مسجد يلتزم بإفطار 27 ألف صائم في رمضان
بقلم/ الشرق الأوسط
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 28 يوماً
الثلاثاء 01 سبتمبر-أيلول 2009 11:15 م
لم يعد مسجد الراجحي في العاصمة الرياض، مجرد مسجد، بل تعدى ذلك إلى أن أصبح مجمع ديني إجتماعي يعكس إحدى الصور العلمية الحديثة لتحقيق رسالة المسجد من خلال الخدمات والأنشطة المتنوعة التي يقدمها. فالمسجد يعتبر ثاني أكبر جامع بعد الحرم المكي في السعودية، من حيث تقديم خدمات تغسيل وتكفين الموتى والصلاة عليهم. ويستأثر جامع الراجحي بتغسيل وتكفين والصلاة على نحو 70 في المائة، كما يشتهر بإكرامه أهل المتوفي، وقد يصل عدد الجنائز في الصلاة الواحدة إلى 20 جنازة، وبحسب إحصائية العام الماضي، فقد إحتل الجامع الذي افتتح قبل خمس أعوام ويقع مقره بحي الجزيرة شرق الرياض المرتبة الثانية في السعودية بعد الحرم المكي في هذا الشأن. وخلال هذا الشهر الكريم، يقوم جامع الراجحي، بافطار نحو 900 شخص يومياً أي بمثابة 27 ألف صائم تقريبا طيلة شهر رمضان، ويوزع وجبات مجانية للمسافرين على طول السنة، تدعى “وجبات ابن السبيل”، حيث تتم استضافة أكثر من 350 شخص يوميا بعد صلاة الظهر، إضافة إلى مشروع تفطير الصائمين ليومي الاثنين والخميس، والأيام البيض طوال العام، وضيافة أهل الميت، وضيافة المعتكفين في العشر الأواخر من شهر رمضان لأكثر من 600 شخص. ويتميز الجامع بتكامل الخدمات، ويأتي من ضمنها ترجمة خطبة الجمعة مباشرة من اللغة العربية إلى ثلاث لغات هي الأوردو، والبنغالي، والإندنوسي، إضافة إلى تميزه في تقديم ترجمة خاصة للصم، حيث وفر لهم المسجد صالات مزودة بشاشات متلفزة. فهد الصقيهي مدير العلاقات العامة في جامع الراجحي، قال لـ”الشرق الأوسط”، أن الجامع يحتوي على أماكن مخصصة لكل جنسية مجهزة بأنظمة الترجمة، حيث يعمل القائمون على المسجد بالتنسيق مع مكاتب الجاليات للدعوة والإرشاد في إرسال غير الناطقين باللغة العربية إلى الجامع لحضور خطب الجمعة، والدروس والندوات الدورية المقامة، إضافة إلى التنسيق المستمر مع دار الصم والبكم، حيث يقدم الجامع حلقات لتعليم القران الكريم واللغة العربية لغير الناطقين بها. وينظم الجامع محاضرات شهرية للرجال، ومحاضرات أخرى للنساء بشكل أسبوعي، وتكون هذه المحاضرات عامة، كما يقيم الجامع دورات تربوية لحل قضايا الأسر وتنمية و معالجة الظواهر السلوكية المعينة لجميع فئات المجتمع، إضافة إلى التنسيق مع مكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، في تقديم دروس علمية على مدار السنة بأربع لغات الاوردوا، والبنغالي، وتأميلي، واندنوسي ، وثلاثة دروس للجاليات النسائية بلغات متعددة على مدار السنة. الجامع الأشهر في تغسيل الموتى في الرياض، أقام مكتبة تتسع لـ100 شخص، وتبلغ موجوداتها من الكتب قرابة 20 ألف كتاب، حيث تم تجهيز أماكن مخصصة للمطالعة وأخرى للدراسة و للبحث، إضافة إلى توفير خدمات الإنترنت، وخدمات ذوي الإحتياجات الخاصة من المكفوفين والصم والبكم. وتهدف مكتبة الجامع إلى نشر العلم الشرعي، وتوفير خدمة والبحث للمجتمع بشكل عامة، حيث يتوفر بها أكثر من 12 ألف عنوان، وأكثر من 25 ألف مجلد باللغة العربية، اغلبها في مجال العلوم الشرعية، وتقدم المكتبة للجميع خدمة المطالعة، وخدمة البحث في الفهرس الآلي في قاعدة المكتبة، وخدمة البحث وحجز الكتب، واستخدام الشبكة العنكبوتية “الانترنت” للبحث العلمي والبحث في قواعد المعلومات والبرامج الموجودة. المسجد يضم قاعة متعددة الأغراض، وفق أحدث المواصفات مخصصة للمحاضرات والندوات