لماذا انضم أشهر ملياردير في العالم للحزب الشيوعي الصيني؟

الثلاثاء 04 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - BBC
عدد القراءات 3349

 

أليس من الغريب أن تكون مؤسسا ورئيس مجلس إدارة شركة بقيمة 400 مليار دولار وتمتلك ثروة تقدر بـ35 مليار دولار، وتنضم للحزب الشيوعي الذي يريد قادته تطوير الصين وتطوير الاشتراكية والماركسية؟

بصيغة أبسط، لماذا انضم الملياردير الشهير جاك ما للحزب الشيوعي الصيني؟

لقد أعلن عن ذلك رسميا في صحيفة "الشعب اليومية"، لسان حال الحزب الحاكم في الصين.

لا نعرف متى انضم جاك ما للحزب، لكننا نعرف الآن أنه واحد من قرابة 88 مليون شخص (يفترض أنهم) يدفعون رسوما شهرية، ويحضرون اجتماعات دورية، ويُخضعون أنفسهم في بعض الأحيان لـ "النقد الذاتي" لتحسين أفكارهم الأيدولوجية.

ويعتبر جاك ما مدافعا شرسا عن طريقة تعامل الرئيس شي جين بينغ مع الشركات الأجنبية - ورؤساء أمريكا - الذين اشتكوا من قيود على العمل في الصين.

في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وخلال أحد المؤتمرات، قال جاك لبي بي سي إن شركات مثل فيسبوك "إذا جاءت إلى هنا عليهم أن يقولوا نعم، أنا أتبع القوانين والأحكام الصينية". وأضاف مستطردا: "أنا لست في الحكومة، ولا يمكنني التحدث باسمها". ويقول البعض إن هذا الكلام متوقع منه تماماً .

والبعض الأخر يقول إنه للتقدم في الصين عليك أن تكون في صفوف الشيوعيين من القادة والموظفين والمسؤولين. (خاصة إذا كنت تريد التحكم بالقوة الحديثة نسبياً، في عام 1999، وهي الإنترنت لخلق أكبر تجارة تجزئة في العالم عبر الإنترنت في بلد يفرض رقابة على الانترنت).

واستطاع جاك ما بناء الشركة العملاقة "علي بابا" التي أصبحت علامة فارقة في مجال الابتكار الاقتصادي، لكن الشركة وافقت على مشاركة المعلومات حول زبائنها في حال طلبت منها السلطات، متبعةً بذلك "القوانين والأحكام الصينية" التي تحدث عنها جاك العام الماضي.

ربما انضم "ما يون"، وهو اسمه الرسمي، إلى الحزب لإنه يؤمن بنموذج العمل الصيني الذي سمح لبلاده بالدخول إلى عمق الاقتصاد.

وقد يكون من المتأخر طرح هذا السؤال، لأن جاك ما على وشك أن يتخلى عن منصبه كرئيس مجلس إدارة تنفيذي في شركة "علي بابا" العام القادم.

لكن الإعلان عن عضويته بالحزب يثير الفضول، لإنه يُتوقع من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، بل يُطلب منهم، إعطاء الأولوية للحزب قبل كل شيء.

وتقول شركة "علي بابا" إن مديرها لم يضع قط مصلحة الحزب قبل مصلحة الشركة ومساهميها المدرجين في سوق البورصة في نيويورك عندما يتطلب الأمر قراراً مصيرياً.

ويعد هذا الأمر موضع جدل حالياً، لكن البعض لاحظ أنه لم يُشار إلى ارتباط جاك ما بالحزب في دليل تعريفي بالشركة عام 2014.