تعرف على قصة «الداعشية» اليمنية التي منع ترامب عودتها إلى الولايات المتحدة

الجمعة 22 فبراير-شباط 2019 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس- الشرق الأوسط
عدد القراءات 5657

 

قال الرئيس دونالد ترمب أول من أمس إن هدى المثنى (24 عاما)، أميركية يمنية كانت سافرت إلى سوريا وانضمت إلى تنظيم داعش، وتزوجت داعشيا، وأنجبت منه ولدا، لن يُسمح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة.
في نفس اليوم، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية، بأن المثنى ليست مواطنة أميركية. رغم أنها ولدت في نيويورك، كان والدها دبلوماسيا، ولا يحق لأبناء وبنات الدبلوماسيين الذين يولدون في الولايات المتحدة الحصول تلقائيا على الجنسية الأميركية، كما قال.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الخميس، تركت المثنى منزلها في مونتغمري (ولاية الاباما) في عام 2014 لتتزوج من مقاتل تابع لـ«داعش» في سوريا. وهي تعيش الآن مع ابنها الصغير في مخيم للاجئين السوريين.
وفي حوار مع صحيفة «غارديان» البريطانية، يوم الأحد، قالت المثنى إنها تأسف لقرارها الانضمام إلى تنظيم «داعش»، وأنها تسعى إلى العودة إلى الولايات المتحدة. وأضافت: «أنظر إلى الوراء الآن، وأعتقد أنني كنت متغطرسة كثيرا. أنا الآن قلقة على مستقبل ابني... وما حدث لي كان سببه غسيل مخي».
وقال محامي المثنى، حسن شبلي يوم الخميس، إن موكلته «نادمة حقا» على قرارها السفر إلى سوريا. وأضاف: «لا أعرف ما إذا كان هناك كثير من الأميركيين الذين يكرهون «داعش» في الوقت الحالي مثلما تفعل هدى».
وجاءت تغريدة ترمب عن منع المثنى من العودة خلال نفس الأسبوع الذي ألغت فيه حكومة بريطانيا، بأمر من وزير الداخلية، الجنسية البريطانية التي تحملها بريطانية باكستانية، شميمة بيغوم، التي كانت، أيضا، سافرت إلى سوريا، وانضمت إلى «داعش».
في بيانه، قال وزير الخارجية الأميركية بومبيو بأن المثنى «ليست مواطنة أميركية، ولن يسمح لها بدخول الولايات المتحدة». وأضاف: «ليس لديها أي أساس قانوني. وليس لديها جواز سفر أميركي صالح. بل لا يحق لها أن تنال جواز سفر أميركيا. ولن تحصل على أي تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة». وأضاف البيان: «نحن نواصل تقديم المشورة بقوة لجميع المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى سوريا». لكن شبلي، محامي المثنى، رد بتغريدة فيها صورة شهادة ميلادها. وفيها أنها ولدت في هاكنساك (ولاية نيوجيرسي)، من ضواحي مدينة نيويورك، في عام 1994. أيضا، نشر المحامي وثيقة من عام 2004 من بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة تشهد بأن والد المثنى كان يعمل دبلوماسيا حتى الأول من سبتمبر (أيلول) عام 1994. قبل شهر من ميلاد بنته هذه. وفقا لقانون إدارة الجنسية والهجرة الأميركية، لا يخضع الطفل المولود في الولايات المتحدة لدبلوماسي أجنبي معتمد للولاية القضائية الأميركية. وبالتالي، غير مؤهل للحصول على الجنسية بموجب التعديل الرابع عشر الذي يمنحها لكل من ولد في الولايات المتحدة. وقال المحامي شبلي بأن هدى المثنى كانت تحمل جواز سفر أميركيا، وهي مواطنة أميركية. واتهم إدارة ترمب بمحاولة «تجريد مواطنة أميركية من جنسيتها بشكل خاطئ». وقال إنه سيتخذ إجراءات قانونية نيابة عن المثنى في الأيام القادمة.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية أمس الخميس: «توجد أسباب كثيرة تجعل الشخص الذي منح جواز سفر أميركيا في وقت سابق أن يكون غير مؤهل للحصول على جواز السفر هذا». وأضاف: «إذا تقرر أن حامل جواز سفر أميركي لا يحق له الحصول على جواز السفر هذا، يجوز قانونيا إلغاء جواز السفر، أو رفض طلب تجديده».
ويوم الثلاثاء، نشرت صحيفة «بيرمنغهام تايمز»، التي تصدر في بيرمنغهام (ولاية الاباما)، تصريحات أخرى للمحامي قال فيها بأن المثنى «تعرب عن أسفها لانضمامها إلى المنظمة الإرهابية». وأنها «ترى أنها تضع نفسها في خطر بالتحدث ضد المنظمة الإرهابية من مخيم للاجئين، حيث تعيش منذ فرارها من المنظمة قبل بضعة أسابيع».
وأنها «مستعدة لدفع العقوبة عن أفعالها. لكنها تريد الحرية والأمان لابنها البالغ من العمر 18 شهراً».
وفي رسالة مكتوبة بخط اليد إلى المحامي، اعترفت المثنى بأنها «ارتكبت خطأ كبيراً» عندما هجرت أسرتها وأصدقاءها في الولايات المتحدة للانضمام إلى تنظيم داعش. وكتبت: «خلال سنواتي في سوريا، شاهدت وعشت طريقة حياة غريبة، وآثار حرب رهيبة، هي التي جعلتني أغير آرائي».
وحسب صحيفة «بيرمنغهام نيوز»، بعد أن تركت المثنى منزلها في ضواحي برمنغهام في أواخر عام 2014 إلى سوريا، استخدمت وسائل التواصل الاجتماعية للدفاع عن معاداة «داعش» للولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة قول أشفق توفيق، الذي يعرف عائلة مثنى، ويترأس جمعية بيرمنغهام الإسلامية: «يمكن أن تكون هذه المرأة، بعد عودتها، مورداً قيماً لتعليم الشباب مخاطر الإرهاب عبر الإنترنت».
فيما قالت وكالة «أسوشييتد برس» بأن المثنى نشرت صورة في موقع «تويتر» تظهر فيها تحمل علما أميركيا، وتعلن أنها ستحرقه. وأيضا جواز سفرها الأميركي. وأنها تزوجت، في مرات مختلفة، من ثلاثة من مقاتلي «داعش». وشهدت عمليات إعدام مثل تلك التي كانت تهتف لها على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الشهر الماضي، استسلمت إلى قوات التحالف التي تقاتل «داعش». والآن، تقضي أيامها كمعتقلة في مخيم للاجئين في شمال شرقي سوريا.