أنباء عن توتر العلاقات بين كوندليزا رايس وايهود أولمرت

الجمعة 04 يناير-كانون الثاني 2008 الساعة 08 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 4310

 كشفت مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية إن توتر في العلاقات نشب بين وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس ورئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت ، وصل إلى حد ذهاب أولمرت لي طلب عون الرئيس الأمريكي جورج بوش في مواجهة وزيرة خارجيته .

ونقلت صحيفة"الرياض" السعودية عن المصادر إن رايس اثارت الغضب الاسرائيلي عندما قارنت بين أوضاع السود في الولايات الأمريكية الجنوبية وتصرفات الرجل الأبيض وبين تصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال مصدر مقرب من القيادة اليهودية الأمريكية إن هذه المقارنة صنفت رايس بأنها "عدوة".

وأضافت المصادر ،التي رفضت الكشف عن هويتها، إن إسرائيل أجهضت عدة زيارات كانت تنوي رايس القيام بها إلى المنطقة في الشهور الماضية بسبب تردد أولمرت في تنفيذ أمور كان قد تعهد بها، مثل إزالة البؤر الاستيطانية العشوائية وحواجز عسكرية في الضفة الغربية وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين .

ووصل الصراع بين رايس والجانب الاسرائيلي ذروته أثناء انعقاد مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس قبل عدة أسابيع.

فقد طلبت وزيرة الخارجية التوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للوقوف على تطورات الأمور بعد أنابوليس ، وفجأة تلقت رسالة من البيت الأبيض يطلب منها أن لا تستعجل الأمور وأن تفسح المجال أمام الفلسطينيين والإسرائيليين الوصول إلى اتفاق بدون واسطة رايس.

وتبين بعد ذلك أن أولمرت اتصل بالرئيس الأمريكي جورج بوش وطلب منه أن يمنع رايس من السفر إلى القدس ، قائلا :"من الأفضل لإسرائيل والفلسطينيين التوصل إلى اتفاق بدون التدخل الأمريكي وأنه إذا وصلت رايس إلى المنطقة فإن زيارتها ستفسر بأنها ضمن زيارات روتينية وقد لا ينتج عن ذلك أي شيء".

رايس تتهم أولمرت بالجبن

وكانت مصادر إسرائيلية أكدت إن رايس تتهم أولمرت بـ"الجبن" و"التردد" الزائد عن الحد، وأنها شكت لبعض المسؤولين الإسرائيليين الذين التقت بهم مؤخرا من انه "يظل يشكو من خطر انهيار الائتلاف الحكومي في حال التقدم بخطوات جدية نحو إنجاز اتفاق سلام، مع انه يقود إحدى الحكومات الأكثر ثباتا في تاريخ إسرائيل" .

ونقلت جريدة "الأيام" السعودية عن رايس قولها :" بوش معني بتسوية هذا الصراع خلال دورة حكمه الحالية ، لكن أسلوب أولمرت لا يساعد في ذلك، مع أن بوش قدم أكبر خدمة لإسرائيل في تاريخ العلاقات بين البلدين".

وانتقدت رايس أكثر من مرة الأسلوب الذي تتبعه إسرائيل في تعاملها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، كما انتقدت الحكومة الإسرائيلية بسبب التذبذب بالنسبة للقاء أنابوليس حيث حاولت إسرائيل تعطيله أو تأجيله طالما لم تستطع أن تقنع واشنطن بعدم عقده.

وكانت إسرائيل قد أرسلت أكثر من وفد للقاء مسؤولين أمريكيين حول هذه النقطة بالذات ، إلا أن موقف رايس كان السبب الرئيسي في عدم نجاح هذه المحاولات.

وقرر أولمرت أن يتوجه مباشرة للرئيس بوش وقال صراحة وبحضور رايس في لقاء في البيت الأبيض قبل لقاء أنابوليس :"أنه إذا وجد أن هناك خلافا في وجهات النظر مع رايس فإنه سيتوجه مباشرة لبوش ولم يعلق بوش على ذلك".

ولكن بعض المطلعين على الأمور خصوصا من القيادة اليهودية الأمريكية قالوا لأولمرت ان العلاقة بين بوش ورايس يصعب طعنها وسيرتكب اولمرت خطأ إستراتيجيا إذا حاول أن يفعل ما قاله لبوش، على أن بوش لم يعلق على الطلب.

وقالت المصادر إنه في نقاش صاخب بين أولمرت ورايس هددها بأنه سيلتف عليها ويتصل مباشرة بالرئيس بوش . فأجابته : "ستسمع منه نفس الأجوبة".

ونفذ أولمرت تهديده وشكا رايس أمام بوش، فصمت الأخير ولم يرد ، وحسب مصدر مقرب من البيت الأبيض، فقد علق بوش على أقوال أولمرت لاحقا، فقال في جلسة داخلية : "إنني أود أولمرت ولكنني أود رايس أكثر".