بالتزامن مع تصنيفهم ارهابيين.. شاهد إبادة جماعية يرتكبها الحوثيون وسط اليمن وتقرير يوثق ما حدث بالتفاصيل والأرقام

الثلاثاء 12 يناير-كانون الثاني 2021 الساعة 04 مساءً / مأرب برس-تقرير
عدد القراءات 3408

قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إنها وثقت "334 انتهاكاً لحقوق الإنسان في منطقة الحيمة بمديرية التعزية جنوب شرق تعز، ارتكبتها مليشيا الحوثي الارهابية، خلال الفترة من 6 وحتى 11 يناير.

وحسب تقرير للشبكة -صدر امس بالتزامن مع اعلان الادارة الأمريكية تصنيف الحوثيين كمنظمة ارهابية- فإن "الانتهاكات التي ارتكبت بحق أبناء منطقة الحيمة، تنوعت بين قتل العمد وإصابة والاختطاف والاخفاء القسري وتشريد ومنع وصول العلاج والغذاء والماء نتيجة الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على كافة المنازل السكنية".

وأكد التقرير نقلاً عن مصادر محلية وحقوقية "سقوط (11) حالة قتل منذ بداية أحداث اجتياح مليشيات الحوثي لمنطقة الحيمة توزعت بين (3) حالات اعدام ميداني والتمثيل بجثث القتلى وسحلها وسحبها بالأطقم العسكرية".

وأشار التقرير إلى أن الأرقام والإحصائيات التي رصدها فريق الشبكة" سقوط امرأتين وطفل يبلغ من العمر 16 عام قتلوا على يد مليشيا الحوثي أثناء استهدافه المنازل السكنية، كما وثق الفريق (3) حالات إجهاض لنساء حوامل، و (29) حالة إصابة بينهم نساء وأطفال".

ولفت إلى أن الفريق سجل "أكثر من (140) حالة اعتقال تعسفي واخفاء قسري بينهم (13) طفل و(9) نساء، و (128) حالة انتهاكات منها تفجير (14) منزل بمادة TNTو (110) حالات اقتحام ونهب وتفتيش، و (4) حالات إحراق للمنازل نتيجة كثافة القصف العشوائي، وسجل (7) حالة نهب مركبات مختلفة اﻷنواع لمواطنين من أبناء المنطقة، و (12) حالة مصادرة دراجات نارية".

وأجبرت "المليشيا الحوثية عشرات الأسر على التهجير القسري وتحويل منازلهم إلى ثكنات عسكرية للمليشيات، وتم استحداث (4) نقاط تفتيش عسكرية استحدثتها مليشيا الحوثي على جميع مداخل ومخارج منطقة الحيمة"، وفق التقرير.

وقال التقرير إن "الفريق وثق شهادات لساكنين من أبناء المنطقة تفيد بأن ميليشيا الحوثي تواصل قصفها وحصارها لمنطقة الحيمة لليوم الخامس على التوالي، وسط صمت من المنظمات الأممية والإنسانية، حيث يتعرض أبناء منطقة الحيمة للإبادة والتهجير القسري والتنكيل واستهداف المدنيين وتفجير المنازل وقتل النساء والرجال واختطاف الأطفال رهائن".

ونوه إلى أن "المليشيا قصفت الأحياء السكنية في الحيمة بجميع أنواع الأسلحة مثل (مدافع الهاوزر – صواريخ الكاتيوشا – قذائف الهاون – قذائف الدبابات بالإضافة إلى أعمال القنص واستخدام الألغام في الطرقات المؤدية من وإلى المنطقة وفي الجبال والوديان والأراضي الزراعية).

وتركز القصف وفقاً للتقرير بشكل متعمد على أحياء "تكتظ بالسكان ومنازل المواطنين ومركباتهم مما ترتب عنه سقوط العديد من الضحايا المدنيين العزل خاصة الأطفال والنساء".

وأكد التقرير "تفجير وإحراق وتدمير المنازل ونهبها ومداهمتها وتفتيشها وممارسة التعذيب وسوء المعاملة والاعدامات الميدانية واعتقال النساء والأطفال وترويع الآمنين، واجبار الأهالي على النزوح، والتمترس في الممتلكات الخاصة والأحياء السكنية، وإحداث الأضرار بمنازل المدنيين وقطع الطرق الرئيسية وحصار المنطقة والتسبب في وفاة مدنيين بسبب الحصار وإجهاض بعض النساء الحوامل نتيجة الخوف والرعب الذي خلفته مليشيات الحوثي".

