دول الخليج والطفل الصغير
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و يوم واحد
الإثنين 19 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:12 م

منذ اندلاع الثورة اليمنية المباركة مطلع العام الجاري ودول الخليج تنظر الى اليمن بعينين عين على الماضي وعين على المستقبل لم تصدق بل ولم تدرك ما تراه ولم تستطع التعامل معه بحكمة او بالاصح بسرعة تتناسب مع حجم الحدث فالنظام البائد وعلى مدى سنين حكمة رسم صورة قاتمة وموحشة لليمن فلم يرى الاشقاء في الخليج من اليمن الا ما أراهم صالح وهو اسم على غير مسمى ولم ينقل لهم سوى ايشع الصور عن اليمن واليمنيين والصورة التي رسمها لهم النظام هي صورة الارهاب والقبيلة الجلفه والشحاتين والعمال, والسبب وراء ذلك يكمن في تنصيع نفسه امام دول العالم على حساب الشعب وأنه الرجل الأوحد الذي يمكنهم الوثوق به والتعامل معه .

لم تفق دول الخليج من الصدمه الا بعد مرور وقت وقد تباينت المواقف بين الاشقاء فمنهم من وقف مع الثورة ( قطر ) ومنهم من وقف مع النظام صراحة ( الامارات ) ربما خوفا على ميناء دبي من تشغيل ميناء عدن وسحب العقد منها ,

ومنها من أمسك العصى من الوسط (المملكة العربية السعودية ) وحاول أن يسدد ويقارب ,, ولا أحد يلوم كافة دول الخليج فالوضع كان رماديا ولن تتضح الخيوط الا بالمبادرالخليجية التي جاءت بناءا على ما يناسب الوضع اليمني وكانت المخرج الملائم لليمن بدون اراقة دماء ولكن النظام ظل يماطل ويماطل ويكذب ويعدل حتى نفذ صبر اشقائنا وأدركوا خلالها بأن صالح غير صالح وأن الشعوب أبقى من الحكام ..

اتضح ذلك جليا من خلال المواقف الاخيرة لدول الخليج كافة والضغوطات التي مورست على النظام للتوقيع على المبادرة وبالاخص ما قام به الملك عبدالله بن عبدالعزيز من تهديد واضح لصالح واجباره على الحضور للرياض للتوقيع مغصوبا برغم ما ابداه من ابتسامات المكر والقهر معا ,

الان وقد وقعت المبادرة وشكلت الحكومة واللجنة الامنية ,,, أقول لقادة الخليج المجتمعين اليوم بالرياض عليكم أن تنظروا الى اليمن بعين واحدة عين الأخ والشقيق عين المستقبل .

وعليكم التعامل معه من هذا المنطلق وطي صفحة الماضي ,,, فاليمن اليوم في منعطفات خطيرة وأوضاع انسانية ومعيشيه واجتماعية غاية في الصعوبة والتعقيد بل أن الوضع لم يعد يحتمل الانتظار .

فالحكومة ما زالت وليدة وليس لديها ابسط مقومات النهوض .. وصالح ما زال موجودا باليمن ومازال بإمكانه اللعب والمراوغة وعرقلة جهود واعمال الحكومة واللجان الامنية وما زالت بيده قوة وعليكم كبح جماحة حتى لا ينحدر بنا الى الهاوية .

أقول لقادة الخليج بأن اليمن اليوم مثل الطفل الصغير أن انتم أخذتم بيده وربيتموه واهتممتم به وأهلتموه ودعمتم حاجياته فأنه سيكون رجل صالحأ ,وإن انتم اهملتموه وتركتموه للاخرين او للشارع فعليكم تحمل النتائج .

فالجوع كافر والامن مهترأء ,, والارهاب الفارسي يتحين الفرص ,,, والفوضى تعم البلاد والايادي الاثمة تتربص بنا الدوائر .. وعليكم الان التفكير بطريقة سريعة لمساعدة الشعب اليمني وعليكم أن تنفذوا مشاريعكم بأيديكم أنتم ولن نشترط عليكم مثلما كان النظام السابق شرط التنفيذ .. اننا نعلم علم اليقين أن النظام السابق قد أثلمكم ونزع الثقة منكم وكان قربة مخرومة ,,, نفذوها انتم ولكن بعمالة وشركات يمنية .

سادتي قادة الخليج وعليكم الارتقاء بتعاملكم مع ابناء الشعب اليمني المقيمين بدولكم وتخفيف الضغط عليهم وتمييزهم بمعاملة حسنة نظرا للجوار والدم والاقدمية ودورهم في بناء الخليج وعليكم دعم كافة مكوناته وشرائحه... ولا تتركوا المجال للاخرين لأخذ دوركم واللعب بالنار فقنواتهم تعمل ليلا ونهارا على بث العدواة والشقاق بيننا وبينكم وتسعى لشق الصف والتحريض عليكم وباسلوب منظم ودقيق .وقنواتكم ترقص وتغني وكأن اليمن لا يعنيها .

إن ما قام به الملك عبدالله بن عبدالعزيز من اصدار امر كريم بتوفير كافة احتياجات اليمن من غذاء ودواء ومشتقات نفطية هو خير دليل على الاهتمام الذي يوليه شخصيا لليمن وحبه لشعب اليمن واعتزازه لاصالة اليمن وحرصة على ان يظل اليمن موحدا وقد أكد ذلك سفير المملكة باليمن يوم امس امام وسائل الاعلام بان المملكة ستدعم اليمن بكل قوة وستعمل على توفير متطلبات الشعب اليمني وهذا هو الاخاء وحق الجوار , فلله دركم من ملك عربي أصيل .

وعليكم انتهاج نهج المملكة والانظمام اليها لدعم اليمن ولا تنتظروا مؤتمر المانحين الشهر القادم بالرياض بل عليكم المبادرة فورا دون تاخير .

وتذكروا انكم تقدمون الملايين دعما لدول كثيرة في العالم حتى امريكا فالاولى بكم دعم الشقيق الصغير فعظمه مازال هشا.

رسالة الى حكومة الوفاق ورئيسها .

الوضع الاقتصادي والامني يجب أن تكون اهم اولوياتكم وتوفير احتياجات المواطن هي هدفكم ... وأقول لكم أن اليمن غنية برغم العبث والنهب الذي طالها من النظام البائد الا انها ما زالت خضرة نظره بكر وفيها من الخير ما يغنينا عن السؤال .. ربما لحساسية الوضع الراهن والازمة الحالية وتصفير الخزينة العامه لصالح والاولاد سنسمح لكم هذه المرة بطلب الدعم وعليكم التعامل بشفافية والنظر للمصلحه العامة وتغليبها عن المصالح الضيقة ... لكننا لن نسمح لكم أن تظلوا مثل النظام السابق جعلنا شحاتين وصورنا على اننا قاطعي طريق وقتله . مالم فالساحات في انتظاركم وكما اسقطنا هبل سنسقطكم .