أكد حاجة اليمن لاصلاح سياسي ووعد برفع مرتبات موظفي القطاع العام وتوفير تأمين صحي مجاني

الخميس 10 أغسطس-آب 2006 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس/ القدس العربي
عدد القراءات 2637

وجه المرشح الرئاسي باسم تكتل أحزاب المعارضة الرئيسية في اليمن اتهامات قاسية للنظام الحاكم هناك بتبديد أموال الشعب خارج اطار الميزانية العامة للدولة، وأعلن حاجة اليمن الي اصلاح سياسي واقتصادي شامل ووعد باتخاذ نظام الادارة الحديثة لاخراجها من الحالة السيئة التي تعيشها.

وتضمن البرنامج الانتخابي لمرشح رئاسة الجمهورية باسم تكتل اللقاء المشترك المعارض فيصل بن شملان اتهامات لعناصر النظام الحاكم باستنزاف الثروات والموارد الوطنية المتاحة أولاً بأول علي حساب خطط التنمية والبرامج الاستثمارية المتعثرة . ووصف هذه العناصر بـ الآليات المثقلة بالفساد والاستبداد ، دون الاشارة لأسمائهم أو مواقعهم القيادية.

وأوضح البرنامج الانتخابي أن البيانات والمؤشرات التقديرية المتاحة تكشف بأن الموارد الوطنية المستنزفة والمهدرة خلال عام 2006 ومن خمسة موارد فقط تقدر بأكثر من 1200 مليار (تريليون ومائتا مليار ريال) وقال انها تمثل جانبا من فوارق أسعار النفط عما تم اعتماده في الموازنة، مع اعتمادات البنود الوهمية في الموازنة، والفاقد الضريبي والجمركي، والتي تشكل في مجملها ثروة وطنية طائلة، وموازنة ظل سنوية، تفوق الموازنة العامة ـ المعلنة ـ للدولة .وكشف بأنها تذهب في الغالب لمصلحة الفساد والمتنفذين في السلطة والحزب الحاكم .ووعد مرشح المعارضة بن شملان التزامه ـ في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية ـ بايقاف السياسات الاقتصادية الخاطئة والاستنزاف الهائل الذي تمارسه قوي الفساد لثروات البلاد ، التي أوضح أنها ألحقت أضرارا فادحة بمستوي معيشة فئات وشرائح واسعة في المجتمع .

وأعلن عن تأييده لـ حركة المطالب الاجتماعية التي انخرط في أتونها عشرات الآلاف من المعلمين والأطباء والعمال والمزارعين وموظفي الدولة من المدنيين والعسكريين والمثقفين والتجار والشباب والنساء، وشارك فيها عدد من النقابات والمنظمات .

وأضاف أن السياسات الظالمة المنفذة خلال السنوات العشر الماضية (1995 ـ 2005)... أدت الي سوء توزيع هائل للثروات في المجتمع، فالأموال المسحوبة من الدعم المخصص سابقا للسلع الأساسية ومعها الايرادات النفطية المتزايدة والتي تضاعفت أكثر من عشر مرات خلال هذه الفترة، لم توجه للتنمية وانما ارتبط مسارها بالفساد وخلق مناخات الصراع .ووعد التزامه بتحويل المبالغ المفقودة لرفع مرتبات الموظفين في السلكين المدني والعسكري، وتوفير تأمين صحي مجاني لكل اليمنيين.وكان بن شملان وتكتل المعارضة الذي رشحه للرئاسة أعلن أمس الأول عن برنامجه الانتخابي للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في 20 أيلول (سبتمبر) القادم، والمتوقع أن يكون فيها ابن شملان المنافس الرئيس للرئيس اليمني الحالي ومرشح حزب المؤتمر الحاكم علي عبد الله صالح، الذي يقود البلاد منذ العام 1978.ورأي بعض المراقبين أن هذا البرنامج الانتخابي المعارض جمع بين الاهتمام بـ(تفاصيل صغيرة) وبين (توجهات كبيرة)، وأدان بلغة قاسية الأداء الرسمي الحالي للسلطة وبخاصة منذ خروج شركاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم من الحكومة الائتلافية عام 1997.

ويعتقدون أن برنامج بن شملان جمع بين رؤي متقدمة تجاه أداء المؤسسات الرسمية وتجاه القضايا والشرائح الاجتماعية المتعددة، وبين أخري تتناقض وشعار المعارضة الهادفة الي تقليص صلاحيات ودور رئيس الجمهورية.وفي هذا الصدد تحدث عن الأوضاع المعيشية الصعبة في البلاد بنوع من العاطفة، حيث أعلن عن تقديم حلول ووعود لتجاوز بعضها، لكنه تحدث عن تفاصيل أخري يتطلب تنفيذ الكثير منها تعديلات دستورية جذرية وتغيير موازين القوي بشكل كبير لصالح رؤية مرشح المعارضة للرئاسة، الذي أعلن عزمه تخفيض مدة دورة الانتخابات الرئاسية الي خمس سنوات، بدلا من دورتها الحالية المحددة بسبع سنوات. وذكروا أنه في الوقت الذي تحتاج فيه العديد من وعود البرنامج الانتخابي لابن شملان الي تعديلات قانونية فانه وعد بتغيير قانون السلطة المحلية فقط، دون الاشارة الي بقية القوانين التي تتعارض مع طموحاته الانتخابية.ولقد اثارت قوة خطاب برنامجه الانتخابي واحتواؤه علي الكثير من التفاصيل من تغيير النظام العام، الي تغيير مسار العجلة الاقتصادية، الي غيرها من الوعود والطموحات الكبيرة استغراب بعض المراقبين، وبالذات عند اعلانه العزم علي انجاز مهام التحول الديمقراطي وتهيئة البلاد للتداول السلمي للسلطة بطريقة سلسة وآمنة... والعمل علي اصدار تشريع خاص بالتداول السلمي للسلطة ينظم اجراءات نقل السلطة بطريقة سلسة وآمنة وفقاً لنتائج الانتخابات .وكان تضمن البرنامج الانتخابي لابن شملان مقدمة عامة ومحاور سبعة، هي أولوية الاصلاح السياسي، اصلاح الادارة ومحاربة الفساد، اصلاح السياسات الاقتصادية، اصلاح وتطوير التعليم، تحسين وتطوير الخدمات الصحية، السياسات الاجتماعية، ثم السياسة الخارجية.

وأشار مرشح المعارضة الي أن الناخبين الحاليين في اليمن يعدون أول جيل في تاريخ اليمن المعاصر تتهيأ له الظروف لممارسة حق اختيار من يرتضيه رئيساً لبلاده . موضحا أن منصب رئيس الجمهورية، مسؤولية كبري، تفرض علي المتقدم لتحمله التخلي عن الأهواء والأطماع الشخصية .وأوضح ابن شملان في برنامجه أن التجديد في منصب الرئاسة هو المدخل الواقعي لتنامي قوة مجتمعنا وتماسكه واحداث اصلاح وطني شامل، وتجاوزه للأحزان والأزمات التي خلفتها سنوات طويلة من الاستبداد والفساد والعنف والحرمان والاستماتة في التمسك بالسلطة .

وفي حين أكد حاجة اليمن للاصلاح السياسي وعد بأنه في حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية سيعمل علي الأخذ بأصول الادارة الحديثة، وألا أضع المسؤولية الا في من تتوفر فيه معايير الكفاءة والنزاهة والأمانة... وحدود التغيير المنشود لا تتوقف عند تغيير الأشخاص، بل لابد أن تمتد الي تغيير المناخات والظروف .