رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران انفجاران بالقرب من سفن تجارية قبالة سواحل اليمن محكمة في عدن تستدعي وزير موالي للإنتقالي استخدم نفوذه ومنصبه في ظلم مواطن العليمي يضع الإمارات أمام ما تعانيه اليمن من أزمة اقتصادية موجة برد قاسية متوقع أن تستمر في 8 محافظات البحرية البريطانية: تلقينا تقريرا عن حادث بحري على بعد 25 ميلا غرب المخا حكم قضائي يعمّق الخلاف بين الرئاسي والنواب شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة
رياح ثورتي تونس ومصر هبت على دول المنطقة ولا مجال لمقاومتها بوسائل قديمة كالقمع، الترهيب والتخويف باستخدام العصي والأسلحة البيضاء والرصاص الحي فهذه الوسائل لم تعد تجدي نفعاً بل تزيد الثورة اشتعالاً وترفدها بأعداد إضافية. فينبغي الاستفادة من درس مواجهة المتظاهرين في مصر بالخيول والجمال والبلطجية والقناصة. والدرس المستفاد هو أن الوقوف ضد الثورة والتغيير مكابرة غير محسوبة العواقب وأن قمع المظاهرات سواء بقوات الأمن أو بالمظاهرات المضادة مغامرة تزيد الثورة اشتعالا وترفع سقف مطالبها.
من حق الناس في اليمن أن يختلفوا ويتظاهروا ويرفعوا أصواتهم عالياً بمطالبهم في إطار الثوابت الوطنية الثورة والنظام الجمهوري والوحدة، وهذا مكفول دستورياً؛ لأننا اخترنا الديمقراطية والتعددية نهجاً لحياتنا، إلا أن ما نشاهده ونسمعه حول المظاهرات في الشوارع يصيب الإنسان بالحزن الشديد مما آلت إليه الأوضاع، فمناظر العصي والأسلحة البيضاء (الجنابي) والحجارة، تعكس صورة سيئة عن اليمن وشعبها وديمقراطيتها الناشئة، وتحرض العالم بسرعة اتخاذ إجراءات ومواقف تضر بسمعة اليمن وشعبها وتعكس انقساما بين أبناء الشعب ينذر باشتعال برميل البارود في ظل ضخ إعلامي متعمد يركز على أننا شعب قبلي مسلح ويروّج للاقتتال والتناحر، ويصور اليمن كأنها ثكنات لشعب مسلح بدأ يواجه بعضه بعضاً من شارع إلى شارع.. ولم تكتفِ بعض وسائل الإعلام بذلك بل زاد في صب الزيت على النار بترويج المناطقية والطائفية وشحن الناس ودغدغة عواطفهم.
ومن يعتقد أنه قادر على جر اليمنيين إلى ترديد شعارات طائفية ومذهبية لزرع الفرقة بين أبناء الوطن الواحد المتعايشين على مر الزمان تنفيذاً لأجندة خاصة هو واهم ومختل عقلياً بل ومعتوه وسينبذه التاريخ إلى مزبلته، فعلى الدولة ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين وسائر شرائح المجتمع ردع من تسوّل له نفسه إثارة الكراهية والأحقاد بين أبناء الشعب بوضوح لا لبس فيه، فتخيلوا جميعاً إذا تحولت شعارات المظاهرات إلى مذهبية ومناطقية كيف سيكون الوضع لن تبقى يمن، ولن يبقى يمنيون ويمنيات، بل أناس بهيئة وحوش وبقايا وطن مهشم.
ويتفق كثير من السياسيين والمثقفين والكُتاب بأن التغيير السلمي أصبح ضرورة قصوى في اليمن ويتطلب توافقاً عليه بين السلطة والمعارضة لتجنيب اليمن مخاطر المواجهات ويحذرون من أنه في حال انسداد الطرق أمام توافق السلطة والمعارضة على حتمية ووجوب التغيير السلمي فإن ما حدث في تونس ومصر سيتكرر في اليمن ولكن بشكل أشد قسوة وفظاعة.
فيا عُقلاء اليمن وحكماءه في السلطة والمعارضة تداركوا البلاد والعباد، فالأمر يتطلب إصلاحات جريئة وإن كانت مؤلمة للبعض. وبعبارة أدق، يتطلب ثورة تغيير شاملة مبرمجة، وهذا ما قلناه في مقالة الأسبوع الماضي ونعيده ونكرره، فخير لنا أن نتحمل الكثير من الألم من نتائج ثورة تغيير سلمية يتم التوافق عليها من إشعال برميل البارود بتصرفات غير محسوبة العواقب ودفع الشعب يواجه بعضه بعضاً، فذلك سيعجل بانزلاق البلاد نحو هاوية سحيقة لن تبقي ولن تذر.
ومن وسط ركام السواد وأفق التشاؤم وملامح الوضع المتفجّر في البلاد نتيجة قراءات خاطئة لتطورات الأحداث في المنطقة من قبل البعض يبزغ نور الأمل من خلال ارتفاع أصوات العقلاء في يمن الحكمة، علماء وبرلمانيين وسياسيين ومثقفين وكُتاباً في السلطة والمعارضة احتجاجاً على العنف الحاصل في المظاهرات نتيجة تجييش اليمنيين وتسليحهم بالعصي والحجارة ومدهم بالمال -سواء من السلطة أو المعارضة- لأن العنف سيواجه بالعنف، مما يؤدي إلى توسيع دائرة العنف فتدخل أسلحة جديدة في المواجهة في بلد ينتشر فيه السلاح ولا يكاد بيت يخلو منه، والقنبلة التي رماها متعصب أو معتوه أو مدفوع على المتظاهرين في تعز تنذر بعواقب وخيمة في حال استمرار المظاهرات والمظاهرات المضادة.
نتمنى أن يكون ما قاله القيادي المعارض محمد قحطان عن وجود مؤشرات إلى رغبة السلطة والمعارضة في تهدئة الشارع ووقف التصعيد نوراً بزغ من نفق التصعيد والتأزيم ليفتح نافذة للأمل، فإذا استطاع اليمنيون أن يصلوا إلى تحقيق التغيير المنشود بالحوار الوطني السلمي فسيكون أمراً معززاً للحكمة اليمانية -على حد تعبير قحطان.
الصحفيون خط أحمر
فخامة الرئيس وجه الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية اللازمة للصحفيين وعدم التعرض لهم وهم يقومون بواجبهم في تغطية المظاهرات، ونُشيد بتوجيهات الرئيس بحمايتهم واهتمامه بهم ونناشد أجهزة الأمن التي هي في خدمة الشعب أن تقوم بواجبها في حماية الصحفيين ونتمنى أن تلقى التوجيهات آذانا صاغية وأن يضعها رجال الأمن في سلم أولوياتهم. وعلى كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الصحفيين والإعلاميين أن يدرك أنهم خط أحمر، فكل شرائح المجتمع ستهب لحمايتهم فهم ضمير اليمن وصوته الوطني وقلبه النابض.
اللهم إني بلغت اللهم فأشهدـ