لقاء ساخن بين بوتين وبوش في كينيبانكبورت بولاية مين يوم غدأ الاحد موسكو

الأحد 01 يوليو-تموز 2007 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - موسكو - محمد النعماني
عدد القراءات 3857

يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي جورج بوش في منزل عائلة بوش في كينيبانكبورت بولاية مين. يوم غدأ الاحد ومن المقرر أن يبحث الرئيسان المسائل المتعلقة بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا، والوضع في الشرق الأوسط، والبرنامج النووي الإيراني، ومستقبل إقليم كوسوفو.

وأعلن البيت الأبيض مسبقا أن اجتماع الرئيسين الأمريكي والروسي في كينيبانكبورت لن يصدر عنه أي بيان مثير.

ويرى المراقبون أن اللقاء سيعقد ليس لتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن بقدر منع تدهورها.

وفي موسكو ذكر سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي أن بوتين وبوش سيواصلان البحث عن حل وسط بشأن مسألة المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ وقد اتخذت الخطوات الأولى نحو ذلك في قمة "الثمانية" في هايليغيندام عندما اقترح الرئيس الروسي على واشنطن الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في منطقة غابالا الأذربيجانية.

وأضاف: "إذا كانت تتوفر لدينا إرادة سياسية للتعاون في هذا المجال فإن الأمور المتبقية ما هي إلا من الثانويات. وهذه القضية ليست عسكرية إنما قضية سياسية. فإما أن تتطلع الولايات المتحدة إلى المستقبل وإما أن تبقى في الماضي".

وأعلن بريخودكو أن الرئيسين سيناقشان أيضا عددا من القضايا الدولية المهمة كمسألة كوسوفو والوضع في الشرق الأوسط والمشكلتين النوويتين الإيرانية والكورية الشمالية، وكذلك قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأكد بريخودكو أن الاهتمام سيركز على التسوية في بعض المناطق الساخنة، و"خاصة الشرق الأوسط حيث يثير التوتر الأخيرة القلق ويحتاج إلى تنشيط الدبلوماسية بشكل ملموس في إطار اللجنة الرباعية". وأضاف: "سنقوم في هذا المجال بدور إيجابي ولا تزال تتوفر لدينا وسائل تأثير معينة".

وبالنسبة للمشكلتين النوويتين الإيرانية والكورية الشمالية قال بريخودكو إن روسيا والولايات المتحدة تتعاونان للحيلولة دون تقويض نظام منع الانتشار النووي.

ويتوقع خبراء وباحثون سياسيون روس أن تضع القمة الروسية الأمريكية المرتقبة الأساس لمناقشة قضايا الدفاع المضاد للصواريخ. ويتوقع الخبراء الأمريكيون بدورهم أن مردود هذا اللقاء لن يكون كبيرا.

جاءت هذه التقييمات والتوقعات خلال مناقشة بنظام "الجسر التلفزيوني" بين موسكو ونيويورك نظمتها وكالة نوفوستي يوم أمس.

وقال سيرغي روغوف، مدير معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن رئيسي البلدين يعتزمان تطوير العلاقات الروسية الأمريكية، ولا ينويان اختتام فترتيهما الرئاسيتين ببدء "حرب باردة" جديدة بين روسيا والولايات المتحدة.

أما الباحثة السياسية الأمريكية بادما ديساي، عضو مجلس العلاقات الدولية والمستشارة السابقة لوزارة المالية الأمريكية، فترى أن اللقاء المرتقب لن يتمخض عن أي نتائج أو اتفاقات محددة في مجال الدفاع المضاد للصواريخ لأن كلا من الطرفين يتمسك بموقف متشدد جدا. وأشارت إلى أن "الجانب الروسي يرى أن مخططات الولايات المتحدة تخل بالاستقرار الاستراتيجي في أوروبا وينوي تعزيز قدراته الاستراتيجية الأمر الذي قد يؤدي إلى سباق تسلح جديد".

وأشار فياتشسلاف نيكونوف رئيس صندوق "السياسة" الروسي الذي شارك في النقاش أيضا إلى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في الوقت الحاضر في طور تحديد نمط التطور التالي. وأكد نيكونوف أن حربا باردة جديدة لن تندلع في الوقت الحاضر بين روسيا والولايات المتحدة. وذكر في الوقت ذاته أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وصلت إلى أدنى مستوى على مدى الـ 20 سنة الأخيرة".