وأطلقت الشبكة الحقوقية نداء استغاثة لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن "لسرعة إنقاذ المدنيين في القرية ومدهم بالمواد الاغاثية والإنسانية الشاملة، ورفع التقارير إلى الأمم المتحدة عن ممارسة المليشيا الوحشية بحق أبناء الحيمة".

وطالبت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، كافة المنظمات الدولية والمحلية والإقليمية وكافة الناشطين والإعلاميين ووسائل الإعلام والمجتمع الدولي إلى "ممارسة كافة وسائل الضغط لفك الحصار عن منطقة الحيمة ونزع الألغام التي قامت بزراعتها مليشيات الحوثي على مداخل ومخارج المنطقة"، كما طالبت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن والصليب الأحمر الدولي "بإدانة هذا الحصار وكافة الجرائم التي تقوم به المليشيا بحق المدنيين، والعمل على فك الحصار المفروض وتسيير قافلة إغاثية مستعجلة لكسر الحصار المفروض على قرى منطقة الحيمة وإسعاف الجرحى وإدخال المساعدات اللازمة للأسر التي باتت بلا مأوى".

*حرب إبادة

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العميد الركن عبده مجلي وصف ما يتعرض له أبناء منطقة الحيمة، التابعة لمديرية التعزية بمحافظة تعز بحرب إبادة.. مشيراً إلى أنها دليل آخر على أن المليشيا الحوثية المتمردة والمدعومة من إيران، جماعة إرهابية، وتشكل خطورة على الشعب اليمني، وأن الحديث عن سلام معها، مجرد إعطاء الفرص لها لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين.

وقال العميد مجلي في تصريحات أن الحسم العسكري هو الحل لهذه المليشيا المجرمة، التي تمعن في قتل اليمنيين وتتلذذ بسفك دمائهم والعمل على تجويعهم، وإصابتهم بالأمراض التي عاودت الفتك بهم، ناهيك عن الجهل الذي تريد له أن يسيطر من جديد، من خلال الانتهاكات الخطرة التي يتعرض لها التعليم، في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، كما أنها تريد الإجهاز عليه إلاّ ما يخدم أهدافها، وأهداف داعمها نظام الملالي في إيران.

وأشار إلى أن اجتياح القرى وتدمير المنازل على ساكنيها، وقصف وقنص النساء والأطفال، وتهجير الأسر، واختطاف المدنيين وإخفاءهم قسرياً، وأخذ الرهائن، من أساليب المليشيات المتطرفة والتي حاربها المجتمع الدولي في عدة دول، وأنشاء لها تحالفات عسكرية، وهو ما أدركه تحالف دعم الشرعية منذ انطلاق عاصفة الحزم، وإعادة بناء وتأسيس الجيش الوطني لهذه المهمة، التي يجب عليه إنجازها بالقضاء على الانقلاب الحوثي الكهنوتي ومناجزته ميدانياً.

*هولوكوست حوثي مروع

مركز "تعز" الحقوقي كان قد استهجن ما أسماه "الصمت المطبق" للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية أمام "الهولوكوست" الحوثي المروّع، الذي تواجهه قرى "الحيمة"، شمال محافظة تعز.

وأشار المركز، في بيان سابق له، إلى أن ما يواجهه أبناء "الحيمة" من حصار خانق وانتهاكات مروّعة، وسط صمت أممي وحقوقي، "يُعد انتكاسة مخزية لمنظومة القيم الإنسانية وحقوق الإنسان".

ودعا إلى ضرورة التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات والمجازر الجماعية، التي تتصاعد بشكل مخيف بمرور كل ساعة.

وحثّ المركز ممثلي وكالات الأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي، على تسيير قافلة إنسانية مستعجلة لكسر الحصار المفروض على قرى منطقة "الحيمة"، وإسعاف الجرحى، وإدخال المساعدات اللازمة للأسر التي باتت بلا مأوى.

*مطالبة بموقف صارم

بدرورها اكدت منظمة سام للحقوق والحريات، إن الأنباء الواردة من منطقة الحيمة شمال تعز تظهر قيام جماعة الحوثي بممارسات خطيرة تدخل في إطار جرائم الحرب ضد السكان والتي تمثلت في القصف العشوائي واختطاف المدنيين.

وقالت المنظمة في بيان لها نهاية الاسبوع الماضي أن فريقها الميداني يتابع التطورات الميدانية ويوثق العديد من الانتهاكات، والتي ستقوم بتفصيل ذكرها لاحقا في تقرير شامل حول مجموعة الممارسات المرتكبة.

