مبادرة الخليج تحمل في طياتها مؤامرة والتفاف على الثورة الشعبية في اليمن
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و يومين
الإثنين 12 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:19 م

alialsied@gmail.com

تحرك الشعب اليمني في الانتفاضة والتغيير .. وخرجوا إلى الشوارع في مسيرات حاشدة تجوب شوارع المدن اليمنية هاتفين بشعارات صاخبة ضد النظام الظالم والفاسد والعميل .. وبالتالي هذه المظاهرات والتحرك صوب التغيير بوعي منبثق من ثقافة القران في الخروج على الطغاة والعملاء تحت مظلة مشروع قراني بحت يمنع الاختراق .. هنا اقلق الأمريكان ودول الاستكبار العالمي هذا التحرك فسارعوا إلى كبح هذه الثورة وصناعة العوائق أمامها دون الحيلولة في نجاحها بهذا الشكل ..

من ثم تحرك الأمريكيون عبر سفيرهم في اليمن وعبر جهازهم ألاستخباراتي السي إيه في صناعة المكائد والمؤامرات تجاه الثورة الشعبية المباركة .. فكانت الثورة في أوائل أيامها كفيله بإسقاط النظام وكذلك المشاريع التآمرية المتمثلة في أمريكا ودول الاستكبار العالمي .. فبعد جمعة الكرامة والتضحيات الجسيمة التي جسدها اليمنيون في ثورتهم العظيمة التي سطروا بذلك الصمود والاستبسال صورة فتغرافية ومعادلة قوية تنطلق في أن الشعوب المسلمة قادرة في الوقوف تجاه الظالمين والطغاة والعملاء .. فشكل هذا الصمود والثبات رعبا كبيرا لدى الساسة في البيت الأبيض فهم لا يريدون أن يخسروا حليفا استراتيجي خدمهم طيلة حكمه وقتل شعبه إرضاء لهم ولمشروعهم الذي يستهدف المنطقة برمتها ويستهدف الإسلام والمسلمين ..

كما أن أمريكا أدركت الخطر وسعت جاهدة لوضع الأشواك والعوائق أمام الثورة الشعبية في اليمن .. سيما وإنهم متوجهين في الاتجاه الصحيح ولكن هنا التدخل الأمريكي كان كبيرا وحجم المؤامرة كان اكبر مرورا بالقمع والقتل للمتظاهرين تحت تواطأ دولي وكذلك سكوته عما يقوم به النظام تجاه الثوار السلميين من بطش وقتل وتشريد وتنكيل دون أن يبدي أي موقف إلا انه يردف النظام أكثر .. وفي نفس الوقت أقحموا الثورة في صراع مسلح بعد إعلان انضمام أركان النظام للثورة .. وتحولت إلى صراع إرادات وعسكرة الثورة أمام الرأي العالمي بانها أزمة وليست ثورة .. وكذلك من محاولة أمريكا لكبح الثورة قاموا بإطالة أمدها لكي يحبط الثوار في ساحات التغيير والانتفاضة ويتقبلون أي حل يأتي من أي طرف .. وفي نفس الوقت قطعوا المواد البترولية والغاز والكهرباء على المواطنين إمعاننا منهم في إرغام الشعب اليمني للتقبل لما يريدون .. فالشركات النفطية تابعة لأمريكا ويتخذون هذه الوسيلة في الضغط على الشعب اليمني فيما يريده وخرج من اجله..

هنا لابد من بحث الأزمة وتقديم حل لها قبل فوات الأوان فتقدمت أمريكا بمبادرة عبر سفيرها في اليمن يهودي الأصل .. والذي قام بدورة في تسليمها إلى السفير السعودي لإلباسها رداء خليجي لكي يتقبلها الشعب اليمني ويستسيغها ومن ثم تخرج إلى العلن ويعلن بعد ذلك الأطراف بالالتزام بها .. وبالتالي يتم تغيير النظام وفق الرؤية الأمريكية في إعادة ترتيب كما يقولون البيت اليمني وفق المصلحة التي تقتضيها والمناخات المناسبة لها فيتم بعد ذلك محاصصة الحقب الوزارية بين أطراف الأزمة ويكتفوا بهذا لإخراج اليمن من الأزمة كما يزعمون ..

