لماذا تميَّز الدولار بهذا اللون منذ 157 عاماً؟

الإثنين 02 إبريل-نيسان 2018 الساعة 01 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3181

تتنوع ألوان العملات الورقية في بلادنا، فنرى مثلاً الريال السعودي لونه أزرق في فئة الـ 500، وأحمر في الـ 100، وتكون الـ 50 ريالاً خضراء اللون.

أما الدولار الأميركي فيُعرف بأنه “العملة الخضراء”، حتى سيطر هذا اللون على “إيموجي” الهواتف والشبكات الاجتماعية، الذي يعبر عن الأموال أو الثراء!

فكيف اختير هذا اللون ليكون العلامة المميزة لهذه العملة؟

دعنا نعود إلى بداية القصة في القرن الـ 18، حيث كانت أميركا عبارة عن مستعمرات، ولأن المستعمرات كانت تخوض حرباً للاستقلال (1775-1783)، والحرب تحتاج أسلحة، والأسلحة تحتاج المال، ماذا يفعلون؟ نعم نطبع المال.

كان صاحب هذه الفكرة واحداً ضمن 56 شخصاً مثلوا الـ 12 مستعمرة، في هذا الاجتماع الذي سمَّوه “الكونغرس القاري”.

لكن “الأوراق” التي طُبعت وقتها كانت مختلفة قليلاً، اسمها Continental، لكنها كانت كبيرة، سهلة التلف، لذلك لم تدم طويلاً وفقدت قيمتها.

تعلموا من الدرس، ليس بشأن الحرب، بل حول طباعة الأموال، وعندما أرادوا طباعة أموال أخرى للحرب الأهلية (1861-1865) استخدموا لوناً آخر، وهو الأخضر.

لأن الأفكار الشيطانية لا تعرف عصراً بعينه، فكَّر بعض الناس في طباعة أوراق تشبه تلك الأموال، لذا جاء الرد “العبقري”؛ نختار لوناً لا يسهل طباعته، نستخلص لوناً غريباً – الأبيض والأسود كانا متوفرين – من عصير النخيل نطبع به جانبي العملة النقدية، ونتحدَّى مزيفي العملة في طباعة “أوراق خضراء”.

واستأجرت الدولة البنوك لطباعة هذه العملة الخضراء، وبذلك سجل التاريخ أن أول استعمال للون الأخضر في العملة الاتحادية كان في العام 1861.

اتَّضح أنه كان حلاً عبقرياً فعلاً، الأموال حافظت على شكلها، قاومت التغيرات الكيميائية، كما كان هذا اللون مميزاً ومتوفراً للحكومة الفيدرالية المناهضة لبريطانيا لاستخدامه، بحسب موقع History الأميركي.

أميركا تحب الظهور بمظهر القوي منذ زمن، وهذا اللون ساعدها على ذلك، فالأخضر هو لون الحياة والنمو، وهذه أهم الصفات في عالم الاقتصاد والمال. تعرف طبعاً أن من يملك المال يملك القوة.

يبدو أن الموضوع أعجب الحكومة التي صادقت في العام 1929 على اختيار هذا اللون ليكون لوناً مميزاً للعملة، كما اختارت مقاسات معينة ثابتة، بعد عدة أعوام (1960)، ليظهر الشكل الحالي للدولار.

 

ورغم أن عوامل مثل الخوف من التزوير، وتوفر اللون، والتيمّن بحظ هذا اللون كانت المحرك لهذا الاختيار، فإن هذه العملة الخضراء أصبحت مسيطرةً على الاقتصاد العالمي. يبدو أن اللون الأخضر علامة حظ فعلاً!