ندوة على هامش معرض الكتاب تناقش الأمن العربي في ظل المتغيرات الدولية

الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس_ متابعات
عدد القراءات 3120

 

 

أقام مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، اليوم الأحد، ندوة عن الأمن العربي في ظل المتغيرات الدولية، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض مأرب الثاني للكتاب.

وخلال الندوة أكد رئيس الهيئة العامة للكتاب يحيى الثلايا، أن الأمن القومي العربي والأمن في منطقة البحر الأحمر، قضية ملحة، في أخطر مرحلة يمر بها الأمن القومي العربي، والاختراقات في جداره، إثر تدخلات النظام الإيراني، ودعمه للطائفية والميليشيا المسلحة.

وأعرب "الثلايا" عن أمله أن تكون هذه القضية محل بحث أكاديمي يفضي إلى تعزيز قدرات مواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي، وإدراك أبعاد تدخل القوى الدولية، معبراً عن تقديره لما يقوم به مركز البحر الأحمر في هذا الخصوص.

وأكد وكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري، على أهمية مناقشة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أهمية التكامل بين الدول العربية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الاقتصادية والعسكرية.

وشدد الباكري على أهمية تفعيل الجامعة العربية واستعادة دورها في حماية الأمن القومي العربي، مشيداً بالتحالف العربي وفي مقدمتهم السعودية والإمارات، ودعمهم لليمن لمواجهة مخاطر المشاريع المهددة، واستعادة الدولة اليمنية.

وأشار الباكري إلى أهمية هذه الندوة ضمن فعاليات معرض مأرب الثاني للكتاب، الذي قال إنه يمثل ظاهرة ثقافية وحضارية. وكان المدير التنفيذي لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية ذياب الدبا، قد ألقى كلمة ترحيبية، أشاد فيها بالقائمين على معرض الكتاب الثاني في محافظة مأرب، وقال إنه يمثل نقطة ضوء في سماء ملبدة بالغيوم. وتطرق الدبا خلال كلمته إلى ما يقوم به المركز وما يقدمه من دراسات وفق رؤية واضحة ومسؤولة ومحايدة، خدمة لليمن، وللعمق العربي الخليجي والعربي.

وفي الورقة المقدمة إلى الندوة، تحدث نائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية حسين الصادر، عن مفهوم الأمن القومي العربي، مدللاً بصور للتاريخ المشترك للأمة العربية، وأبرزها الصراع العربي الإسرائيلي.

ونوه الصادر بما يتهدد الأمن القومي العربي من مخاطر وانهيارات خلال العقود الأخيرة، بدأت من غزو إسرائيل للبنان عام 1982، وسيطرة النظام الدولي الجديد نظام القطب الواحد، الذي وجه مخالبه إلى الأمة العربية، وما سببته أحداث 11 سبتمبر 2001 من اهتزازات، أدت إلى مزيد من الهيمنة واحتلال العراق، وما تبعه من أحداث الربيع العربي، والانتكاسات التي حدثت في عدة عواصم عربية بواسطة الأذرع الإيرانية.

واعتبر الصادر أن إسرائيل وإيران هما الأكثر تمثيلاً لصورة النظام العالمي الجديد ذا القطب الواحد، إضافة إلى التوابع الذنبية للنظام الإيراني. وأكد أن السعودية ومصور محوريتان في إعادة الأمن العربي، مشيراً إلى القمة العربية الصينية، والخليجية الصينية، التي أعادت الاعتبار للخطاب العربي، وأعادت القضية العربية المركزية إلى الواجهة، وما شكلته بيانات القمم من ملامح توازن عالمي، ومواجهة النفوذ الإيراني في العراق.

وأشار الباحث إلى دور الحرب الأوكرانية الروسية في إيضاح الرؤية العربية بصورة أفضل.

ولفت الصادر إلى ارتباط اليمن الوثيق بالأمن القومي العربي، بسبب موقع اليمن الجيوسياسي الحساس، موضحاً أن استعادة الأمن العربي يستدعي عودة السلام إلى اليمن باستعادة الدولة.

وأعرب عن أمله في أن تسهم المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة في عودة السلام إلى اليمن، وتعديل مسار الأمم المتحدة في تعاملها مع القضية اليمنية، لا سيما تطبيق القرار 2216.

وقال الصادر إن نهاية العام 2022 بلورت ملامح واضحة لأمن قومي عربي ينسجم مع المتغيرات، مشيراً إلى دور السعودية ومصر في بلورة هذه الرؤية.

واعتبر أن القضية اليمنية هي قضية أمن قومي عربي، يجب أن تظل في الصدارة حتى استعادة الدولة اليمنية، لتعزيز الأمن القومي العربي.

وفي ختام الندوة قدم عدد من المشاركين مداخلات حول مفهوم الأمن القومي العربي والمهددات التي تواجهه، وسبل المواجهة العربية، كما تطرق المشاركون إلى رؤية حل القضية اليمنية كقضية أمن قومي عربي.