آخر الاخبار

ابلغ اجهزة الشرطة عن وجود جثة في منزلة بسيئون تبين انها جثة والده .. تفاصيل الحكومة اليمنية: مليشيا الحوثي تنشر أفكار الكراهية وتحول الأطفال الى أدوات للقتل عبر مراكزها الطائفية بعد المهاوشات الإسرائيلية الإيرانية.. حماس  تدفع الثمن غاليا.. واشنطن تقرر تسليح تل ابيب  بصفقة أسلحة عملاقة اول دولة عربية تزاحم كبريات دول العالم  في صناعة السيارات  وتحقق المرتبة 3 عالميا .. صدرت 700 ألف مركبة سنويا لنحو 70 وجهة عالمية ترامب في أروقة القضاء الأمريكي في مواجهة ممثلة إباحية!. توجيهات ملكية ..السعودية تخفض المخالفات المرورية المتراكمة 50% ما هي دلالات الصمت الإسرائيل والإيران على هجوم أصفهان؟ الاستثمارات الأجنبية في السعودية خلال 2023 تقفز 266 مليار ..خطوات للتحول إلى الاقتصاد غير النفطي. مواطن يمني يقدم شكوى برئيس  مصلحة الهجرة والجوازات الى المفتش العام لووزارة الداخلية.. إسرائيل تشن هجوما محدود النطاق على أصفهان الإيرانية.. تفاصيل العملية

" مأرب برس" تورد " تقرير" يرصد أسباب الخلاف "الليبي السعودي" بعد قرار طرابلس مقاطعة القمة العربية

الإثنين 05 مارس - آذار 2007 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - القاهرة ـ خدمة قدس برس
عدد القراءات 4649

أثار قرار القيادة الليبية بمقاطعة القمة العربية، المزمع عقدها نهاية شهر آذار (مارس) الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، ردود فعل متباينة بين النخب السياسية والفكرية في كلا البلدين، وفي الساحة العربية بشكل عام.

فقد تباينت ردود الفعل بين مؤيد لهذا القرار باعتباره يعكس نفاد صبر القيادة الليبية والشارع العربي من مؤسسة جامعة الدول العربية التي لم تنجز شيئا للعرب، غير تعقيد العلاقات بين دولها، وتكديس القرارات في أدرج قممها المتتالية، وآراء أخرى رأت في مقاطعة القيادة الليبية للقمة العربية، "معزوفة قديمة" أسبابها شخصية وليست سياسية، هدفها وضع المزيد من العراقيل في طريق العمل العربي المشترك.

موقف انفعالي ومزاجي

فقد انتقد الدكتور تركي الحمد، الكاتب والأكاديمي السعودي، قرار القيادة الليبية مقاطعة القمة العربية، ووصفه بأن قرار "غير عقلاني"، وقال في تصريحات خاصة لـ "قدس برس": "الحقيقة إنني أقف مشدوها أمام تصرفات أو قل سلوك العقيد معمر القذافي، وهو سلوك وموقف انفعالي ومزاجي ولا تستطيع أن تجد له سندا منطقيا. ونحن إن كنا قد تعودنا على هذه المواقف التي لا تدخل ضمن سياق الحسابات السياسية، لكننا اليوم لا نفهم حقيقة أسباب اتخاذ مثل هذه المواقف في وقت يحتاج فيه العرب إلى التقارب أكثر فيما بينهم في ظل أجواء عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الدقة والتحديد"، حسب قوله.

وأشار الدكتور تركي الحمد إلى خلفية الصراع "السعودي ـ الليبي"، منذ قمة شرم الشيخ الشهيرة عام 2003، حين حدث عراك بين ولي العهد السعودي آنذاك، والملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز، والعقيد الليبي معمر القذافي، ثم ما تبعه من اتهامات لليبيا، بأنها تقف خلف مؤامرة تستهدف تصفية الملك عبد الله.

قال حمد: "نحن نعرف خلفية هذا العراك إذا جاز التعبير، لكننا اعتقدنا أن تلك صفحة قد طويت وأن صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين قد فتحت. وإذا كانت هنالك تحفظات للعقيد معمر القذافي حول القمة العربية أو على عمل جامعة الدول العربية، فلماذا لا يحضر ويعلنها من داخل القمة، أما الوقوف على الربوة وتوجيه الاتهامات الجاهزة فلن تضيف شيئا إلا المزيد من العراقيل ومن الصعوبات والمشاكل أمام النظام العربي الرسمي، الذي يتعرض لهزات عنيفة".

