مكاشفة صريحة من وزير يمني ورسائل مباشرة للامارات والتحالف: «من يحكم عدن؟ ونجاح رئيس الحكومة مرهون بشرطين»

الثلاثاء 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 06 مساءً / مأرب برس-تغطيات خاصة
عدد القراءات 5780

قال وزير النقل صالح الجبواني، إن الحكومة الشرعية لا تسيطر على ميناء عدن ومطارها من الناحية الأمنية وآليات الرقابة والتفتيش، وإن من يسيطر عليه فعليا هي الإمارات ومليشيا المجلس الانتقالي التابعة لها.

واشار الجبواني إن عمل الحكومة الشرعية يقتصر على الجانب الفني فيها فقط.

وأضاف الجبواني في لقاء خاص مع قناة بلقيس، أن الحكومة تواجه مشكلة حقيقية في آلية الرقابة والتفتيش التي اعتمدها التحالف منذ بداية الحرب، وأن هناك قائمة أصدرها التحالف للمطارات والموانئ تمنع استيراد بعض البضائع دون أن يتم التنسيق مع الحكومة أو أخذ رأيها وهي قائمة صارت تتوسع كل يوم، مطالبا بتعديل تلك القائمة لأن هناك أشياء لا علاقة لها بالصناعة العسكرية حد تعبيره.

وعن دور المجلس الانتقالي التابع للإمارات في الجنوب، أوضح وزير النقل الجبواني أن المجلس مارس الكثير من الأعمال الطائشة والصبيانية خلال الفترات الماضية، وكان يريد تفجير الوضع في عدن خلال يناير الماضي من خلال إطلاقه شعارات ووعوداً كاذبة حول الجنوب وتمثيل أبناء الجنوب، مضيفا بأن المجلس يتفق مع الحوثيين في عدائهم للشرعية والدولة الاتحادية وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الجبواني المجلس الانتقالي لعدم فرض خياراته بالقوة العسكرية لأن ذلك لا يخدم أحدا ويؤدي لتشظي البلد حده تعبيره.

وفي ما يتعلق بالسيادة الوطنية لليمن، قال الجبواني: إذا لم يكن لديك سيادة فإنك لا تستطيع فعل ما ترغب بالقيام به، مشيراً إلى أن الإمارات أنشأت مؤسسات أمنية وعسكرية وسياسية موازية للدولة وأن ذلك أصبح عائقا أمام الحكومة.

ولفت الجبواني إلى أن الإمارات تحت مبرر محاربة الإرهاب أنشأت تشكيلات عسكرية مختلفة، مؤكداً ضرورة أن تكون المؤسسات التي أنشأتها الإمارات تابعة للدولة قبل أن يصبح الوضع مختلاً بشكل أكبر.

وبشأن استمرار الفوضى الأمنية في عدن قال الوزير الجبواني إن من يمارس القتل والاغتيالات في عدن هو في الواقع يؤسس لما هو أشد وأنكى من الإرهاب نفسه، وأضاف أن اليمنيين ليسوا أغبياء وسيعرفون من ينفذ عمليات الاغتيالات؛ لأن الدم يجر للدم والنار تجر للنار.

وذكر الجبواني أنه كان هناك وعود من التحالف بتوحيد كافة الأجهزة الأمنية في عدن وتسليمها للدولة، لكن لم يتم تنفيذ أي شيء منها، وقامت الإمارات بإنشاء أحزمة ونخب أمنية على أسس مناطقية تؤسس للصراع.

وعند سؤال الوزير الجبواني عن سبب هذه اللهجة الحادة في الخطاب، رد قائلاً: إذا لم أدافع عن القضية الوطنية فوجودي في الحكومة مثل عدمه ولست حريصاً على الوظيفة إذا لم أحقق مصلحة اليمنيين، لقد سئمنا من الوقوف في المناطق الرمادية ولابد أن نواجه الحقيقة.

واستطرد الجبواني: إذا كانت الحكومة ستعود إلى عدن وتتحول إلى رهينة في المعاشيق فما الفائدة من عودتها؟

وبخصوص طبيعة العلاقة بين السعودية والإمارات في ما يخص الملف اليمني، قال الجبواني إن هناك اختلافا في مواقف السعودية والإمارات تجاه اليمن ويجب التفريق بين الموقفين، كما يجب على الإمارات أن تساعد اليمنيين على تحقيق نفس الأهداف التي جاؤوا لأجلها وليس العكس.

وتابع الجبواني في معرض حديثه لقناة بلقيس: لو ساعدنا التحالف فعلاً في توحيد الأجهزة الأمنية لكنا قد حررنا اليمن بأكمله، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك اليوم تحولاً في موقف الشارع اليمني من التحالف، وحذر من أن الغضب قد يتحول إلى انفجار.

وشدد الجبواني على أن اليمن لن يكون لقمة سائغة لأي طرف ولدى اليمنيين تجربة تاريخية حية بهذا الخصوص، وبناء على ذلك قال الجبواني إنه يجب على التحالف مراجعة مواقفه تجاه الحكومة وإعادة تقييم كافة المنظومات الخاضعة له.

ومضى الجبواني قائلاً: نحن بلد حقيقي نعتز بأنفسنا، واليمني حر وكريم ويجب أن يعامل على هذا الأساس، اليمنيون طيبون ويثمر فيهم الجميل ولا ينبغي أن يعتقد البعض بأنهم سيقبلون باستمرار الوضع المختل.

وعن مهمة رئيس الحكومة الجديد قال الجبواني إن نجاح رئيس الوزراء معين عبد الملك يعتمد على تعاون التحالف معه وتوحيد المنظومة الأمنية، لأنه في النهاية لا يستطيع أحد أن يعمل و ينجح إذا كانت هناك عصا فوق رأسه.