الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن
في الثاني من ديسمبر 2017 ظهر الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في خطاب مسجل معلنا فك تحالفاته مع الحوثيين وداعيا أنصاره لانتفاضة شعبية، وعلى إثر ذلك اندلعت معارك حول منزله انتهت بمقتله في الرابع من ديسمبر، ولست هنا في معرض سرد تاريخ الرجل فتلك مهمة تحتاج إلى مؤرخين منصفين يتناولون حياته التي حملت ما سيذكره الناس عنه وله، بعد أن ظل محور حياة اليمنيين لأكثر من ثلاثة عقود خلق له خلالها أنصاراً ومعارضين، محبين وكارهين، وهذا أمر لا يمكن الاختلاف حوله.
تبقى الظروف المحيطة بمقتل صالح غامضة وكذا الأسباب الحقيقية لاتخاذ توقيت قرار فك الشراكة، ولكن الأخطر من ذلك ستبقى الأسئلة المحيرة: كيف يمكن لرجل بذكائه وعلاقاته ومعرفته تركيبة القبيلة في محيط صنعاء وثقافة زعمائها أن يتخذ خطوة إلى المجهول؟ هل كانت لديه ضمانات وتطمينات داخلية أو خارجية لاتخاذ مثل هذا الموقف؟ من الذي كان في محيطه الأقرب ومصدر معلوماته؟. هذه وغيرها كثير قد تميط اللثام عن أيّام الرجل الأخيرة وتكشف كيف أصبحت معلوماته شحيحة عن الموقف الحقيقي على الأرض بعد استيلاء الحوثيين على المؤسسات الأمنية ورصد اتصالاته الداخلية والخارجية، ولكن لا شك أن حياته انتهت بطريقة خطط لها وتليق بنفسيته وتكوينه الإنساني الرافضتين لفكرة الاستسلام رغم براعته في التراجع قبل الانزلاق في معارك غير محسومة سلفا.
من المحتم أن تأثير صالح أو «الزعيم» كما يطلق عليه أنصاره سيظل حاضرا في المشهد السياسي بسلبياته وإيجابياته، فمن الطبيعي أن حاكما ظل يدير شؤون البلد لأكثر من ثلاثة عقود سيترك بصماته على كل المسارات التي تلي حكمه لفترة زمنية تطول أو تقصر بحسب مهارات من يخلفه، ولعل أكثر ما ميز صالح الإنسان قدرته على كسر الحواجز بينه وبين مخالفيه، وللأسف الشديد أن هذه القدرة العجيبة في القفز فوق ركام الخلافات لم يختزنها أحد من الساسة اليمنيين الذين جايلوه كما فعل هو، وكان بارعا في استخدام العنف السياسي المغلف بقفاز من حرير ضد معارضيه، ورغم أنه كان يمتلك مفاتيح القسوة ضدهم لكنه كان ماهرا في الاحتفاظ بالمسافات التي لا تسمح بتحول النزاع السياسي إلى سيل من الدماء كما فعل أقرانه في أكثر من جمهورية عربية تصارع فيها الرفاق فأحالوا بلدانهم خرابا.
أحزن أن يتحول يوم استشهاده إلى ذكرى لإعلاء أصوات دعوات استئصال وكراهية وبعث لمزيد من الأحقاد وسفك الدماء، وأتألم أيضا أننا لم نسمع أي صرخة لمصالحة وطنية شاملة بين اليمنيين جميعا تمكنهم من تأسيس خطوة نحو المستقبل الذي تحتاجه أجيال قادمة عانت من كوارث الحاضر والماضي، ولا أتصور أن أحدا من أنصاره ومحبيه قد أبرز وجها يتماهى مع نفسية صالح البعيدة عن الأحقاد الدفينة، بل إن كثيرين يريدون أن يجعلوا من ذكراه وسيلة يمتطونها للانتقام وللحصول على المكاسب مادية أو سياسية، ومن المؤكد أن محاولات استغلال اسم الرجل واستخدامه كعلامة تجارية لتحقيق طموحات شخصية يدل بجلاء على عجز سياسي وعن عدم القدرة على الخروج من عباءته ميتا كما فعلوا وهو حي، وهي إساءة لتاريخه كيفما قرأه المحب والكاره، كما يفعل من يريدون أن يكونوا ورثة عبدالناصر أو صدام.
رحم الله صالح.