لأوّل مرّة منذ عقدين.. اليورو يتراجع إلى مستوى الدولار ومصادر تكشف الأسباب والتداعيات

الأحد 15 مايو 2022 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2465

 

أدى تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات إلى المراهنة على التكافؤ مع الدولار الأمريكي للمرة الأولى منذ عقدين، إذ أن التوقعات الاقتصادية القاتمة غذت الطلب على الأخير كملاذ آمن.

– تراجع اليورو

تراجعت العملة الأوروبية الموحدة بالفعل إلى أدنى مستوى لها في خمس سنوات لتقارب 1.03 دولار، مما دفع المستثمرين للتوجه إلى الدولار كملاذ من اضطرابات السوق والحرب في أوكرانيا. 

وأدى ذلك إلى توقع شركات مثل HSBC Holdings Plc و RBC Capital Markets أن الاثنين سيصلان إلى التكافؤ في نهاية عام 2022.

وتقول وكالة “بلومبيرغ”، إن الدولار يتم تبادله بقوة حالياً، وإنه بات “التجارة الأكثر شعبية بين أولئك الذين يبحثون عن مزيد من الانخفاض في العملة الأوروبية”.

ونقلت الوكالة عن المحلل الإستراتيجي للعملات في ING Groep NV، فرانشيسكو بيسول، قوله: “اليورو بحد ذاته ليس عملة جذابة في الوقت الحالي”.

في المقابل، حافظ البنك الهولندي على توقعاته الرسمية لليورو للأشهر الستة المقبلة عند 1.05 دولار، بينما يعترف البيزول بأن قوة الدولار وتقلب السوق يعني أن التكافؤ محتمل.

ورأت الوكالة، أن محنة اليورو إلى حد كبير هي دالة على قوة الدولار، والتي تم تحميلها بشكل فائق بينما يضغط الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر من أقرانه. 

– نظرة قاتمة

أفادت وكالة “بلومبيرغ”، أن هناك أيضاً نظرة قاتمة للاقتصاد الأوروبي، إذ أثار استمرار المواجهة مع موسكو بشأن إمدادات الغاز الطبيعي للقارة احتمالية حدوث تباطؤ واضح، وقد خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في عام 2022 لكتلة العملات إلى 2.8٪.

هذا ترك البنك المركزي الأوروبي يسير على حبل مشدود، يتعين عليها أن توازن بين الحاجة إلى سياسة أكثر صرامة لترويض التضخم القياسي واحتمال الضرر الاقتصادي الذي يمكن أن يسببه – خاصة في بعض الدول الأعضاء الأكثر مديونية في المنطقة مثل إيطاليا، حسبما قالته “بلومبيرغ”.

قالت الوكالة نقلاً عن المحلل الإستراتيجي لأسعار الفائدة في شركة ميزوهو إنترناشونال بي إل سي، بيتر ماكالوم: “أعتقد أنه من الصعب سياسياً على الكثيرين في البنك المركزي الأوروبي أن يبدوا متشائمين للغاية، بالنظر إلى أن التضخم لم يبلغ ذروته بعد على الأرجح”. 

– ضربة موجعة

وفي ذات السياق، أكد المتداول في سوق المال والعملات الرقمية، فارس المغربي، لوكالة “ستيب الإخبارية” بأن أحداث أوكرانيا عكست سلباً على الاقتصاد الأوروبي ككل.

وقال في تصريحٍ مقتضب: “تشهد أسواق المال حالياً ارتفاعاً كبيراً في مؤشر الدولار والمسمى DXY والذي وصل لمستويات 104.8، وهي المرة الأولى التي يصل بها لهذا المستوى في تاريخه”.

مضيفاً أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت بدورها على الاقتصاد العالمي والأوروبي بشكل كبير، وأدت كل كل هذه العوامل مجتمعة إلى هبوط في سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار EUR/USD ليصل مستوى الدعم 1.035 الأدنى له منذ سنوات

وهو ما يوحي بتوجهه إلى مستوى 0.96، في ضربةٍ موجعةٍ لعملة الاتحاد الأوروبي مقابل نظيرتها الأمريكية”.

وأشار المغربي، إلى أن هذه التغييرات الاقتصادية بأسعار الصرف، جاءت في وقت تشهد فيه عملة الروبل الروسي أيضاً ارتفاعاً أمامها لأول مرة منذ سنوات، ما يشير إلى أن تأثيرات أوكرانيا عكست سلباً على الاقتصاد الأوروبي.

 

والجدير ذكره أن الخبراء توقعوا أن تكون للحرب الأوكرانية الروسية تداعيات مهمة على مستقبل التمويل الدولي، حيث تستجيب البلدان في جميع أنحاء العالم للخطوة الدراماتيكية التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتجميد احتياطات روسيا من العملات الأجنبية.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة Economic News