الجيش السوداني يسحق قوات الدعم السريع ويلحق بها خسائر فادحة غرب كردفان
من مجلس الأمن إلى مجلس الحرب: إسرائيل ترفض الدولة وتراهن على القوة
جامعة إقليم سبأ تنظّم ندوة تعريفية حول اختبارات اللغة والمنح الدولية
تعرف على مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة
الذهب لا يُمنح لمن يسجل فقط... كين يبحث عن التتويج ليكتب التاريخ
الفيفا يعلن الحرب على الإساءة الرقمية: آلاف المنشورات تحت المراجعة ومخالفون خلف القضبان
امتناع روسي وصيني ينهي توافق مجلس الأمن حول العقوبات على اليمن والقربي يحذًر من تصعيد قادم
هل يعود زيدان لتدريب ريال مدريد؟
مليشيا الحوثي تعيد إنتاج التعبئة القبلية لتغطية فشلها الداخلي وتكثف من سلاحها الإعلامي نحو السعودية
حرائر اليمن في مأرب يطلقن حملة دعم للمرابطين عبر مهرجان خيري

تصدر شعار "لا إمام سوى العلم" الذي اختاره مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين الأول، الذي تنظمه مؤسسة توكل كرمان في مدينة إسطنبول، اهتمام واسع من التابعين سواء من داخل اليمن ومن خارجه وذلك لما يحمله من دلالات فكرية وسياسية عميقة تتجاوز المعنى المباشر إلى رسالة ثورية تؤسس لرؤية جديدة لليمن ومستقبله، قائمة على العلم والمعرفة لا على السلالة والوراثة ويختصر رؤية المؤتمر وأهدافه.
العلم إمامٌ لا يُضل
يرمز الشعار إلى تحرير العقل اليمني من التبعية والجهل والخرافة، وإعلاء سلطة الفكر والمعرفة كمرجعية عليا في إدارة الدولة والمجتمع.
فكلمة "إمام" في هذا السياق لا تشير إلى زعامة دينية، بل إلى القيادة الفكرية والعلمية التي تقود الأمم نحو النهوض والتقدم.
وبذلك يعلن المؤتمر أن زمن تقديس الأشخاص قد انتهى، وأن العلم وحده هو الإمام الذي لا يضل، والمفتاح الحقيقي لبناء الدولة المدنية الحديثة.
رفض للفكر الإمامي الحوثي
في السياق السياسي جاء الشعار كرسالة مباشرة للفكر الإمامي الحوثي القائم على "الحق الإلهي في الحكم"، إذ يؤكد الشعار "أن القيادة لا تُمنح بالنسب أو السلالة، بل تُكتسب بالعلم والكفاءة.
ويرى مراقبون أن شعار المؤتمر يمثل بيانًا جمهوريًا جديدًا ضد الكهنوت الديني والسياسي، ويعبر عن إصرار اليمنيين على إسقاط فكرة "الإمام السلالي" وإحلال "الإمام العلمي" بديلاً يقود الناس نحو النور والتنمية.
صدى من ثورة سبتمبر
كما يحمل الشعار أيضًا بعدًا تاريخيًا يعيد إلى الأذهان شعارات ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الحكم الإمامي، حين رفع الأحرار راية "العلم والنور ضد الجهل والظلام".
واليوم، بعد ستة عقود، يعيد مؤتمر الباحثين إحياء ذلك المبدأ بروح جديدة، ليؤكد أن المعركة الفكرية لم تنتهِ، وأن اليمنيين ما زالوا يقاومون الجهل والاستبداد ولكن بسلاح العقل والبحث العلمي لا بالبندقية.
من ساحات الحرب إلى ميادين المعرفة
كما يعكس شعار المؤتمر تحوّلًا جوهريًا في أدوات التغيير، من الحرب إلى العلم، ومن الصراع إلى البناء.
فاجتماع أكثر من 200 باحث وخبير يمني من الداخل والخارج، في مجالات متعددة كالصحة والتعليم والطاقة والاقتصاد والزراعة والسياسة، يبرهن أن المعرفة أصبحت السلاح الجديد لليمنيين في معركة استعادة الدولة وإعمار الوطن.
دلالة أخلاقية وإنسانية
يتضمن الشعار بعدًا أخلاقيًا عميقًا، فالعلم هو الإمام الذي لا يضل ولا يظلم، وهو الطريق الوحيد لإقامة العدل والمساواة.
ويرى منظمو المؤتمر أن المجتمعات التي تعلي من شأن التفكير العلمي والنقدي هي المجتمعات التي تتحصن ضد الجهل والتطرف والأيديولوجيات المدمرة.
الجمهورية الثانية.. دولة العلم والمعرفة
من خلال هذا الشعار، يبعث مؤتمر الباحثين اليمنيين رسالة واضحة بأن اليمن بحاجة إلى ثورة فكرية جديدة توازي ثورته السياسية، وأن خلاصه لن يأتي من الزعماء أو القوى المسلحة، بل من الجامعة والمختبر والفكر الحر.
إنه، كما يصفه المراقبون،بأنه إعلان ميلاد “الجمهورية الثانية”: جمهورية لا يُقاد شعبها بخطاب الكراهية أو العصبية، بل بالعلم والعمل والإنسان الحر.