آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

مرة ثانية: بين التجارة والسياسة
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: 3 سنوات و 3 أشهر و 29 يوماً
السبت 11 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:57 م
 

      فهم البعض من مقال الاسبوع قبل الماضي بعنوان (بين السياسة والتجارة) انني انتقص من أهمية التجارة وازدري دور التجار، وهو فهم في غير سياقه، ومجانب للصواب ولمنطوق الأحرف التي كتبتها.

   نعم، انتقدت الجمع بين السياسة والتجارة في بلداننا العربية (واليمن بالذات) لأنه يحلل المحرم، ويسخر العمل العام وأنشطة الدولة لمصالح شخصية، ويتسبب في تجاوز الانظمة والقوانين، ويعمل الفوضى، ويساعد على انتشار الرشوة ونمو الفساد كما هو حالنا معه اليوم.   ‏ 

    وبهذا، أنا لا أقول بان التجارة محض شر واختلاس أو مرابحة غير مشروعة على حساب الدولة والمواطن، لأن ذلك ليس عدلا، بل انا افهم التجارة بكونها أحد ابرز ركائز الاقتصاد الوطني.. ودور التجارة في التنمية اساسي ومحوري، فبالتجارة تتم التعاملات وتكتمل حركة السوق ، وبالتجارة تزدهر سوق العمل وتنهض العملية التنموية، وتتعزز علاقات الشعوب والدول ببعضها.

    كثير من التجار أصحابي وأصدقائي .. وصحيح ان بينهم من استفاد من "الساسة التجار" ووظفوا إمكانات الدولة لتنمية مصالحهم وشركاتهم الخاصة، لكن الخلل كان - ولا يزال - في فوضى عمل الدولة وفساد الأجهزة.

   ذلك الفساد تعزز واستقوى واستشرى عندما بدأت القوى والاحزاب والشخصيات تتسابق في مطلع التسعينات على توظيف التجار في السياسية فاختلطت الأوراق، وكان ذلك مدخلا لعقد شراكات ومصالح كبيرة تحت مسميات كثيرة ومختلفة.

خلط وعبث:

   ‏ تلك كانت هي البوابة التي ولج منها التجار إلى عالم السياسية في بلادنا، ودفع الكثير منهم دفعا الى الترشح لعضوية مجلس النواب (مثلا) باسم هذا الحزب أو ذاك، وكانت بداية الخلط بين عمل الدولة والتجارة الخاصة، وتماهى الدور الرقابي للنواب مع التجارة والمصالح الخاصة، وعملت لجان المجلس وبصورة خاصة لجنة النفط والغاز وفقا لاجندات تجارية حزبية وخاصة، حتى اختفت الرقابة الحقيقة وقضي عليها تماما.     

   وبدات التجارة تعبث بالسياسة العامة بدعم برامج حزبية وانتخابية واعمال خيرية وبناء مساجد، وتبرعات للمنكوبين، ودعم وتنفيذ برامج بمسميات هلامية، وانتهت بشركات في النفط والغاز ، وبرز هوامير الفساد يتصارعون بداخل المجلس ، وكشروا عن انيابهم باسماء شركات عالمية عملاقة:

  • توتال، وكنديان نكسن، وبترومسيلة Petromasila، والمقاولين CCC ، واركاديا Arcadia، واكسيدينتال Occidental الأمريكية، واكسي OXY الكندية.
  • ‏وشركات KNOC ودايو Daewoo الكوريتين.
  • ‏اويل سيريش Oil Search الاسترالية، بي جي بي الصينية، والماز للخدمات النفطية، وتوتال Total E&P الفرنسية
  • ‏ابيديس و سي جي جي، وشركة NFI، كلفالي Calvally، وهود Hood، وشركة ريلاينس Reliance الهندية، وانتجرا الروسية، وصافر Safer E&P، ويمن يتروليم،، ودوف Dove، وDNO ، وشلمبيرجر Schlumberger ، وجيكو الصينية.

    وكلها بالتأكيد شركات تتبع شخصيات ومتنفذين وأبناء واحفاد نافذين مذ ذاك الى يومنا هذا ..والحبل على الجرار...!!!

الا لا يجهلن:

      ذات يوم من ايام مجلس النواب (وانا عضو فيه) كان ضمن مواضيع النقاش اتفاقية لصالح شركة نفطية اسمها دوف Dove، واندفع احد النواب (وكان سعد الدين بن طالب) يسرد مبررات رفض الاتفاقية لعدم كفاءة وأهلية الشركة، وانها فرضت بمخالفة للقوانين، ولن ادخل في التفاصيل.. لكن كان الملفت هو غضب احد اكبر قيادات الدولة الذي اسكت النائب بن طالب (حضرموت) بكلمات قاسية، ثم اردف بيتا من معلقة عمرو بن كلثوم :

الا لا يجهلن أحد علينا

      فنجهل فوق جهل الجاهلينا

    ‏الموقف كان صادما بالنسبة لي -على الاقل- ‏وكنت ممن صعد الى المنصة للتهدئة بمبرر ان الرجل قال رأيه في إطار نقاش عام ودستوري، كان ذلك الموقف بتأثر السياسة بالتجارة والمصلحة .. وطبعا مررت الاتفاقية بعد ان كانت الرسالة قد وصلت.. ومن يجرؤ بعد ان كان ما كان.

     أوجه كثيرة للخلط بين السياسة والتجارة لا تزال تبرز اليوم في واقعنا وحالنا وشتاتنا، في ترزقنا وبيعنا وشرانا .. فالمشكلة كانت ولا تزال، ولا حول ولا قوة الا بالله.