هدنة شاملة مع إسرائيل برعاية دولية لمدة خمس سنوات. تليها إقامة دولة فلسطينية على حدود 67

السبت 23 ديسمبر-كانون الأول 2006 الساعة 05 مساءً / فلسطين / رام الله / مأرب برس / خاص / رندة عود الطيب
عدد القراءات 3177

في الوقت الذي أكدت فيه مصادر صحافية إسرائيليةأنحركة "حماس" التي تقود الحكومة الفلسطينية ، وتمثل الأغلبية في البرلمان الفلسطيني تمتلك ورقتي مساومة تجاه "إسرائيل" وتجاه"فتح" ..في ذات الوقت ذكرت مصادر صحافية إسرائيلية أن ( د . احمد يوسف ) المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني ، اسماعيل هنية وضع في محادثات مع محافل أوروبية مسودة لاتفاق هدنة لمدة خمس سنوات بين حكومة حماس وإسرائيل.. بهدف وقف الأعمال العدائية ووقف المقاطعة للحكومة الفلسطينية وبناء الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين وإنهاء المواجهة بالوسائل السلمية.

وأفادت بهذا النبأ صحيفة يديعوت احرونوت العبرية التي قالت : إن العمل على هذه المسودة هو جزء من الجهود التي تبذلها محافل في حركة حماس لكسر المقاطعة الأوروبية على الحركة، مشيرة إلى أن االمستشار يوسف مثل حكومة حماس في صياغة المسودة إضافة إلى معاهد أبحاث ذات صلة بحكومات سويسرا، بريطانيا والنرويج.

وأشارت مصادر الصحيفة العبرية إلى أن عنوان المسودة هو "اقتراح لخلق ظروف مناسبة لإنهاء المواجهة" فيما أدخلت في الأسابيع الأخيرة على الخطة تعديلات لم تغير جوهرها ومع ذلك حسب الصحيفة فان الفرصة في أن تتبنى حماس الاقتراح، عمليا، هي صفر.

وتعرض هنا (( مأرب برس )) بنود الخطةالتي تقع في ثلاث صفحات كثيفة النص ،والتي تتحدث على الأمور التالية:

أولا :تتحدث الخطة عن اتفاق هدنة لخمس سنوات تنسحب إسرائيل خلالها إلى خط متفق عليه داخل الضفة الغربية ويتعهد الفلسطينيون بألا يكون أي هجوم على إسرائيل والإسرائيليين - لا في المناطق المحتلة ولا في إسرائيل ولا في العالم وتتعهد إسرائيل بالمقابل بالا تهاجم الفلسطينيين.

ثانيا : تتعهد إسرائيل حسب الخطة بالحفاظ على الوضع الراهن في الضفة الغربية ، وعدم البناء في المستوطنات وعدم شق طرقات ، كما تتعهد بالسماح بحرية حركة داخل الضفة وبين الضفة وشرقي القدس ، بين القدس، الضفة وغزة - وممر حر إلى مصر والأردن مع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين السياسيين، بمن فيهم أولئك الذين شاركوا في عمليات قتل .

ثالثا: تقرر المسودة أنه بعد السنوات الخمس، فان الرؤيا الفلسطينية تتحدد في إقامة دولة فلسطينية تقع على كل الأراضي التي احتلت في العام 1967موتكون عاصمتها شرقي القدس كما سيطالب الفلسطينيون أيضا بتحقيق حق العودة ، ولكن في المسودة لا يذكر إذا كان الحديث يدور عن عودة إلى دولتهم أم أيضا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م ( إسرائيل).

رابعا :تتضمن الخطة تعهدات إضافية " الفلسطينيون يتعاونون مع إسرائيل في إقامة مناطق اقتصادية مشتركة، والعلاقات التجارية تستمر - والفلسطينيون يتعهدون بان تستثمر كل أموال المساعدات الدولية في أعمال الحكومة ولن تصل إلى حركة حماس ، ويتشكل مجلس اقتصادي مستقل يشرف على دخول الأموال وفق معايير دولية، وتكون شفافية كاملة في معالجة أموال الصناديق العربية والإسلامية التي تصل إلى وزارة المالية الفلسطينية .

خامسا : يستعد الفلسطينيون لترتيبات حراسة في المعابر من النوع القائم في معبر رفح ويلتزمون بالطاعة التامة للأنظمة الدولية من الديمقراطية ، سلطة القانون والحكم السليم.

سادسا : تكون إسرائيل مطالبة حسب الوثيقة من جهتها،بوقف كل أعمال محافل الأمن ضد الفلسطينيين، تجميد كل نشاط البناء والتشييد بمستوطنات الضفة الغربية بما في ذلك جدار الفصل العنصري ، وتحرير كل الأسرى السياسيين الفلسطينيين والسماح بفتح الميناء والمطار في غزة ومطار قلنديا شمالي القدس المحتلة.

 سابعا: حسب الخطة ستقام قوة دولية بقيادة دول اللجنة الرباعية ( الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا ،والأمم المتحدة ) إضافة إلى تركيا للإشراف على تنفيذ الاتفاق وترفع القوة التقارير إلى مجلس الأمن الدولي.

يذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد أشار في حديث لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية أن الطريق الوحيد إلى السلام في فلسطين يمر من خلال حركة حماس؛ ملمحا إلى أن الرئيس الفلسطيني " الفتحاوي " محمود عباس لا يملك تأثيراً على الساحة الفلسطينية ، وقال مشعل : نحن مستعدون لهدنة مدتها 10 سنوات مع إسرائيل وخلال هذه المدة سيتم تشكيل دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة الفلسطينية عام 67م وبعدها سيكون الأمر عائدا للأجيال القادمة لاتخاذ القرار حول المستقبل ..

وتطالب اللجنة الرباعية الدولية ( الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي،الأمم المتحدة، روسيا ) حكومة حماس بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية المعقودة وبنبذ ما يسميه الغرب العنف لكي يتسنى التعامل معها وفك الحصار عنها ؛ الأمر الذي ترفضه حركة حماس جملة وتفصيلا (..).

هآرتس العبرية : التهدئة والجندي الأسير شاليط ورقتان رابحتان بيد حماس لتصميم المجال السياسي في السلطة الفلسطينية 

وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد نقلت عن مصادر إسرائيلية مسئولة أن حركة "حماس" التي تقود الحكومة الفلسطينية ، وتمثل الأغلبية في البرلمان الفلسطيني تمتلك ورقتي مساومة تجاه "إسرائيل" وتجاه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ..

وبحسب الصحيفة العبرية : فإن إحدى هذه الأوراق تتعلق بالتهدئة، وهذه تسيطر عليها حركة حماس بحسب ما يراه الاحتلال ..

أما الورقة الثانية فتتعلق بصفقة تحرير الأسرى، التي ستتضمن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط، "وهنا تحتفظ حماس، وليس فتح بحق القرار المتفرد ..

وتأسر ثلاث منظمات فلسطينية من بينها حركة حماس الجندي الإسرائيلي شاليط منذ حزيران / يونيو الماضي ، وتصر على إطلاق أكثر من 1000 أسير فلسطيني ، إضافة إلى الأسيرات الفلسطينيات "أكثر من 125 أسيرة" ، والأسرى الأطفال " 300 أسير" .

ونقلت هآرتس العبرية عن مصادرها قولها : "إن هاتين الورقتين تمنحان حركة حماس القوة لتصميم المجال السياسي في السلطة الفلسطينية .