وأكد الحمد أن القيادة السعودية تعمل بجد لإنجاح القمة العربية، وقال: "لا شك أن القيادة السعودية سوف تبذل قصارى جهدها لإنجاح القمة العربية المقبلة، لأنها تريد أن تساهم في تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج، ولا أعتقد أن القرار الليبي سوف يكون في مصلحة البحث عن الاستقرار، إذ كان من باب العقلانية السياسية أن توطد طرابلس علاقاتها العربية، وليس أن تخرج بعد مرحلة هدوء بمثل هذه المواقف التي لا يمكن وصفها إلا بأنها غير سياسية، ولا عقلانية، ولا تقف وراءه أي مبررات منطقية معقولة"، حسب تعليقه.

مؤسسات غير جادة

لكن رئيس أكاديمية الدراسات العليا في العاصمة الليبية طرابلس، الدكتور صالح إبراهيم، استهجن هذه التأويلات والتفسيرات واعتبرها من قبيل "تجاهل الواقع والحيثيات التي أدت بالقيادة الليبية إلى اتخاذ مثل هذا القرار".

وقال إبراهيم في تصريحات خاصة لـ "قدس برس": "ليس صحيحا أن الموقف الليبي غير سياسي أو أنه غير منطقي أو انفعالي كما يزعم البعض، فليبيا قدمت برامج متعددة لجامعة الدول العربية، وللمصالحة العربية وللاتحاد العربي ولحل مشكلة الصراع في الشرق الأوسط، لكن كل هذه المبادرات الليبية تواجه بالتجاهل، لهذا فالموقف الليبي ليس شخصيا على الإطلاق"، على حد تأكيده.

ولفت إبراهيم، الانتباه إلى خيبة الأمل الليبية من مؤسسات العمل العربي المشترك ومن جامعة الدول العربية على وجه الدقة والتحديد، وقال: "جامعة الدول العربية ليست جادة على الإطلاق في كل ما تطرحه من قضايا، فمثلا الاتحاد الأوروبي يتحالف ضد قضية الممرضات البلغاريات المتهمات بقتل الأطفال الليبيين، ونقل مرض الأيدز إليهم، ويهدد بمقاطعة ليبيا إن هي نفذت قرار القضاء الليبي الصادر عن محاكم قضائية شفافة بشهادة العالم كله، بينما جامعة الدول العربية لا تكاد تنبس ببنت شفة ولم تقل كلمة واحدة".

وأشار الدكتور صالح إبراهيم إلى ما أثاره وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم من أن أجندة جامعة الدول العربية "تحددها جهات بعينها، وليس عبر التشاور بين كافة أعضاء جامعة الدول العربية"، وقال: "جامعة الدول العربية تؤكد يوما بعد آخر أنها غير جادة في مشاريعها، وأن أجندتها يصوغها آخرون، وأن السلاح النووي الإيراني يصبح أخطر من السلاح النووي الإسرائيلي، وهناك دول محورية قليلة العدد هي التي تحدد توجهات جامعة الدول العربية، وليس لبقية الدول إلا المشاركة الصورية. لهذا كان الموقف الليبي بمثابة التنبيه على أن هذه القمم لا تزيد الأمور إلا تفاقما، وأن الآليات القديمة في تحديد أولويات جامعة الدول العربية لم تعد تصلح لإدارة العلاقات العربية ـ العربية".

موقف إعلامي

ورفض تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة /الرياض/ الأسبوعية، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، ما وصفها بـ "المبررات الليبية"، واعتبرها بعيدة عن الموضوع أصلا، وقال: "موقف المقاطعة الليبية للقمة العربية ليس غريبا عن طرائف العقيد الليبي، وهي من خصوصيات تصرفاته، وهي تصرفات ليس لها أي هدف سياسي على الإطلاق، وإنما للشوشرة الإعلامية لا أكثر ولا أقل، وإلا فإن كل دولة عربية ليست ملزمة ليست ملزمة بموقف يتم فرضه عليها بقوة الأمر الواقع، وبإمكان ليبيا لو أرادت أن تتحفظ على أي موقف تريد".

واعتبر السديري أن امكانيات العالم العربي السياسية لا تؤهله اليوم لمواجهة قضايا تفصيلية تخص كل بلد، وقال: "العالم العربي ضعيف ويحتاج إلى مواجهة قضاياه الوجودية الرئيسة، ثم بعدها بإمكانه أن يعالج باقي القضايا الخاصة بكل بلد على حدة. أما أن هذه القمة تعتبر أن خطر السلاح النووي الإيراني أكثر خطرا من السلاح النووي الإسرائيلي، وأن الهدف من القمة هو إيجاد التغطية السياسية لضرب إيران، فتلك فرية لا أساس لها من الصحة في شيء، لأن إيران تظل دولة جار وتظل دولة إسلامية، وأن العمل يجري لتبديل العداوة بالصداقة وتبديل التباعد بالتقارب"، حسب رأيه