تتسع لـ 150 شخص، وقاعة استقبال لكبار الزوار، كما ألحق بالجامع 49 شقة استضافة مفروشة ومجهزه بالكامل تشتمل دورات المياه ومطابخ، إضافة إلى سكن العاملين الذي يشتمل على 20 وحدة بخدماتها. وتقوم وحدة البث المباشر عن طريق موقع الجامع الإلكتروني ببث الدروس والمحاضرات وخطب الجمعة والأعياد ونقل صلاة التراويح والقيام، وذلك لتعم الفائدة في جميع أنحاء العالم، والتواصل الدائم مع زوار الموقع. كما تقدم أيضا أرشفة المواد الصوتية والمرئية على أقراص مدمجة وأشرطة ليتم نسخها وتوزيعها مجانا على طلاب العلم وزوار الجامع. ويحتكم، مجسد الراجحي الذي يعكس إحدى الصور العلمية لتحقيق رسالة المسجد وفق للإهتمام بالعلم الشرعي، والريادة في إحياء دور المسجد بإقامة الشعائر، وترسيخ العلم الشرعي، وتزكية النفوس، والدعوة إلى الله، الى نظام خاص للتحكم في الإنارة والتكييف آليا حسب أوقات الصلوات وحسب أعداد المصلين. وهنا يعود الصقيهي، مرة أخرى ليوضح لـ”الشرق الأوسط” أن الجامع يعتبر أحد الجوامع الرائدة في فصيلة تغسيل الموتى والصلاة عليهم، والخدمة الجليلة لعموم المسلمين وإكرام أهل الميت، حيث يستحوذ الجامع مايقارب 70 في المائة من جنائز العاصمة الرياض في اليوم. وأشار إلى أن المسجد يحتوي على مغسلة للرجال وأخرى للنساء بأحدث المواصفات وأجودها نوعاً، يقوم عليها طاقم من العاملين ذوو كفاءة عالية من العلم والخبرة الطويلة في المجال تغسيل الموتى. وأضاف الصقيهي أن مغاسل الموتى تسع لستة أشخاص وأربع نساء، مجهزة بخدمات إضافية مثل مكان خاص لاستقبال وضيافة أهل المتوفى بالجامع، ومكتب لتسجيل الجنائز، وأسطول من سيارات الإسعاف لنقل الجنائز مجهزة بأحدث التقنيات، ووسيلة نقل من الجامع إلى المقبرة وخدمة ذوي الميت وعامة المصلين، وإطعام أهل الميت. وقال فهد الصقيهي أن الجامع يتميز ببناءه العمراني حيث يقدر ارتفاعه بـ 55 متر، وقبة رئيسية بقطر 28.8، وبارتفاع 37 متر، عن مستوى الأرض، ويتوسطه بهو داخلي بارتفاع 25 متر، مغطى بسقف زجاجي يسمح بدخول الإضاءة، ويحتوي على مصلى للرجال مكون من ثلاثة أدوار يتسع لـ 18 ألف مصلي، بجانب مصلى نساء مكون من دورين يسع لـ 2500 مصلية، إضافة إلى مواقف متعددة الأدوار تتسع لـ 490 سيارة ومواقف الخارجية حول الجامع. وبيًن أن وحدة العلاقات العامة في المسجد تهدف الى المساهمة في التواصل مع المصلين والمستفيدين من أنشطة وخدمات الجامع واستقبال الملاحظات، واستقبال الضيوف من الداخل والخارج وإعطائهم نبذة تعريفية عن مرافق الجامع ونشاطاته، ولإظهار الفرحة والابتسامة على وجوه الأطفال، حيث يتم توزيع العديد من الهدايا في أوقات المناسبات مثل يوم العيد الذي يوزع فيه أكثر من 3 آلاف هدية، أما وحدة الضيافة فتقوم بتقديم الخدمات حسب توقيتها. ويعود فهد الصقيهي بالاشارة إلى أن الجامع يهتم بحلقات تحفيظ القران الكريم إهتماماً خاصاً من خلال تقديم نظام نموذجي لتطوير الحلقات، ومعايير لتقييمها، وإعداد برامج تدريبية متخصصة لرفع كفاءة مشرفي الحلقات ومدرسيها، وإنشاء حلقة نموذجية لكل فئة عمرية أو مرحلة دراسية، وتخريج حفظة متقنين للقران الكريم بقراءاته المتعددة، وتربية طلاب الحلقات على التحلي بأخلاق القران الكريم. وزاد الصقيهي “تقام هذه الحلقات بين فترتين العصر والمغرب للطلاب، أما حلقات الإقراء والكبار فتقام في 3 أوقات مسائية تبدأ من بعد صلاة عصر وتنتهي بعد صلاة العشاء، وتقيم هذه الحلقات دورة سنوية لتخريج حفاظ متقنين يحملون إجازات مسندة في حفظ القران الكريم”. وأشار إلى أن معدل عدد طلاب الحلقات يقدر بـ 500 طالب.