الدور الإيراني والروسي مابين صراع النفوذ وتبادل الأدوار
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: 3 أشهر و 22 يوماً
الخميس 18 يوليو-تموز 2024 05:36 م
  

أثارت الاغتيالات التي طالت قيادات مهمة في الحرس الثوري الإيراني على الجغرافيا السورية تساؤلات مشروعة حول المستفيدين من هذه التصفيات لاسيما وانهم يتمتعون بحصانة امنية كبيرة لا يمكن اختراقها.

يرى بعض المتابعين المتمرسين في قراءة هذا المشهد ان الساحة السورية هي مسرحاً للصراع الروسي الايراني في المرتبة الأولى، الا أن صراعاً آخر يدور على مستوى النظام المتمثل ببشار الأسد وشقيقه ماهر، الأول يرأس النظام بشكل رسمي في حين أن الثاني يمسك بالنفوذ العسكري بالتعاون مع إيران وميليشياتها وكل ما يرتبط بالنشاط الاقتصادي غير المشروع.

أما بشار الأسد فيتولى الشق السياسي بحكم رئاسته للجمهورية العربية السورية والممثل الوحيد لها وتعزز حضوره بعد الانفتاح العربي على نظامه ومشاركته في القمم العربية التي عقدت مؤخرا، وهذا الأمر وضعه بي ثلاث خيارات أحلاهما مر بالنسبة إليه.

يرى المتابعين لهذا الصراع أن المتغيّرات التي أطلت برأسها على الساحة السورية المشتعلة بعد أحداث 7 أكتوبر وتوسعها لتشمل المنافذ البحرية وعلى رأسها البحر الأحمر حيث سيطرة الحوثيين إضافة إلى مشاركة الفصائل العراقية بهذا الصراع إن من الأراضي العراقية أو من الداخل السوري من خلال الممر الأساسي البوكمال والاحداث الروسية الأوكرانية لعبت دوراً كبيراً في تغيير استراتيجية الروسية تجاه حلفائها التقليديين وعلى رأسهم طهران، التي تحاول التسلل إلى المكتسبات الروسية في سوريا المصنفة بالتاريخية والتي ثبتتها منذ سنوات كونها تشكل المعبر الوحيد “للدب الروسي ” إلى المياه الدافئة وإبقاء موطئ قدم له في تلك المنطقة التي تعتبر الأبرز له في منطقة الشرق الأوسط تتقدمها قاعدة حميميم.

مصدر متابع لمشهدية العلاقة الروسية الايرانية يرى في حديث لـ”صوت بيروت انترناشونال” أنه على الرغم من ان المشهد العسكري بين الدولتين في سوريا مشهدٌ متكامل لوجستياً وانتشاراً وتسليحاً وتذخيراً استكمل بتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بينهما مؤخراً في طهران.

الا أن المشهد الاقتصادي مختلف حيث تشهد الساحة السورية صراعاً خفياً بين إيران وروسيا لناحية السيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية.

إن المتتبع لهذه العلاقة وفق المصدر يرى أن سباقاً محموماً بين ايران وروسيا في الشأن الاقتصادي. ففي وقت حين ذهبت فيه روسيا للسيطرة على الموانيء في البلد سواء في طرطوس أو اللاذقية نجد أن إيران احتفظت لنفسها بالسيطرة على المعابر الحدودية سواء مع العراق أو الأردن أو لبنان وعندما ذهبت روسيا لوضع يدها على معمل السماد الآزوتي الشهير في سوريا والوحيد وعلى مناجم الفوسفات أيضاً لتستثمر المعمل والمناجم لصالحها تعمدت ايران وضع يدها على مصفاة حمص واعتمدت نفس اسلوب روسيا لجهة تسريح العمال السوريين وفك اعتماد ميزانيات المتقاعدين في مسعى من الدولتين لتحقيق أكبر ربح.

‎علماً أن المتابع للمشهد يدرك أن روسيا تقوم بتشغيل معمل السماد الآزوتي بطاقته القصوى وهذا أمر له آثار سلبية. بينما يبقى العمل في المصافي لصالح الايرانين مقيد.

لم يقف المشهد هنا فقد وضع الإيرانيون ايديهم على معمل السكر في حمص وغيره من المنشآت الاقتصادية في تمكن الروس فرض من إرادتهم على معظم الانشطه الاقتصادية الفاعلة في سوريا، بينما كان خيار الايرانين تعويض الامر عن طريق الاستيلاء على عقارات الاهالي المحليين سواء منازل او اراضي او منشآت خاصة هذا الامر لم يقدم لايران حقيقة التعويض المطلوب وخاصه أن البلد تعيش حالة ترهل وانهاك، لذلك بدأ الايرانيون بالتجارات الغير مشروعة بالتعاون مع الفرقه الرابعة بشكلٍ أساسي والفصائل الايرانية.

لكن الروس وقفوا حاجزاً امام هذه التجارة ك من خلال سيطرة القوة الاخيرة على الموانيء التي تعتبر أهم منفذ لمرور الحبوب المخدرة.

يأتي الصراع الروسي الايراني في معرض اعتقاد إدارة الدولتين أن ما يفعلانه قد يعوض بعض الخسائر التي لحقت بالجانب الايراني من جهة منذ دخوله المعركة في سوريا والجانب الروسي كذلك عندما توقف الصديق أو الحليف عن دعم الاعمال العسكريه الروسية في سوريا.

يبدو اليوم من خلال مراقبة بعض الاحداث الدموية والتي يرى المصدر انها ازاحة شخصيات لعبت أدواراً في الشأن الاقتصادي الذي تتنافس عليه روسيا وإيران أن على صعيد الحادث الغامض الذي تعرضت له مستشارة الرئيس الاسد لونا الشبل والتي تعتبر روسية الهوى واستهداف براء القاطرجي مفتاح الكارتيلات النفطي للمحور الذي تديره ايران بالتعاون مع الجناح المناهض لبشار الذي يبدو أنه لان محاصراً بين استعادته للعلاقة مع الحضن العربي ومحاولة انقاذ نفسه من سندان روسيا ومطرقة طهران