يمنيون يفاجئون القربي في معهد الدراسات الملكي البريطاني بالاحتلال وتقريرا لمصير

السبت 16 يونيو-حزيران 2007 الساعة 10 مساءً / مأرب برس ـ لندن ـ خاص
عدد القراءات 4869

فوجئ الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية اليمني بعدد من الأسئلة التي خلطت الأوراق على رئيس الدبلوماسية اليمنية من قبل التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج " ، والمنظمة اليمنية لمراقبة حقوق الإنسان يهرو والكاتب والباحث المهندس علي نعمان المصفري ، بعد أن قدم صورة وردية عن الأوضاع في اليمن خلال محاضرة له بعنوان " اليمن من الفشل الى النجاح ) لم تستغرق أكثر من نصف ساعة في المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية في لندن ( تشاتهام هاوس ) .

وتحدث القربي عن الإصلاحات التي تشهدها اليمن منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية سبتمبر الماضي في الجوانب الاقتصادية وتنامي حقوق الإنسان وحرية التعبير ، تم تطرق الى تعاون اليمن مع المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب ، وبعد أن أسهب الدكتور القربي عن ما يجري في اليمن ومحاولته تقديم صورة غير متطابقة عن الواقع ، خاصة في ما يتعلق بحرب صعدة التي قدم القربي اليمن بأنها ضحية لإرهاب الحوثيين الذين يريدون أن تعود اليمن الى مرحلة ما قبل الإسلام ، قاطعته الدكتورة مي يماني ابنة وزير البترول السعودي السابق احمد زكي يماني مسئولة الجزيرة والخليج بـ ( تشاتهام هاوس ) بأن الوقت المحدد له ( نصف ساعة ) قد انتهى ليترك النصف الساعة المتبقية للرد على أسئلة الحاضرين بينهم سياسيين ودبلوماسيين عرب وأجانب وعدد من الصحافيين .

فقد وجه لطفي شطارة رئيس المنظمة اليمنية لمراقبة حقوق الإنسان " يهرو " تساؤلات حول منطق وصف الحوثيين بالإرهابيين في الوقت الذي كان يحي الحوثي عضو في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في حزب الرئيس اليمني ، وكيف يقبل الحزب الحاكم أن يكون من بين أعضاءه أشخاصا يحملون أفكارا لإعادة اليمن إلى ما قبل الإسلام ، ثم تساءل رئيس " يهرو " عن أية إصلاحات يتحدث عنها وزير الخارجية في اليمن في الوقت الذي لا تزال فيه الدولة تواصل انتهاكاتها ضد الصحف والصحفيين واغلاق المواقع الاليكترونية الإخبارية ، وإغلاق الصحف مثل صحيفة الشورى التي لا تزال ممنوعة من الصدور حتى اليوم ، وتهرب القربي من الرد على موضوع الحوثي وقال " هذا السؤال يوجه للحوثي نفسه " ، وفي ما يتعلق بالصحافة فان قانون الإعلام يجري مناقشته قريبا وسيعرض على البرلمان لتنظيم الحرية الإعلامية .

ووقف عبده النقيب مقدما نفسه بالناطق الرسمي للتجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج " وقال " أنا امثل التجمع الذي يطالب بحق تقرير المصير لأبناء الجنوب ، وللأسف الشديد كل ما ذكرته بعيد عن الواقع " وتساءل النقيب كيف تواجهون مسيرات سلمية يقوم بها أبناء الجنوب للمطالبة بتقرير المصير وانتم تواجهونهم برصاص حي ؟ " ، وقال النقيب " ان كل ما قلته ان اليمن قد تجاوزت مرحلة الفشل وحققت تقدم عن ما كان عليه قبل ثلاث سنوات ، في الوقت الذي تشير فيه كل التقارير الدولية بان اليمن تراجعت وبشكل كبير ومنها تقرير منظمة شفافية الشرق الأوسط " ، ورد عليه القربي " أولا أني سعيد بأنك تقدم نفسك وبهذا الوضوح " ولكن القربي تهرب وبشكل واضح في الرد على سؤال الناطق باسم تاج ، وأصيب بالحرج الشديد من طرح علني لقضية الجنوب في معهد يرسم الإستراتيجية السياسية للحكومة البريطانية وبحضور عدد من الدبلوماسيين والإعلاميين البريطانيين .

ثم وجه الباحث والكاتب المهندس علي نعمان المصفري أسئلته للوزير القربي أن الديمقراطية انتكست في اليمن بعد اختلال الميزان السياسي الناجم من جراء نتائج حرب 94 ، وشعور الجنوبيين بأنهم استبعدوا من الحياة السياسية والاقتصادية وأنهم واقعيين ألان تحت الاحتلال بفعل سياسات التي اتبعتها القوى المتنفذة في في استبعاد المدنيين والعسكريين الجنوبيين من أعمالهم ، ونهب وسلب مؤسسات الجنوب ومنها منح جزء كبير من ميناء عدن لشركة متنفذة لمدة 100 سنة وبدون أي مقابل فعن أي إصلاح اقتصادي تتحدث ، وقال المهندس المصفري ان الديمقراطية في اليمن اليوم ليست حقيقية ، ووصفها بأنها ديمقراطية تستخدم كمصطلح يستخدم من قبل القبيلة والحاشية.