مباحثات مصرية إيرانية بشأن غزة والوضع في البحر الأحمر
أبطال أوروبا: برشلونة يبصم بالأربعة وباريس يتجاوز مفاجئة إستون فيلا
الغارات على ''النهدين'' تسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صنعاء وروايتين حول الضربات في نقم
ماذا يحتاج منتخب اليمن للناشئين لخطف بطاقة التأهل الثانية وضمان التواجد في مونديال قطر؟
منظمة العفو الدولية تحذر من ''عواقب انسانية وخيمة'' سيتضرر منها ملايين المدنيين في اليمن
مليشيا الحوثي تغتال حياة 3 أطفال كانوا يلعبون في فناء منزلهم.. تفاصيل جريمة مروعة ارتكبت في الحديدة (صور)
طال انتظارها.. ميزة جديدة من واتساب تعزز الخصوصية
تحسن الدولار والنفط بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
أسواق الخليج تصعد بقوة وبشكل مفاجئ بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
الحوثي يكشف عن الخسائر في الحديدة و صنعاء جراء الغارات الأمريكية
أصبحت الفتيا الشرعية في المزاد العلني، وصار الكثير ممن عنده حد أدنى من العلم الشرعي يفتي في المسائل الكبرى العامة بلا ورع ولا تأمل، وفي الأثر (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) بل بعضهم معه ستة تلاميذ يرى أنهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، وما عداهم ضلاّل مرتدون أفَّاكون آثمون، فالحكام كفَّار، والكتَّاب زنادقة، والشعراء
فجرة، والعلماء علماء سلطة، والدعاة مدلِّسون، والموظفون ظلمة
، والتجار غشَّاشون، ففعل فعل أبي حمزة الخارجي يوم قال لصاحبه: لن يدخل الجنة إلا أنا وأنت، قال صاحبه: سبحان الله جنة عرضها السموات والأرض لا يدخلها إلا اثنان؟ تركتها لك!! فهذه ليست بجنة الله التي وعد عباده، حاورتُ أنا والدكتور سعد البريك شاباً يحمل شهادة الثالثة المتوسطة، ترك الدراسة وعكف على الكتب يفهمها بنفسه، فحرَّف النصوص وتأوّل الأدلة وخرج بفهم مضحك للشريعة، وذكرنا له ابن باز وابن عثيمين فهوَّن من شأنهما وحطَّ من قدرهما، والعجيب أنه يفتي في المعتقد والدماء والولاء والبراء التي هي من أصعب المسائل على الإطلاق، وبعد جلسات غُسل دماغه من الوسوسة والحمد لله، كان في عهد عمر رجل يُدعى صَبيغ بن عَسْل يفتي ويضارب بين الأدلة بلا فقه ولا ورع، فدعاه عمر وبطحه أمام الناس وعلاه بالدِّرة حتى أغمي على الرجل، فلما أفاق قال: أصبحنا وأصبح الملك لله، فقال عمر: كيف تجدك؟ قال الرجل: ذهب عني ما أجد يا أمير المؤمنين وشُفيتُ بإذن الله، عندنا مواقع للإنترنت وقنوات فضائية تعجّ بمفتين لا يملكون أهلية الفتيا، فلا حفظ ولا فهم ولا علم بمقاصد الشريعة ولا معرفة بالواقع، أخرجوا فتاوى مشوَّهة شاذّة متناقضة متضاربة، فأحدهم يُردّد في إحدى القنوات كلما سُئل عن مسألة: لا بأس بذلك لا بأس بذلك، والآخر يردد: أظن والله أعلم والظاهر والأحوط، ونحو ذلك من العبارات التي تنبئ عن ضحالة في العلم ونقص في العقل وضمور في المعرفة، كيف تسلّم الأمة دينها ودنياها لمفتين لم يُعرف عنهم الصبر على طلب العلم، ولا الرسوخ في فهم الأدلة ولا التّفَقه في الدِّين؟ كيف نضع مستقبل أجيالنا ومصير أمتنا بأيدي أناس يفتون في مسائل توقف فيها كبار العلماء ولو عُرِضت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر، متى تُوحَّد الفتيا في العالم الإسلامي من جاكرتا إلى نواكشوط بل في الدنيا بأسرها، لأن في كل صقع مسلمين ويكون لهذا الاتحاد إمكانيات ويُزوّد بالعلماء المقتدرين الراسخين، مع عشرات المترجمين بقنوات فضائية وخطوط هاتفية حيّة على مدار الليل والنهار، يا من تعجل في الفتوى، يا من تسرّع في التكفير والتبديع والتفسيق والتضليل «ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم»؟ إن الفتوى توقيع عن رب العالمين فويل لمن أخطأ في التوقيع عن الواحد القهار، إن الإنسان عنده من الذنوب والتقصير ما يغرقه في بحار الندم، فكيف يتحمّل ذنوب الناس وأخطاء البشر؟ أيها العلماء اضبطوا الفتوى السائبة، وامنعوا التلاعب بالشرع المهطّر، وخذوا على يد السفيه الذي يلعب بالنار، لأنه لمّا تُرك الحبل على الغارب تجرأ صغار طلبة العلم على الفتيا في المسبحة وزكاة الحلي وإسبال الثوب والتصوير، فلما سُكِتَ عنهم أفتوا في النوافل والفرائض والشروط والواجبات، فلما سُكِتَ عنهم أفتوا في العقيدة والدماء والولاء والبراء، فصارت الفتيا نهباً مشاعاً فهلك بهؤلاء الحرث والنسل، إن نصف عالم يفسد الأديان، ونصف طبيب يهلك الأبدان، ونصف مهندس يخرِّب العمران، كان الصحابة يتدافعون الفتيا ورعاً وخوفاً من الله، وسُئل الإمام مالك عن أربعين مسألة فأجاب عن ثماني مسائل، وقال في اثنتين وثلاثين مسألة: لا أدري، فقال له السائل: الإمام مالك لا يدري؟! فقال مالك للرجل: اذهب إلى الناس وقل لهم: مالك لا يعرف شيئاً، مع العلم أن الإمام مالك قال عنه العلماء من معاصريه: لا يُفتى ومالك في المدينة، وقال عنه الشافعي: إذا ذُكر العلماء فمالك النجمُ، يقول الشاعر:
* ومالك حيث أفتى في مدينته.. فلستُ أرضى بفتوى غير فتواهُ
* فقل لي بربك ما مقدار علم هؤلاء المتسرعين الجهلة مع علم مالك، بل بعضهم أصبح منظِّراً لمذهب أهل السنة والجماعة فمن وافقه فهو على الصراط المستقيم، ومن خالفة فهو في ضلال مبين: ويفتي ـ جاهلاً ـ في كل فنٍ.. ولا يدري طحاها من دحاها.
يقول تعالى «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون».