آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

عندما يستقبلك الشحاتون وقت صلاة الفجر
بقلم/ أمين محمد
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر
الخميس 10 يناير-كانون الثاني 2008 12:06 ص

مأرب برس - خاص

الكثير من اليمنيين يعلم بأن صنعاء من اشد مدن اليمن برودة بل ويعلموا ببردها القارس وخصوصاً مثل هذه الأيام .. لكن الكثير منهم لا يعلموا ما نزل بها من صقيع الأسبوع الماضي وخاصتاً من وقت السحور حتى بزوغ الشمس .

ذهبت فجر يوم الخميس الماضي لأداء صلاة الفجر بالمسجد بعد أن تيممت بالتراب ولبست الكوت وبنطلون فوق الآخر وشراب بالرجلين وآخر باليدين .. وصلت المسجد وأنا أنتفض من شدة البرد رغم قرب المسجد من الفندق الذي أقيم فيه .

عند دخولي وجدت نساء بجانب الباب ورجل شايب وأطفال لم انتبه إليهم فرحت مهرولاً إلى الصف الأول وأديت الصلاة مع الإمام وما كان للصف الثاني أن يكتمل إلا قبل أن يسلم الإمام بثواني ، وعندما قال الإمام السلام عليكم ورحمة الله الأولى وبدايته بالثانية إلا وأسمع النواح والصياح من خلفي ارحمونا يا عباد الله رحنا با نموت من الجوع.

عيالي ما قدروش يرقدوا ميتين من الجوع .. وآخر يقول إنه هو لم يأكل إلا قرص روتي واحد من فجر اليوم الماضي .

 لم اصدق نفسي وكدت ابكي الماً على أولائك الأطفال والبنات مع أمهاتهن والبرد يقرص أجسادهن بباب المسجد .

بنتان وثلاثة أولاد الكبير منهم لم يتجاوز العاشرة من عمرة تقريباً .. أسأل نفسي وأقول من سابع المستحيلات أن يكونوا ممتهنين الشحاته فممتهن الشحاته لايمكن ان يخرج يطلب بذلك البرد القارس ووقت صلاة الفجر لانه يعلم إن المصلين ليس كثر واغلبهم من السكانين في ذلك الحي يعني بعضهم يخرج بدون أي فلوس في جيبه.

ياله من وطن ويالها من كارثة ، كيف لي أن اخرج من المسجد وأمامي اولآئك الأيتام الخمسة والأرملتين والرجل العجوز والشاب المعوق ، ماذا عساني سأساعدهم وان ساعدتهم اليوم كيف واين سيكونون غداً .. لقد لعنت النظام القائم ودعيت عليه من كل قلبي وقلتها بخشوع ( يامن تسمع دعاء المستضعفين والمساكين اسمع دعائي في هذا الفجر وتحت هذا الصقيع أهلك وشرد وجوع وأفقر من كانت ولايته علينا ومن يساعده أو يدافع عنه أو واقف إلى جانبه في إدارة هذه البلاد بهذه الفترة وبهذه الأوضاع وارنا فيهم عجائب قدرتك وأذلهم كما اذليت النساء والأطفال ومن يوقف بجانبهم عند باب المسجد خلفي) .

لقد أكثرت من الدعاء لهم وعلى من ظلمهم ومن كان السبب او ساهم فيما وصلوا إليه .

خرجت وأعطيتهم الذي أقدر عليه لكنني ما زلت أتحسر على ما اعتقدت انه وطن عندما عدت في إجازتي من رحلة اغترابي آملاً التمتع بأجازة مثل سائر المغتربين في العالم . لقد رجعت من غربتي لكي أتجرع الألم.

 رجعت لأتجرع الحسرة على ما أراه أمامي في الفجر في الظهر وعند المساء.. رجعت لأرى موطني المنكوب .

 وليس موطني الذي كنت أشاهده في تلفزيون اليمن الذي يخيل لكل من يتابعه بأن اليمن بنعمة وبحبوحة تنافس دول الخليج بل وأوربا في العيش الرغد والحكم الرشيد . كل ما شاهدته إلى الآن في عدن والضالع وما ذكرته في الأسطر الأولى من صنعاء لم تكن تعلم عنه منظمات الإغاثة العالمية فلوا علمت فيه وما فيه من مآسي أخرى لأوقفت دعمها لدارفور وغزة وأفغانستان بل والصومال واتجهت نحو اليمن.

* رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق