في ذكرى رحيل حكيم اليمن وحبيب القدس
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 6 أيام
السبت 31 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:42 م

تمر علينا ذكرى رحيل الشيخ الأحمر رحمه الله واليمن تمر بمرحلة حرجة ومنعطف تأريخي ومفصلي هام وفي هذه المناسبة لا بد أن يكون لنا وقفة وفاء مع الفقيد العلم الذي كان بحق حكيم اليمن ونحن لن نوفيه حقه بمقال فجهود الشيخ ومواقفه وأدواره الهامة تحتاج لكتاب كبير ولكن حسبنا أن ما لا يدرك كله لا يترك جله ونحن هنا لا نكتب من باب الترحم على الفقيد وذكر محاسنه فحسب بل لندعو للقيم والمبادئ والأفكار التي حملها الراحل خاصة والبلد تمر بمنعطف تأريخي هام وفتره صعبة وحرجة نسأل الله أن يلطف باليمن ويوصل سفينة أهله إلى شاطئ النجاة وبر الأمان والإستقرار.

كان الشيخ الأحمر رحمه الله لا يقطع صلة بطرف ولا يحمل حقدا على أحد ..متفاعل مع قضايا أمته وفي مقدمتها قضية فلسطين التي كان له دورا إيحابي بارز فيها من خلال دعمه المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني وكذلك نشاطه الفاعل ودوره القيادي في مؤسسة القدس التي تعنى بالشؤون الفلسطينية .

لقد أتفق الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وأختلف مع كل الروؤساء اليمنيين من السلال إلى صالح ولكن أحدا لم يجرحه كما جرحه صالح وشتمه في صحيفة الميثاق رغم إحسان الشيخ إليه وقد كان الراحل الأحمر كبيرا وتجاوز تلك السفاهة ومن الرئاسة في السبعين بجوار مقبرة الشيخ الأحمر صدرت الأوامر بقصف منزله من قبل صالح ليبادله الوفاء بالوفاء على طريقته وهذا جزاء المعروف والإحسان عند صالح !!

لقد كان الراحل الأحمر نصير العلماء وعون الدعاة ...يطفئ الفتن ويحقن الدماء ويعالج القضايا ويقف مع المظلوم ويكفل الأيتام

وبعد رحيل الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر عرفنا قدره وأدركنا دوره الفاعل في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي إذ كان يمثل بحق الرجل الإطفائي للحرائق التي يشعلها النظام وبعد رحيله بعد حياة حافلة بالجهود الوطنية الجليلة بدأت المشاكل تطل برؤوسها ....رحمه الله ...

وللشيخ الأحمر جهوده الكبيرة ودوره الفاعل في إرساء وتثبيت دعائم النظام الجمهوري ومحاربة فلول الملكية وفي كل المنعطفات والأحداث التي مرت بها بلادنا كان للشيخ الأحمر شوكة الميزان التي ترجح الكفة لصالح الوطن مشكلا ظاهرة فريدة قل أن تتكرر ورجلا جمع المجد من كل أطرافه وقل أن يجود الزمان بمثله ، هو قائد فذ وراحلة نادرة من الرواحل فقد جاء في الحديث الذي رواه الشيخان .. قال صلى الله عليه وسلم (( تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة وفي رواية لا تكاد تجد فيها راحلة )).. وقد جاء في تفسيره .. أن الراحلة هي الناقة النجيبة القوية على حمل الأثقال وتحمل السفر مع جمال وحسن الهيئة , وهي نادرة بين الإبل , وهذا هو التشبيه بين عوام الناس الذين يميلون مع الريح حيث مالت وبين الناس المنتجون أهل الغايات العظيمة والتضحية والصدق , و قليل ما هم .. لا تكاد تعثر في المائة من الناس إلا على واحد منهم , يحمل صفات القائد ويحمل الهدف النبيل والغاية السامية , ويرتفع فوق الأنا القابعة في حدود المصلحة الشخصية ..

ولعل من أراد التوسع أن يقرأ مذكراته وفيض بعض جهوده وأعماله وروأه ومواقفه من القضايا الهامة والمصيرية وقد قرأتها فأدركت مكانة الرجل رغم تواضعه وعدم روايته كل شيء في مذكراته .

لقد كان الشيخ معارضا بشدة ان يكون صالح رئيسا وهذا من فراسة المؤمن فقد أخربها صالح وقعد على تلها كما يقول المثل المصري وقد ندم الشيخ الأحمر على سماحه بتولي عسكري للحكم ولكن بعد فوات الأوان والشيخ لا يعلم الغيب ولو كان يدري بما سيقترفه هذا العسكري من كوارث بحق البلاد والعباد بعد تمكنه لوقف بالمرصاد لتولي صالح ولن يسمح بمروره ولكن قضى الله أمرا كان مفعولا.

وقد رد صالح جميل الشيخ ومعروفه ووقوفه معه على طريقته فغدر بأولاده ومعهم لجنة الوساطة في منزله وقصفهم بالصواريخ بخضور مشايخ اليمن وهو العيب الأسود الذي عار إثره اهدرت القبائل دمه وهو عمل جبان وعار الدهر وجريمة لا تغتفر ثم حارب أولاد الشيخ بإمكانيات السلطة ودمر بيوتهم وممتلكاتهم وشتمهم وحاربهم بحقد أسود لكنه فشل ووقف أولاد الشيخ المغدور بهم وقفة الرجال ودافعوا عن أنفسهم وممتلكاتهم وبيوتهم وألتف الناس حولهم وكبروا في عيون أهل اليمن ..

الشيخ رحمه خلف عشرة رجال وأحباب وتلاميذ وأنصار كثيرون وهؤلا من سيحمل ويواصل رسالته من بعده ...وهذا هو عزاءنا فيه رحمه الله