يعد موضوع النشر المحتمل لعناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية بري بيوتر غونتشاروف، معلق "نوفوستي" السياسي أن يكون ساخنا في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكي جورج بوش في ضيعة أسرة الرئيس الأمريكي في ولاية مين.

فقد اقترح بوتين استخدام روسيا والولايات المتحدة بصورة مشتركة محطة الرادار في غابالا بأذربيجان بمثابة بديل لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ التي في نية الأمريكان إنشاؤها في أوروبا. وكان موقف البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية من المبادرة الروسية مرتابا. والكلمة الآن للرئيس بوش نفسه. وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال يوري بالويفسكي إن رد الرئيس الأمريكي سيكون بمثابة "ورقة عباد الشمس" التي ستكشف الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة من نشر منظومتها للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية.

وبالمناسبة إن هيئة الأركان العامة الروسية لا تثق عمليا بإمكانية قبول واشنطن مقترح فلاديمير بوتين بشأن الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في غابالا بأذربيجان. ويرى بالويفسكي نفسه أن نشر عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية قضية منتهية بالنسبة لواشنطن ولن تحظى مبادرة روسيا "برد إيجابي من جانب الإدارة الأمريكية الحالية".

ولا يمكن أن يكون الأمر مغايرا، على ما يبدو. ذلك أن القضية لا تنحصر في عدم توافق محطة الرادار الروسية في غابالا مع صواريخ الاعتراض الأمريكية، علما أن روسيا ألمحت إلى وجود إمكانية لتحديث المحطة عند الضرورة. إن المشكلة تكمن في شيء آخر وبسيط، وهو أن مقترح بوتين حول الاستخدام المشترك لمحطة الرادار الروسية في غابالا يغير طابع الدفاع المضاد للصواريخ بصورة جذرية محولا منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا إلى أداة استراتيجية مخصصة للاستخدام الدولي، بينما الولايات المتحدة غير جاهزة بكل جلاء لمثل هذا الانعطاف.

ولماذا؟ وأجاب عن هذا السؤال جزئيا بالويفسكي نفسه حين أشار لدى الإجابة عن أسئلة للصحفيين حول الإمكانيات الحقيقية لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ التي يراد إنشاؤها في أوروبا الشرقية إلى جاذبيتها التجارية بالنسبة للشركات الأمريكية الكبرى! وكما هو معلوم، ستوظف في تطوير منظومة الدفاع المضاد للصواريخ أموال هائلة. ومن جانب آخر هناك أمل لدى الأمريكان بتحقيق اختراق تكنولوجي مهم من خلال تنفيذ هذا المشروع على صعيد إقامة منظومة فعالة ومضمونة لهم ولحلفائهم لدفاع مضاد للصواريخ.

ويشكل مسألة أخرى ضد من؟ وبالطبع، كما يوضح البيت الأبيض حاليا، ضد الأنظمة غير الثابتة والغامضة مثل كوريا الشمالية وإيران. لكن انطلاقا من كل الشواهد يمكن القول بأن الحديث سيدور لاحقا حول نشر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في كل مكان.

وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بهذا الشأن إلى أن مقترح موسكو بخصوص استخدام محطة الرادار في غابالا "يستحق الدراسة" ولكن الولايات المتحدة ستواصل عمل ما تعتبره "أفضل من وجهة نظر أمنها".

وماذا يبقى لدى روسيا عمله في هذا الوضع؟ إن موسكو على استعداد كما تعلن هيئة الأركان العامة الروسية لتقليص أي خطر يهدد المصالح الوطنية إلى أدنى حد بالطرق السياسية أو الدبلوماسية أو العسكرية أو جميعها في وقت واحد.

وقال سكرتير عام الناتو ياب دي هوب شيفر في ختام زيارته إلى موسكو مؤخرا إن مبادرة فلاديمير بوتين لا تقتصر على مقترح الاستخدام المشترك لمحطة الرادار في غابالا وحده. إلا أن سكرتير عام الناتو أحجم أمام الصحفيين عن الكشف عن جوهر مقترحات الرئيس الروسي الأخرى مقتصرا على التذكير بلقاء بوتين وبوش المرتقب في مطلع يوليو القادم لا يتوقع زبيغنيف برجينسكي، وهو مستشار سابق في شؤون الأمن القومي بالإدارة الأمريكية، أن يتيح لقاء قصير كاللقاء الذي سيضم الرئيسين الروسي والأمريكي في كينيبانكبورت، فرصة جيدة لمناقشة الموضوعات الصعبة مرجحا أن تجري مناقشة هذه المواضيع خلال الصيف الجاري.

