احتجاجات حاشدة تعم إحدى دول العالم الكبرى واتهام رسمي لأمريكا بالتدخل

الأحد 24 يناير-كانون الثاني 2021 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-وكالات
عدد القراءات 3544

اتهم الكرملين اليوم الأحد السفارة الأميركية بالتدخل في شؤون روسيا الداخلية بعدما نشرت تنبيها من "التظاهرات" للمواطنين الأميركيين في روسيا تضمّن توصية بتجنّب مواقع الاحتجاجات التي تعم روسيا حالياً بسبب توقيف المعارض اليكسي نافالني.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات للتلفزيون الرسمي: "بالطبع، هذه المنشورات غير مناسبة. وبالطبع إنهم يتدخلون تماماً بشكل غير مباشر في شؤوننا الداخلية".

واحتجزت الشرطة الروسية ما يزيد على 2500 متظاهر واستخدمت القوة لتفريق تجمعات في جميع أنحاء البلاد السبت، بعدما تجاهل عشرات الآلاف من المحتجين البرد القارس وتحذيرات الشرطة للمطالبة بإطلاق سراح المعارض البارز أليكسي نافالني.

يذكر أن نافالني، وهو محام يبلغ من العمر 44 عاماً، كان دعا أنصاره للاحتجاج بعد اعتقاله في مطلع الأسبوع الماضي فور عودته إلى موسكو لأول مرة بعد رحلة علاج في ألمانيا عقب تسميمه بغاز أعصاب في أغسطس.

وطالبت السلطات الناس بالابتعاد عن أماكن المظاهرات السبت، قائلة إنهم يخاطرون بالتعرض للإصابة بفيروس كورونا، فضلاً عن الملاحقة القضائية وربما السجن بسبب حضور احتجاجات غير مصرح لها.

غير أن المتظاهرين تحدوا الحظر ونزلوا في احتجاجات قوية في ظل أجواء برد قارس وصلت في أحد الأماكن إلى أقل من 50 درجة تحت الصفر.

وفي وسط العاصمة موسكو، احتشد 40 ألفاً على الأقل، بحسب تقديرات رويترز، في واحدة من أكبر التجمعات غير المرخصة منذ سنوات. وشوهدت الشرطة وهي تلقي القبض على محتجين وتقتادهم إلى سيارات قريبة.

في المقابل قالت السلطات إن نحو 4000 شاركوا في الاحتجاجات، بينما شككت وزارة الخارجية في تقدير رويترز لعدد المشاركين. وتساءلت الوزارة ساخرة في قناتها على تليغرام: "لماذا لا تقولوا أربعة ملايين؟".

ونقلت بروكت، وهي وسيلة إعلام روسية مستقلة، عن أحد أنصار نافالني قوله إن عدد المحتجين في العاصمة بلغ نحو 50 ألفاً.

كما احتجزت الشرطة يوليا نافالنايا، زوجة نافالني، لفترة وجيزة خلال مشاركتها في أحد الاحتجاجات. وألقت الشرطة القبض على عدد من حلفاء نافالني السياسيين في الأيام الماضية بينما ألقت القبض على عدد آخر منهم السبت.

وذكرت مجموعة أو.في.دي-إنفو لمراقبة الاحتجاجات أن الشرطة ألقت القبض على 2509 محتجين، 952 منهم في موسكو و374 في سان بطرسبرغ، في احتجاجات بنحو 100 بلدة ومدينة.

يشار إلى أن أليكسي نافالني محتجز الآن في سجن في موسكو وقد يواجه حكماً بالسجن لسنوات بسبب أربع قضايا يصفها بأنها ملفقة. ويتهم نافالني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أوامر بقتله، فيما نفى بوتين ذلك.

 من جهتها، دعت الولايات المتحدة السبت السلطات الروسية إلى إطلاق سراح المحتجين والصحافيين المحتجزين في أنحاء روسيا خلال مظاهرات مؤيدة لنافالني، ونددت باستخدام القوة ضدهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان: "ندعو السلطات الروسية للإفراج عن جميع المعتقلين بسبب ممارستهم لحقوقهم (المعترف بها) عالمياً"، داعياً إلى الإفراج "غير المشروط" عن نافالني.

كما أوضحت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "نشعر بقلق بالغ إزاء احتجاز المحتجين السلميين". وندد الوزير دومينيك راب "باستخدام العنف في مواجهة المحتجين السلميين والصحافيين".

إلى ذلك استنكر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على تويتر، استخدام السلطات الروسية القوة على نحو "غير متناسب".