الإنسان ومكافحة الفساد لا يمكن إيجاد استقرار في البلاد وأن الشباب سيواصلون التوجه نحو التطرف

الأحد 12 مارس - آذار 2006 الساعة 05 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3504

أورد تقرير واشنطن عن مجلة "يو اس نيوز اند وورلد ريبورت" تقريرا عن اليمن بقلم كيفن وايتلو بعنوان "على حافة خنجر" الذي تضمن لقاءات صحفية عديدة منها حوار مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. 

 ومن أهم ما ورد في التقرير هو ( ..... القضية الأساسية التي يحاول الصحفي أن يعالجها في تقريره هي مدي جدية وأهمية التحالف الذي يظهره أو يتظاهر به اليمن مع الولايات المتحدة من أجل محاربة الإرهاب طارحا التساؤل: ولكن هل تستطيع هذه الدولة المسلمة أن تعيش وتبقي وهي تصارع الفقر والتطرف المتأصلان لديها.؟! وحول الصعوبات أو العوائق التي يواجهها الدبلوماسيون الأمريكيون في تعاملاتهم داخل اليمن ذكر الصحفي بأن الوضع الأمني يجعل الأمر أكثر صعوبة لهؤلاء الدبلوماسيين "في التواصل مع اليمنيين" وأن لقاءات وجها لوجه ليست بسهلة خاصة أن المسئولين الأمريكيين يحتمون في مجمع السفارة الذي يشبه القلعة. "إنهم لا يثقون بنا عندما نقول بأننا هنا لتقديم العون لهم" قالها دبلوماسي أمريكي ثم أضاف " يوجد أشخاص ليبراليون وعصريون وذوو ميول غربية إلا أنهم مازالوا لا يثقون بنا".

وحسب التقرير المنشور في المجلة الأسبوعية فإن المسئولين الأمريكيين يقرون بأن دبلوماسيتهم مع اليمن في السنوات التي تلت 11 سبتمبر 2001 كانت تركز بشكل خاص علي مكافحة الإرهاب، والآن ومع تزايد التنبيه بما قد يحدث لمستقبل البلاد فإن الدبلوماسيين الأمريكيين يقومون بأقلمة جهودهم في اليمن من أجل تركيز أكثر علي أمور مثل الديمقراطية وحرية التعبير والإصلاح الاقتصادي وخاصة مكافحة الفساد. وكما أوضح توماس كراياسكي السفير الأمريكي لدى اليمن "توجد هنا "مخاطرة الفشل" وهناك أيضا فرصة للنجاح" وقال "إنها مهمتنا أن نعطي لهم كل ما في استطاعتنا من العون .. ولكن عليهم أن يتخذوا بعض القرارات الصعبة الآن". وفي موضع أخر من التقرير ذكر أحد الدبلوماسيين الأمريكيين "أن بدون الديمقراطية والانتخابات وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد لا نستطيع إيجاد استقرار في البلاد وأن الشباب سيواصلون التوجه نحو التطرف وفي أسوأ الحالات فان انهيار الدولة سوف يؤثر علي أمننا القومي."

والرئيس اليمنى يجيب حول التحالف مع أمريكا قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "إننا نتعامل مع الأمريكيين لسنوات عديدة وحتى الآن لم يحدث أي شيء يؤدي إلي عدم تفاهم بيننا. ولكن أعتقد أن تحالفات أمريكا مبنية على مصالح خاصة أكثر من كونها مبنية على مبادئ. المصالح تأتي أولا والمبادئ لا تطغي على المصالح." أما عن التخوف الأمريكي من أن يجد تنظيم القاعدة في اليمن ملاذا آمنا فقال الرئيس اليمني "ليس كل التوقعات الأمريكية صحيحة في كل الأحوال. ولكن كان أمرا مفيدا جدا لأنه خلق بعض الحافز لدينا وأوجد حالة تأهب قصوى لدي الأجهزة الأمنية."

وعندما سئل عن التأثيرات الداخلية للتعاون مع الولايات المتحدة قال الرئيس "نعم .. نحن لدينا مشكلات داخلية. فمثلا القوى السياسية داخل الدولة لا تريد وجود علاقة حسنة بين الحكومة اليمنية والولايات المتحدة ـ فبالتالي تستطيع القول للناس ـ انظروا الحكومة لديها علاقات سيئة مع الولايات المتحدة بسبب سوء إدارتها لشئون البلاد، ولكن إذا أتت هي إلى السلطة فأنها ستعمل من أجل تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة."

وحول الفساد في اليمن قال الرئيس "أن الفساد فيروس منتشر في العالم ولكن في اليمن ليس بالسوء الذي يوصف به من خلال وسائل الإعلام. ونحن لدينا سياسات للقضاء على هذا الفساد. وقد اتخذت خطوات عديدة لفصل هؤلاء الأشخاص ـ الذين يشتبه في كونهم متورطين في الفساد ـ من وظائفهم وتقديمهم للمحاكمة."

أما فيما يتعلق بالمنافسة القائمة بين أصحاب التحديث والمحافظين قال الرئيس اليمني: "عندما نتذكر الماضي نجد أن الوضع حينئذ كان أكثر صعوبة من الوضع الحالي، والدولة تسير نحو التحديث والتقدم ـ فيما يخص التعليم والاقتصاد والسياسة والشئون الاجتماعية. وبالتأكيد فان تلك الأصوات ـ المحافظة والقبلية والعشائرية ـ ستكون موجودة. ومع هذا لن يكون لها تأثير كبير." وردا علي انتقاد يشير إلى حدوث تراجع ـ عودة للوراء بالنسبة لحرية الصحافة قال الرئيس :" أولا لم يتعرض الصحفيون لأي تحرش، كما أنه يتم محاسبتهم بالقانون وليس بواسطة قرار سياسي."

 

المصدر/ تقرير واشنطن. 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن