لماذا اقترحت الصين تصدير نسائها لأمريكا

الثلاثاء 05 مارس - آذار 2019 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 4429

 

نشرت الولايات المتحدة الأمريكية تصريحات صادمة قبل سنوات، كشفت فيها عن نية النظام الصيني الشعبي بعد نجاح ثورته في أواخر الأربيعنيات من القرن الماضي، لبيع وتصدير النساء الصينيات لأمريكا، بسبب ضغطهن على النظام و"إنجابهن المفرط"، وهي الوثائق التي أعادت نشرها عدة صحف تزامنا مع ذكرى نشرها للمرة الأولى عام 2008.

ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالنظام الصيني الشيوعي، مع نجاح ثورة "ماو تسي تونغ" وقيام جمهورية الصين الشعبية سنة 1949، مفضلة، بدلًا من ذلك دعم الحكومة القومية الصينية بقيادة "تشانغ كاي شيك"، التي استقرت في جزيرة تايوان.

وخلال العشرين عامًا التالية، شهدت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية حالة من التوتر بسبب الحرب الكورية ودعم الأخيرة للشماليين خلال حرب فيتنام.

أما في مطلع سبعينيات القرن الماضي، فشهدت العلاقات الأمريكية الصينية تقاربا واضحا بالتزامن مع توتر العلاقات الصينية السوفيتية عقب النزاع الحدودي عام 1969 وقد تجسد ذلك من خلال زيارة الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" للصين خلال شهر فبراير/شباط سنة 1972 والتي التقى خلالها بالزعيم الصيني "ماو تسي تونغ".

وفي منتصف شهر شباط/فبراير سنة 1973، حلّ مستشار الأمن القومي الأمريكي حينها "هنري كسنجر" بجمهورية الصين الشعبية لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين مع الزعيم الصيني "ماو تسي تونغ".

وفي يوم 17 من نفس الشهر، التقى الرجلان بمقر إقامة "ماو تسي تونغ" ببكين لمناقشة عدد من القضايا المشتركة بين البلدين وخلال هذا الحوار الذي امتد لحدود ساعة متأخرة من الليل دخّن "ماو تسي تونغ" عددا من السجائر، وقدم مقترحا غريبا لـ"هنري كسنجر".

ومع سماعهم لهذه الفكرة الغريبة، ضحك الحاضرون، والذين كان من ضمنهم رئيس الوزراء الصيني "تشو إنلاي"، حيث لم يأخذ أحد منهم كلام الزعيم الصيني على محمل الجد، وفي الأثناء، ضحك "كسنجر" مؤكدا سهولة إجراءات الهجرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية.

فضلا عن ذلك، حاول مستشار الأمن القومي الأمريكي تغيير الموضوع للحديث بدلا منه عن الاتحاد السوفيتي وإمكانية إحداث تعاون وشراكة صينية أمريكية ضد هذا العدو المشترك.

ومرة أخرى، فضّل "ماو تسي تونغ" العودة لموضوع النساء الصينيات ليؤكد لـ"كسنجر" من خلال كلمات غريبة أن النساء الصينيات قادرات على خلق العديد من المشاكل مطالبا إياه بمساعدة الصين عن طريق تخفيف أعبائها ونقل 10 ملايين منهن نحو الأراضي الأمريكية.

ومن خلال كلماته، لمّح "ماو تسي تونغ" لـ"كسنجر" أن النساء الصينيات ينجبن سنويا عددا كبيرا من الأطفال، وهو الأمر الذي أرهق الصين لدرجة لا تحتمل.

على إثر ذلك، أعلن "كسنجر" أنه سيفكّر في الأمر قبل أن يتجه للحديث عن التعاون الأمريكي الصيني بشأن الاتحاد السوفيتي.

وفي غضون ذلك، لم يتردد الزعيم الصيني في العودة مجددا لموضوع النساء الصينيات ليعلن لـ"كسنجر" أن عددا كبيرا من الصينيات غير قادرات على حمل السلاح.

تزامنا مع ذلك، تيقّن بعض المسؤولين الصينيين الحاضرين من جدية "ماو تسي تونغ" حول موضوع تصدير النساء الصينيات. وبناء على ذلك، اقترب منه مساعد وزير خارجيته ليطلعه على خطورة تصريحاته والأزمات الداخلية التي قد يتسبب فيها في حال نشرها.

لاحقا، تقدم "ماو تسي تونغ" باعتذار لمترجمة كانت حاضرة أثناء فترة الحوار، وجاء ذلك قبل أن يتفق مع "كسنجر" على حذف تصريحاته حول النساء الصينيات من التسجيلات.

وبعد مضي نحو 35 عاما، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية سنة 2008 وثائق حول محتوى حوار "كسنجر" و"ماو تسي تونغ" سنة 1973 وحديث الأخير عن تصدير النساء الصينيات.