آخر الاخبار

توكل كرمان في مؤتمر ميونخ: دول الغرب تحالفت مع الثورات المضادة وباركت الإنقلابات والمؤمرات ضد دول الربيع بهدف تدمير المنطقة. وفاة موظف أممي في سجون الحوثي تُثير تساؤلات حول مصير العشرات عاجل: شركة الربع الخالي تعاود أعمال تأهيل خط العبر الدولي الرابط بين اليمن والسعودية عاجل :المظاهرات الغاضبة تجتاح محافظة عدن والمجلس الانتقالي يغرق شوارع واحياء مدينة عدن بالأطقم المسلحة والمدرعات ويهدد بإعتقال المحتجين عدن : وقفة إحتجاجية للنقابة العامة للنقل والمواصلات رفضًا للقرارات الصادرة بحقها وممارسات استهداف حقوقها عدن : نائب وزير التربية يلتقي المديرة القطرية للمجلس النرويجي لمناقشة سبل التعاون المشترك شرطة مأرب تدشن دوري الشهيد عبدالغني شعلان ورفاقه الأبطال انطلاق بطولة الوفاء لمأرب الرياضية بمشاركة 12فريقا للمحافظات غير المحررة. تقرير من جبهات مأرب.. احباط هجمات ومحاولات تسلل حوثية وقوات الجيش ترد على مصادر النيران وتلحق بالمليشيات خسائر في الأرواح والعتاد عدن: وكيل وزارة المالية يحمل وزارة الخدمة المدنية مسؤولية تأخير صرف مرتبات الموظفين النازحين

سراييفو : ذكرى ألم وذاكرة تاريخ.
بقلم/ احمد عبد الله مثنى
نشر منذ: 4 سنوات و 9 أشهر و 23 يوماً
الجمعة 24 إبريل-نيسان 2020 10:26 م

مرت علينا ذكرى حصار سراييفو( 6/4/1992) حينما ضرب الصرب حصارا غاشما جائرا على سراييفو، ذلك الحصار الأطول في تاريخ الحروب الحديثة، الذي أظهر قبح الحضارة الأوروبية في تجاهلها لذلكم الحصار الذي ثبت فيه أهل البوسنة والهرسك ومن شاركهم من المجاهدين العرب؛ الأمر الذي أجبر حلف الناتو لإيقاف المجازر الصربية، ولكن بعد أن تساقطت أوراق حضارته الزائفة كما تتساقط أوراق الخريف، وما زالت تتساقط إلى يومنا هذا. وخرج الشعب البوسني منتصرا مسجلا بطولات ستظل تاريخا يمنح الأجيال القادمة العزة والكرامة؛ 

غير أن أجمل ما جذبني في هذه الذكرى هو التقرير الذي قدمته قناة الجزيرة مركزا على أحد معالم النصر في الأمة، أعني به : (اهتمام مثقفي البوسنة وعلمائها بالمكتبة الكبيرة في سراييفو مكتبة الغازي خسرو بك)، فكما ظهرت منهم بطولات عظيمة للحفاظ على حياتهم كذلك قدموا تضحيات وبطولات للدفاع عن ثقافتهم، تمثل ذلك بالدفاع عن مكتبة الغازي خسرو بك؛ حيث تشكلت مجموعات صغيرة من محبي الكتب بنقل المخطوطات سرا للحفاظ على المكتبة التي تحوي ذاكرة أجيال البوسنيين طوال ألف عام، وتضم العديد من المخطوطات والكتب التي لا تقدر بثمن.

يقول مصطفى ياهيتش مدير المكتبة حينذاك: ( أدركنا أن الحفاظ على تراثنا وكنوزنا الثقافية والعلمية أهم من الحفاظ على حياتنا، لأننا إن متنا سيأتي من بعدنا آخرون، أما إذا تم تدمير التراث فلن نستطيع أن نعوضه".

يا له من وعي عظيم : (الحفاظ على تراثنا وكنوزنا الثقافية والعلمية أهم من الحفاظ على حياتنا)

ويستطرد ياهيتش "إن موت شخص أو أكثر هو بلا شك أمر جلل، لكنه بالتأكيد أهون بكثير من تدمير الهوية الذي يعني موت الشعب بكامله".

ويتابع "لقد أدركنا أن الحرب بالأساس هي حرب على هويتنا، وأن أحد الأهداف الرئيسية للمعتدي هو تدمير ذاكرة الشعب البوسني المتمثلة في مكتباته، لذا، قررنا أن نقاوم".

 نعم أيها القارئ الكريم بهذا تنتصر الأمم وبمثل هؤلاء الرجال تبقى الأمم قوية لأن الأمم القوية هي تلك الأمم التي تحرس هويتها وتحمي تاريخها وتحافظ على قيمها، وأمة بلا قيم أمة توشك على الفناء.

والمكتبات في كل أمة هي روحها التي تمنحها الحياة، وهي الذاكرة

التي تحفظ تاريخها وهويتها، وقيمها وهي، التلسكوب الذي تنظر به الأمة إلى آفاق المستقبل فتشهد موقعها الساطع؛ فهو هناك كوكب دري يتوهج ضياء ونورا. وبمحافظتها على هويتها فإنها تضع بصمتها الحضارية وتحجز لها مكانا واسعا في المقدمة؛ بل إنها تجبر الجميع على الإفساح لها وهي تتقدم بخطى واثقة ثابتة نحو المستقبل تسابق الزمن؛ لا بل تخضع الزمن وتمسك عقاربه لتكسر بها التحديات والصعوبات .