باكستان تنشر صورًا لمقتل بوتو وترصد مكافأة للكشف عن القتلة

الأربعاء 02 يناير-كانون الثاني 2008 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 5378

 نشرت السلطات الباكستانية, يوم الأربعاء, صورة رأس مقطوعة وأخرى لرجلين يقفان وسط الحشود قبل لحظات من اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو, وعرضت جائزة لمن يتعرف عليهما.

وأظهرت إحدى الصور التي نشرت مع إخطار في أكبر صحيفة تصدر في باكستان باللغة الأوردية رجلين يقفان وسط الحشود خارج مقر تجمع بوتو قبل لحظات من خروجها من التجمع ومقتلها.

وبحسب رويترز, بثت محطة تليفزيونية هذه الصورة من قبل وفيها شاب حليق الذقن يرتدي نظارات شمسية وقميصًا أبيض وسترة غامقة اللون, وكان من ورائه رجل يضع وشاحًا أبيض على رأسه قالت محطة تليفزيونية: إنه يعتقد أنه المفجّر.

وأظهرت الصور اللاحقة وأفلام الفيديو الشاب وهو يطلق الرصاص من مسدس على بوتو بعد مغادرتها مقر التجمع بينما كانت تلوّح لأتباعها من فتحة في سقف عربتها المضادة للرصاص.

وفي صورة أخرى نشرت يوم الأربعاء ظهرت رأس مقطوعة وهي للمفجّر فيما يبدو.

وقالت وزارة داخلية إقليم البنجاب الذي توجد فيه روالبندي في الإخطار: "مطلوب تقديم العون لاعتقال مرتكبي هذا الحادث المروع".

وعرضت الوزارة جائزة قيمتها عشرة ملايين روبية (164 ألف دولار) لمن يتعرف على الجناة.

ولم تذكر الحكومة الباكستانية عدد المهاجمين الذين تعتقد أنهم شاركوا في الهجوم, لكنها ألقت اللوم على بيت الله محسود الذي له صلة بالقاعدة والمتمركز على حدود أفغانستان.

من قتل بوتو؟!

وبخلاف التساؤلات التي تدور حول من يقف وراء مقتل بوتو ثار جدل حول السبب الذي أدى إلى الوفاة.

وتقول الحكومة الباكستانية: إن بوتو قتلت حين كسرت جمجمتها لدى الارتطام باليد التي ترفع سقف سيارتها خلال الهجوم.

ويقول أنصارها: إنها قتلت بالرصاص, حيث كشفت مساعدة مقربة لرئيسة الوزراء السابقة قامت بتغسيلها وتكفينها, أن بوتو أصيبت برصاصة في الرأس, رافضة ادعاءات الحكومة بأن سبب وفاة زعيمة المعارضة الباكستانية هو ارتطام رأسها بعارضة في فتحة سقف سيارتها أثناء الهجوم عليها, واصفة الادعاءات بأنها "تدعو للسخرية".

وظهر في صور الفيديو الشاب الحليق وهو يطلق ثلاث طلقات على الأقل على بوتو من بعد لا يزيد عن نحو ثلاثة أمتار, وحينها تحرك وشاحها الأبيض ربما حين أصابتها الرصاصة, ثم سقطت داخل عربتها المدرعة.

مستشارو بوتو: محسود لا علاقة له:

وقد أكد مستشارو رئيسة الوزراء السابقة أنهم لا يعتقدون في ضلوع الإسلامي "بيت الله محسود" القيادي في حركة طالبان الباكستانية بعملية اغتيال بوتو، وشددوا على أن الحكومة الباكستانية تتستر على القتلة الحقيقيين.

جاء ذلك متزامنًا مع ما بثه التليفزيون الحكومي الباكستاني من أن الرئيس برفيز مشرف تعهد لزوج بوتو آصف زاراداري بأن الحكومة ستبذل كل جهدها لتقديم منفذي عملية الاغتيال للعدالة.

واتهم حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو الحكومة بتعمد توريط محسود وجماعته في عملية الاغتيال رغم أن الواقع ينفي ذلك.

وكشفت مصادر في حزب الشعب أن محسود كان قد أعلم بوتو في وقت سابق بأن الإسلاميين لا علاقة لهم مطلقًا بمحاولة الاغتيال الأولى لتي استهدفتها في أكتوبر الماضي.

وقال فرحة الله بابار الناطق باسم حزب بوتو: "الحديث المكرر عن صلة القاعدة أو بيت الله محسود بهذه الأعمال لا يمت للصحة بصلة، وغاية ما هنالك أن الحكومة الباكستانية تريد صرف الانتباه عن الحقائق".

وبعد محاولة اغتيالها الأولى في كراتشي، اتّهمت بوتو عناصر في الحزب الموالي لمشرّف بالتخطيط لقتلها، واكتفت الحكومة بإنكار هذا الأمر لكنها لم تفتح تحقيقًا خاصًا لكشف ملابسات الحادث.