دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك مشروع قطري سيدشن قريبًا في اليمن عاجل. رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة تفاصيل اعلان الصليب الأحمر الإفراج عن عشرات المعتقلين كانوا في سجون الحوثي.. هادي الهيج: ''المفرج عنهم أناس اعتقلوا من البسطات والشوارع'' بن مبارك يبحث في واشنطن مع مسؤول أمريكي التعاون لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
اليوم وبعد أن رحل صالح والى غير رجعه وبروز هادي كرئيس توافقي فرضه الواقع السياسي وبرعاية إقليمية ودولية وهو ما يبرز عدة تساؤلات حول المرحلة القادمة وما الدور الذي سيلعبه هادي في هذه المرحلة وما البصمات التي سيتركها للتاريخ وكذا هل سيغير الممجدون من أساليبهم أم سنرى ذات التمجيد وذات الصورة.
شخصيات كثيرة وكبيرة ممن انضموا للثورة وسجلوا موقفا ايجابيا مع أحداثها وكان لانضمامهم أثرا كبيرا في انهيار النظام وتهاويه وبلا شك ستظل تحتفظ لهم الثورة بمكانة خاصة في سجلاتها ولن تتنكر لأحد خاصة إذا كنا نقصد بالثورة ما يرمي إليها لا ما يدعي تمثيلها ويجني مكتسباتها, وهذا الدور يحسب لهم رغم ما عرف عن بعضهم من ولاء مبالغ فيه لشخص صالح ونظامه طيلة العقود التي حكم فيها.
ففي الوقت الذي كان صوت صالح هو الصوت الوحيد المسموع وما من ند أو منافس كانوا متفننين في جذب انتباهه إليهم دون غيرهم لينضموا إلى قائمته الخضراء ويحصلوا على صلاحيات لم يكن لأحد أن يتمتع بها, ولكن كان عليهم أن يثبتوا له في المراحل المختلفة استمرار ولائهم له كلا في مجاله ومن موقعه وعلى طريقته حتى يحفظوا حلقة الوصل من الانقطاع وخشية من تلاشي حضورهم في القوائم النشطة لأنظار الرئيس, ولم يكن من بديل لهؤلاء لتحقيق أهدافهم المادية والمعنوية وطموحاتهم لتعزيز الحضور في الواجهة, ولم يكن ذلك النجاح المزعوم أمرا سهلا خاصة عند أمثال الرئيس صالح الذي كانت معاييره قاسية لفحص مدعو الولاء ووضعهم في اختبارات حقيقية لا يمكن تجاوزها دون توفر المعايير المطلوبة التي اخفق فيها كثيرون ممن حاولوا اجتيازها بينما صعب على آخرين المنافسة فيها لأسباب خاصة بهم.
ومع الإيمان العميق بصدق نوايا المنضمون وإخلاصهم للوطن وحبهم لأبناء الشعب إلا أن هذا لا يمنع من أن نتنفس ببعض التساؤلات خاصة وان البلد قادمة على مرحلة جديدة وقد يفرض الواقع على البعض منهم البحث عن دور مماثل والعودة للواجهة عن طريق التمجيد والتقرب والولاء للحاكم الجديد وقد يحتاجون للتعاطف معهم في هذه النقطة بالتحديد بسبب حالة إدمان الواجهات التي ألفوها وقد تكون هي ذات الحالة التي دفعتهم للانضمام بحثا عن واجهة جديدة لكن هذا بحد ذاته سيكون أمرا سيئا لا يليق بالثورة ولا بمن انضم إليها مدعيا الحب للوطن والشعب وتطلعاتهم نحو الحرية والمساواة والتي تقتضي في مقتضياتها أن لا يتم تمجيد أو نفخ الريش لأحد كبيرا كان أو صغيرا حاكما أو محكوما, رغم اختلاف شخص هادي كليا عن شخص صالح من حيث فكرة معيار الولاء الفردي المطلق إلا أن من ألف الولاء والتمجيد يستطيع أن يُشخِّص ما الذي يبحث عنه الحاكم القادم وتقديم ما يناسب الحالة الجديدة ولازال الأمل يراود بعضهم في ظل بقاء كثير من القيم الصالحية التي لن ينتهي أثرها بسهولة, وفي مثل هذه الحالة إذا حدثت فإن الثوار سيكونون أمام خيارات صعبة وسؤال كبير مفاده هل عليهم القيام بثورة جديدة والتضحية في جمعة كرامة جديدة يدفعوا ثمنها بعشرات الشهداء حتى يصحو الممجدون من سبات تمجيدهم وتأييدهم ووقوفهم ضد أحوال الناس ومصالحهم وسيجدوا ربما طريقا آخر ربما تكون تكلفته وطن بأكمله.
والأمر هنا لا يخص المنضمون للثورة من أركان نظام صالح بل أيضا للمنضمون للنظام من أركان المشترك الذين أصموا آذاننا بالحديث عن الوطن والوطنية والعدالة والحرية والرفاهية ووووو .. لا نريد أن تتغير اللهجة كثيرا فالمسئولية عليهم اكبر خاصة وأنهم الآن في اختبار حقيقي على الواقع بعد نهاية زمن التنظير, و بعكس من سبق تجربتهم فهذه فرصه أمامهم إما لكسب التأييد الشعبي أو خسارة ما جادت لهم به الثورة والعودة لمكانهم الطبيعي ( ما قبل الثورة).
لا يريد اليمنيون أن يسقط شخص صالح ويبقى كل ما يشير إلى بقاءه من ممارسات بل يريدون تغييرات ملموسة متسارعه وشاملة بما يكفل تحقيق الرضا للشعب وإلغاء كل مفاهيم التمجيد والتطبيل والنفاق وذلك لن يتحقق إلا بتوفر مناخ ديمقراطي حقيقي أدواته الحرية والإعلام المفتوح وحرية الصحافة والتعبير وسيادة القانون والمساواة ومبدأ الرقابة عبر جهات تختص بالمساءلة ومتابعة أداء أجهزة الدولة وقياداتها بشكل دائم.
tajwalid@yahoo.com