدة في لقاءات (فندق الموفينبيك)، لكنهم كانوا في نفس الوقت يرتبون لتحالفات آنية سهلت عليهم اقتحام عمران، ثم صنعاء وصولا إلى عدن، وفي نهاية المطاف لم يقتنعوا بما حصدوا إلا بعد تدخل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية فانحصرت مكاسبهم في المنطقة الجغرافية التي مازالوا يحكمون السيطرة عليها حتى الآن.
على الحوثيين إدراك أنهم يخطئون في تصور القوة العسكرية مصدرا يمكن أن يمنحهم الأمان والعيش المشترك مع الآخرين، وأن يستوعبوا الحقائق على الأرض وما يجري فيها، ودون ذلك فإن الثمن الذي سيدفعونه مع أنصارهم واليمنيين سيكون أكثر فداحة، وسيؤسس لفترة مقبلة من الثأرات والأحقاد، ولن تكون إيران أكثر حرصا عليهم وعلى اليمن من أشقائهم في الوطن والإقليم.