الاستخبارات الإسرائيلية: الرياض طوعت حماس لقبول التخلي عن الحقائب الوزارية السيادية وتشكيل حكومة بعيدا عن البرامج السياسية للأحزاب

الخميس 08 فبراير-شباط 2007 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ القدس المحتله/ رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 4129

استؤنفت اليوم الخميس "8/2" لقاءات الحوار الوطني الفلسطيني بين قادة حركتي فتح وحماسفي مكة المكرمة بجوار البيت العتيق ، وقامت الحركتان يوم أمس الأربعاء " 7 /2" بتسمية ممثليها للجان الثلاث "لجنة حكومة الوحدة الوطنية" و"لجنة الشراكة السياسية" بين حركتي فتح وحماس و"لجنة إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية" ؛ وهذه اللجان تشكل أساس الحوار في محاولة لتقديم تصوراتها بانتهاء اليوم الخميس.

وأكدت مصادر فلسطينية مشاركة في الحوار الفلسطيني في مكة المكرمة أن المحادثات التي تجريها لجان العمل دخلت اليوم الخميس في "صلب الموضوع" وان الإعلان عن الاتفاق بين فتح وحماس قد يتم الجمعة "على ابعد تقدير".

في غضون ذلك ذكرت مصادر استخبارية إسرائيلية أن العاهل السعودي ، الملك عبد الله بن عبد العزيز أبلغ الإدارة الأمريكية قبل أسبوع من عقد مؤتمر الحوار الفلسطيني في مكة المكرمة أن الرياض تمكنت من تحقيق اتفاق فلسطيني على إقامة حكومة جديدة تعمل تحت إشرافها المباشر وان الحكومة الجديدة لن تعترف بإسرائيل أو بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وإنما ستحترم هذه الاتفاقيات بما فيها اتفاقية السلام دون أن تعترف بها .

ونقل موقع " ديبكا الإسرائيلي " المتخصص في الشئون الأمنية والاستخبارية عن مصادر استخبارية قولها : إن السعوديين ابلغوا الأمريكيين بأنهم يتوقعون من الولايات المتحدة والدول الأوروبية فك الحصار المالي والاقتصادي المفروض على السلطة الفلسطينية فور تشكيل الحكومة الجديدة .

وقالت ذات المصادرلـ موقع " ديبكا الإسرائيلي" : إن العاهل السعودي ، الملك عبد الله وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبة ديك تشيني بان السعودية ستبادر إلى إدخال الأموال اللازمة لتفعيل السلطة الفلسطينية ومؤسساتها بشكل منفرد في حال امتنعت الولايات المتحدة عن فك الحصار مشيرة إلى أن العاهل السعودي قدم تعهدا بنفس الروحية التي حملتها رسالته المذكورة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل قبيل انعقاد مؤتمر مكة الأمر الذي ساعد على تحقيق الاتفاق الوطني.

 وفقا للموقع الاستخباري الاسرائيلي : " ابلغ العاهل السعودي موقفه من الحصار المفروض على السلطة الفلسطينية للرئيس الروسي " فلاديمير بوتين" والرئيس الفرنسي " جاك شيراك " ورئيس وزراء بريطانيا "طوني بلير" .

وأكدت تلك المصادر أن دبلوماسيين سعوديين يجرون في هذه الأثناء محادثات مع أركان الإدارة الأمريكية في واشنطن ويحاولون التوضيح بأن السعودية """ نجحت في تحقيق الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية "" والمتمثل بإبعاد حماس عن السلطة وإقامة حكومة وطنية برئاسة شخصية مستقلة بدلا عن رئيس الوزراء الحالي إسماعيل هنية وحرمان حماس من جميع الحقائب الوزارية المركزية لكن يتوجب على الولايات المتحدة عدم تجاهل حقيقتين اولهما: أن حماس لن تعترف بإسرائيل أو اتفاقيات السلام المعقودة إضافة إلى احتفاظها بالأغلبية داخل مجلس الوزراء الجديدة .

وتعقيبا على هذه المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية أكدت حركة " حماس " على لسان الناطق باسمها في قطاع غزة ، الدكتور اسماعيل رضوان : أن حركته أن حركته لن تعترف بالعدو ولن تتخلى عن رئاسة اسماعيل هنية رئيسا للوزراء ، وهذا أصبح من الأمور المعلومة والمسلم بها ، حتى لدى حركة فتح والرئاسة .. ومنصب رئيس الوزراء لن يشكل عقبة إزاء الإطار الحواري في مكة ..

