الاخوان المسلمون يعلنون موقفا مفاجئا للساحة العربية والدولية . وقد يغير معادلات المرحلة في المنطقة .

الأحد 30 يونيو-حزيران 2019 الساعة 11 صباحاً / مارب برس - مأرب
عدد القراءات 10141

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر اعتزامها اعتزال العمل السياسي بمفهمه الحزبي ، مشيرة إلى أنها بعد انسحابها ستكتفي بدعم أي قوة سياسية وطنية مصرية تعمل من أجل صالح البلاد وإنقاذها من "الحكم العسكري" .

، وأنها ستترك لأعضاء الجماعة كامل الحرية في الانضمام إلى الأحزاب السياسية التي ترى أنها تحقق المصلحة الوطنية ، .

وقالت الجماعة في البيان الذي حمل عنوان " بيان من الإخوان المسلمين إلى الأمة حول الواقع الجديد للقضية المصرية" ، والذي أعلنه المتحدث باسم المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن الجماعة أجرت مراجعات مهمة في الفترة الأخيرة ، وانتهت إلى محددات ثلاث للواقع المصري الآن ، .

مشيرا إلى أن وفاة الرئيس مرسيس خلقت واقعا جديدا في مصر ، وفرض محددات جديدة على شكل الصراع مع السلطة الحالية في مصر ، وقال أن في مقدمة تلك المحددات اعتبار الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، رمزا للتجربة الديمقراطية في مصر ، وأنه تم قتله بالإهمال العمدي ، وأن النضال سيظل مستمرا حتى تتم محاسبة كل من تورطوا في قتله .

وثانيا ترى الجماعة أن ما حدث في مصر منذ 3 يوليو 2013 هو انقلاب عسكري نشر الدم والخوف في البلاد وأنه لا سبيل للتصالح معه وإنما إبعاده لتصحيح المسار لاستعادة الإرادة الشعبية المغتصبة ، .

وثالثا : أن النضال ضد الحكم العسكري ينبغي أن ينحصر في النضال السلمي المدني حتى يتم للشعب استعادة إرادته .

واعتبرت الجماعة في بيانها أن أولوية العمل الوطني في مصر الآن يتمثل في أمرين ، الأول هو العمل على تحرير السجناء والمعتقلين وليس فقط المطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم ، والأمر الثاني هو العمل على توحيد القوى الثورية الرافضة للحكم العسكري لتقوية الصف الوطني في نضاله من أجل استعادة الارادة الشعبية وإنهاء الحكم العسكري .

وركز بيان الإخوان المسلمين في الختام على أن الجماعة أجرت مراجعات مهمة انتهت إلى الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت في تلك التجربة ، وأن الأخطاء وقعت من جميع الأطراف ، وأنه من هذا المنطلق فإن الجماعة ترى أنها ستنأى عن تصدر العمل السياسي أو الانخراط فيه كجماعة أو حزب ، وأنها ستكتفي بأن تكون داعما وظهيرا شعبيا لأي حزب سياسي أو حركة وطنية تعمل على إنقاذ البلاد وتعمل على صلاحها .

وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها بيان بمثل هذا الوضوح ، سواء في تحمل المسئولية أو في الإعلان عن الانسحاب من العمل السياسي لقطع الطريق على من يعمل على شق الصف الوطني واتهام المعارضة بأنها تمثل الإخوان المسلمين .

والجدير بالذكر أن المكتب العام لجماعة الإخوان يتنازع مع فريق آخر بالجماعة يمثله الدكتور محمود حسين والأستاذ إبراهيم منير اللذين يتمسكان بالأدبيات التاريخية والجامدة للجماعة والتي تسببت في صدام واسع مع الحركة الوطنية المصرية بكافة اتجاهاتها .

 

marebpress