بعد ذلك اجتمعت أطراف الأزمة في الرياض "العاصمة السياسية" لتحضير توقيع المبادرة "السعو أمريكية " من قبل هذه الإطراف فحرص الأمريكيون أن يحضر كل معارضي الرئيس صالح للتوقيع .. فحضر أحزاب اللقاء المشترك وكذلك قيادات قبلية وحزبية أخرى وقيادات المجلس الوطني الذي شكلته أحزاب المعارضة مؤخرا أثناء تلقي صالح العلاج في الرياض من الانفجار الذي استهدفه مع كبار قيادات الدولة .. حينما رفض صالح الانصياع للضغوط الأمريكية في الموافقة على التنحي والقبول بالمبادرة عند إذن قامت أمريكا مع تنسيق مع ضباط وقيادات عسكرية يمنية في وضع المتفجرات في جامع النهدين ..

ندرك جميعا أن أمريكا والسعودية غير أبهين ولا مبالين بالثورة الشعبية في اليمن ويتصور لهم بانهم بهذه المؤامرة سيوقفون نبض الشارع اليمني .. سيما وأنهم تجاهلوا الشعب اليمني الذي ثار من أقصاه إلى أدناه في هذه المبادرة التي تحمل في طياتها مؤامرة واضحة ومكشوفة في الالتفاف على الثورة والتضحيات التي قدمها الشعب اليمني في رسم مستقبلة بيده وإرادته - لا بإرادة أمريكا ودول الاستكبار العالمي ..

وفي نفس الوقت تجاهلهم لمكونين أساسيين في الثورة وهم الحوثيين والجنوبيين لاسيما وهم من اكتوى بنيران النظام الظالم والمستبد طيلة عقود وسنوات عجاف أكلت هذه الحروب اليابس والأخضر .. وتحولت مناطقهم إلى مسرح للحرب والمؤامرات الأجنبية فالنظام الظالم سلب كل ما هو جميل في تلك المحافظات خدمتا لأمريكا والمشروع الصهيو أمريكي الذي يستهدف اليمن ..

في المقابل نُسجَ للمحافظات الشمالية ولأبنائها الأحرار مؤامرات كبيرة خلال الثورة الشعبية لإعاقتهم من مشاركة إخوانهم في كل المحافظات اليمنية زخم الثورة ولهيبها المتصاعد .. لاسيما في مرحلة فاصلة في الثورة وجني ثمارها تحركت أمريكا والسعودية عبر أيادي تابعة لهم في إضرام الفتنة الطائفية ومستنقع الصراعات المذهبية الذي تريد أمريكا أن تستهدف الثورة والشعب اليمني بمثل هذه المؤامرات ..فما هو حاصل في دماج وحجة اليوم خير دليل على التوقيت المناسب في تشويه جماعة الحوثي وأبناء المناطق الشمالية أمام الرأي العالمي والمحلي لما من شأنه إحراق صورتهم السياسية والإعلامية والثقافية .. لاسيما وإنهم تركوا السلاح جانبا وخرجوا مع إخوانهم اليمنيين في كل المحافظات اليمنية والساحات المختلفة بشكل سلمي ليعبروا عن صخبهم المتزايد ضد النظام الظالم والعميل .. وكذلك ضد التدخلات الأمريكية والصهيونية في شؤوننا اليمنية وكذلك في شؤون إخواننا المسلمين في كل بقاع الأرض الذي يستهدفهم هذا المشروع الشيطاني المتمثل في إشعال الفتن الطائفية بين أوساط المسلمين ..