وأبدت حركة حماس مرونة كاملة في موضوع التنازل عن الحقائب الوزارية السيادية" المالية والخارجية والداخلية " ، إلا أنها لا زالت محتفظة بأحقيتها في تسمية من يشغل هذه الوزارات خاصة وزارة الداخلية ممن تراه مناسبا ، ويكون مرحبا به من جميع الأطراف .. وفيما يتعلق بالوزارات السيادية قال قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس" رضوان " :إن الأمر كله متروك للحوارات الجارية حاليا في مكة ، والتي يمكن التفاهم من خلالها بأن نحافظ على الثوابت الفلسطينية وتكون هذه الوزارات خاصة السيادية مقبولة لدى الطرفين ولكل الأطراف على الساحة الفلسطينية .. 

وبحسب مصادر موقع " ديبكا الاستخباري الإسرائيلي" امتنع المسئولين الأمريكيين حتى الآن عن الإجابة على الموقف السعودي مفضلين انتظار ما يتمخض عنه مؤتمر مكة من قرارات ونتائج وكيفية تطبيقها ميدانيا في قطاع غزة والضفة الغربية .. وحسب ذات المصادر فان السعوديين قد وضعوا اللمسات الأخيرة على الحملة الإعلامية والدعائية التي ينوون القيام بها لتحقيق هدفين أساسيين هما : أولا : إجبار الاتحاد الأوروبي على الإعلان عن فك الحصار دون انتظار الموقف الأمريكي ، ثاينا : اقامة لوبي ضاغط في إسرائيل اكثر فعالية من سابقه الذي عمل من اجل الشروع بمفاوضات مع سوريا من اجل الحصول على اعتراف إسرائيلي بنتائج مؤتمر مكة وفتح حوار مع حماس .. وادعت المصادر الإسرائيلية أن السعوديين امتنعوا حتى الآن من الإشارة ولو بكلمة واحدة لضرورة وقف حماس لعلاقاتها مع إيران مقابل المساعدات المالية والسياسية التي قدمتها المملكة.

وكانت مصادر فلسطينية مسئولة مقربة من حركة فتح قد أفادت بأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المرتقب تشكيلها والوزراء فيها سيمثلون الكل الفلسطيني وليس حزبا واحدا ، وهو ما يتطلب توافق الحكومة مع الخطاب السياسي للرئيس الفلسطيني ، محمود عباس على أن تحتفظ الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس بمواقفها السياسية لنفسها، دون أن تعكس مواقفها المواقف السياسية للحكومة المقبلة .. وبحسب تلك المصادر : " تم التوافق على أن تمنح حركة حماس كل الدعم للرئيس الفلسطيني ، محمود عباس في إجراء مفاوضات حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على الأراضي المحتلة عام 1967، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين ، يتزامن مع وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

واليوم كشفت مصادر فلسطينية مشاركة في حوارات مكة أن المتحاورين في حركتي فتح وحماس اتفقا على إعادة تشكيل وتفعيل منظمة التحرير الفلسطنيية، و من بين أهم الأفكار المطروحة أن يتم تعيين، خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، نائبا لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عمباس.. وقالت المصادر الفلسطينية : إن أهم المسائل العالقة التي سيتم العمل عليها في هذا الإطار هو حجم تمثيل حركة حماس في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التنفيذية والتشريعية إذا تطالب حماس بما نسبته 40 % من مقاعد المجلس الوطني الفلسطيني الهيئة التشريعية للمنظمة ؛ غير أن الإصرار السعودي على الخروج باتفاق، وفقا للمصادر ذاتها، سوف يمكن الطرفان من الاتفاق على هذه القضية العالقة بما يتيح دمج حركة حماس في المنظمة ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت لواء المنظمة وبرنامجها السياسي .

تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع بين قادة حركتي فتح وحماس في مكة المكرمة كان قد بدأ أولى جلساته يوم أمس الأربعاء "7/2" وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بدأ الجلسة مخاطبا شعبه : "ابشروا سنتفق... لن نخرج من هذا المكان المقدس إلا ونحن متفقون" ؛ فيما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل : "جئنا لنتفق ولن نغادر هذا المكان إلا ونحن متفقون .. لا مجال لنا إلا أن نتفق " ، أما رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، فدعا من جانبه إلى " الاتفاق على ميثاق شرف يحرم الاقتتال ويعزز الوحدة الوطنية " .