وطالبت المنظمة بموقف دولي صارم يوقف الانتهاكات المروعة، واستخدام القوة المفرطة بحق المدنيين والعمل على ضمان توفير الضمانات الأساسية لحقوق الإنسان المكفولة وفق الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

*تحذير حكومي

وسبق ان حذرت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، من جرائم إبادة جماعية ترتكبها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق أبناء قرية الحيمة بمديرية التعزية محافظة تعز، بعد أيام من القصف البربري على منازل المواطنين ومزارعهم باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في ظل تعتيم إعلامي.

وأوضح الوزير الإرياني في تصريح لوكالة (سبأ)، أن المعلومات الواردة من ‎قرية الحيمة التي تفرض مليشيا الحوثي عليها حصارا محكما تؤكد تنفيذ المليشيات جرائم إبادة.

وأشار الإرياني، إلى أن مليشيا الحوثي ترتكب هذه الجرائم والانتهاكات التي فاقت في فضاعتها "الجماعات الإرهابية" في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تنصلت عن مسؤولياتها القانونية والإنسانية والاخلاقية في وضع حد لجرائم الحوثي ووقف نزيف الدم اليمني.

ودعا الإرياني في هذا الصدد المجتمع الدولي إلى دعم جهود الدولة والشعب اليمني لاستعادة الأمن والاستقرار.

*مناشدات لتحرك عاجل

بدوره قال المركز الإنساني للحقوق والتنمية (CHRD)إنه تابع قيام جماعة الحوثي بحملة عسكرية استهدفت عزلة الحيمة مديرية التعزية شمال محافظة تعز منذ الخميس الماضي وما نتج عن ذلك من تداعيات أدت إلى ضحايا من المدنيين بين قتلاء وجرحى بينهم نساء وأطفال واستهداف الأحياء والأعيان المدنية في سابقة لانتهاك القوانين المحلية والدولية في منطقة نائية لامبرر لمثل هكذا حملات ومنع اسعاف المصابين ووصول العلاجات إليهم ومنع دخول المواد الغذائية حتى اليوم منذ بدء الحملة العسكرية التي قامت بها الجماعة في المنطقة.

وطالب المركز الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي إلى اليمن السيد مارتن جريفيث والمنظمات الدولية بسرعة التحرك لإيقاف حمام الدم بالمنطقة والضغط على جماعة الحوثي وقف أعمالها الانتقامية والعسكرية ضد المدنيين هناك.

ودعا المركز الأمم المتحدة إلى الضغط على جماعة الحوثي وقف العمليات العسكرية بشكلٍ عاجل والتي تقوم بها الجماعة ضد أبناء عزلة الحيمة منذ أيام .

كما دعا المركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنسقية الشؤون الإنسانية باليمن "الأوتشا" سرعة التحرك لإنقاذ سكان المنطقة وإسعاف الجرحى من المدنيين والسماح بايصال المؤن الإسعافية والعلاجية وكذلك المواد الغذائية بأقرب وقت .

ودان المركز الإنساني للحقوق والتنمية CHRD ماتتعرض له عزلة الحيمة من حملات تستهدف المدنيين والأعيال المدنية منذ صباح الخميس الماضي في منطقة ريفية تعاني أبسط مقومات الحياة فيها وتضاعف هذه العمليات العسكرية معاناة سكانها .

*بداية الحملة

في السادس من يناير الجاري دفعت المليشيا الحوثية المدعومة من إيران بقوة كبيرة بهدف اقتحام قرى في منطقة الحيمة، التابعة لمديرية التعزية، شمالي مدينة تعز، بعد رفض أبناء المنطقة، لحملة حوثية أرادت تدمير منزل أحد المواطنين.

وقالت مصادر محلية وأخرى عسكرية وقتها إن المليشيا حاصرت المنطقة بعدد من آلياتها وأطقمها العسكرية، التي تحمل أسلحة ثقيلة تجهيزاً لحصار المنطقة واستهداف منازل المواطنين.

واشارت المصادر أن هذه الأحداث التي تشهدها منطقة الحيمة على خلفية تسيير المليشيات لحملة أمنية، لاختطاف أحد أبناء المنطقة، ويدعى "عبداللاه الرعضي"، كونه جندياً سابقاً، اشتبك مع عناصرها قبل عامين.

ويتعرض أبناء منطقة الحيمة، لانتهاكات مستمرة من قبل المليشيا الحوثية، كتهجير أسر كاملة وتدمير منازلهم، على خلفية انتفاضة عدد منهم قبل عامين رفضاً لسياستها وممارساتها وتعسفاتها الطائفية.