وفي ما يخص اقتراح الرئيس الروسي بوتين باستخدام الرادار الموجود في أذربيجان بصورة مشتركة مقابل أن تتخلى الولايات المتحدة عن وضع صواريخ اعتراضية ورادار في الأراضي الأوروبية قرب روسيا يرى برجينسكي أن هذا الاقتراح يمكن أن يكون إضافة لما تخطط له الولايات المتحدة بخصوص المنظومة الصاروخية الدفاعية في أوروبا.

وفي ما يخص المشكلة النووية الإيرانية فإن برجينسكي يرى أن روسيا تتطلع إلى إيجاد حل بناء لهذه المشكلة، لكنها تتوخى حسب قوله المزيد من الصبر ظنا منها أن الإقناع لا الضغط يكفل التوصل إلى نتيجة. ولا يتوقع برجينسكي أن تغير روسيا موقفها من هذه المشكلة.

وحول مستقبل بوتين يقول برجينسكي إنه يظن أن بوتين سيترك منصبه كرئيس للدولة في عام 2008 ويخلفه شخص يمثل النخبة نفسها التي ينتمي إليها بوتين والتي تضم المسؤولين الأمنيين السابقين والأغنياء الجدد، ثم ستتكون النخبة الحاكمة الروسية خلال العقد المقبل من المزيد من الأشخاص ذوي الاتجاهات الغربية بحسب رأي برجينسكي.

ويقول برجينسكي عن المنصب الذي يمكن أن يشغله بوتين بعد أن يترك منصبه كرئيس للدولة إنه يتخيل احتمال أن يصبح بوتين زميلا أو رئيسا أو نائبا لـ"شرودر" (المستشار الألماني السابق، يعمل في قطاع الغاز حاليا).

تسبق كما تري الصحيفه الروسيه فيدوموستي زيارة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الجديدة إلى روسيا سفر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الولايات المتحدة ليلتقي هناك بالرئيس الأمريكي جورج بوش.

وثمة عدة وجهات نظر إزاء محافظة روسيا على علاقات خاصة مع من يصفهم الغرب بالمارقين أمثال حكام فنزويلا وكوريا الشمالية وسورية وكوبا.. ترى إحداها أن بوتين يبدو ديمقراطيًا على خلفية هؤلاء، فالنظام الذي تأخذ به روسيا في المجال الاقتصادي، وهو نظام رأسمالي يخضع لرقابة الدولة، يبدو ورديا بالمقارنة بما يتوجه نحوه تشافيز الذي أعلن توجهه لاعتماد النظام الاشتراكي. ويمكن لشركة "اكسون موبيل" النفطية الأمريكية أن تشعر بالفارق بين فنزويلا وروسيا. فلقد تخلت هذه الشركة وشركة أخرى - كونوكو فيليبس - قبل أيام عن العمل في فنزويلا بعد أن طالبت الحكومة الفنزويلية جميع الشركات النفطية الأجنبية بتسليم حصة لا تقل عن 60% في مشاريعها الفنزويلية إلى شركة النفط الوطنية الفنزويلية.

صحيح أنه ارتسمت في روسيا ملامح للنزاع بين "اكسون موبيل" وشركة "غاز بروم" الروسية حول مشروع يتعلق بإنتاج الغاز - ساخالين 1 - إذ أن الشركة الأمريكية التي تشارك في هذا المشروع اتفقت مع الصين على توريد ما ينتجه المشروع للصين في حين تريد الشركة الروسية الحصول على إنتاج المشروع بأكمله، لكن وعود المستقبل لعمل "اكسون موبيل" في جزيرة ساخالين الروسية تبدو، في أية حال، مشجعة.

ويُعتقد أن زيارة تشافيز لروسيا قبل اللقاء بين بوتين وبوش يتيح لبوتين تحسين سمعته، فهو يؤكد بذلك على استقلال سياسته الخارجية من جهة. ومن جهة أخرى فإن من يستقبلون تشافيز في روسيا استعدوا للنأي بأنفسهم عما قد يوحي بأنهم يتضامنون كل التضامن مع الثوري تشافيز. فقد صوت أغلبية أعضاء مجلس النواب الروسي لصالح عدم الاستماع إلى خطاب الرئيس الفنزويلي في جلسة عامة لكيلا يزعجوا الولايات المتحدة، فيما يبدو.