المرجع الشيعي فضل الله يدعو إلى إحترام الصحابة

الأحد 25 فبراير-شباط 2007 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 4167

دعا المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله علماء المسلمين جميعاً، ولا سيما علماء المسلمين الشيعة، بأن يثقفوا قاعدتهم الشعبية باحترام صحابة رسول الله، وأن يعملوا على أساس دراسة الاختلاف الذي حدث بين الصحابة، وأن يقدموه في دراسة علمية موضوعية، وأن لا يتحركوا بالطريقة السلبية، لأن هذا يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى واقع العلاقة بين المسلمين والوحدة بينهم..

وأكد فضل الله في الحوار الصحفي الذي أجراه مع صحيفة "المدينة" السعودية إنه لا يجوز تحت أي اعتبار من الاعتبارات، سبّ الصحابة أو الإساءة إليهم ، لأنهم عاشوا مع رسول الله(ص) وعملوا معه وجاهدوا معه، ويجب التعامل معهم كما تعامل الإمام علي، واستشهد برسالة الإمام علي إلى أهل مصر والموثقة في كتاب "نهج البلاغة".

وطالب المرجع الشيعي المسلمين كافة بنبذ التكفير المتبادل لأنه"ليس لمسلم أن يكفر مسلم"، ودعا علماء المذاهب الإسلامية للدخول في حوار حول هذا الموضوع بطريقة اتمكن من التعريف بدقة خطوط الإيمان خطوط الكفر.

وعزا فضل الله تفاقم المشكلة بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي إلى ما أسماه ب "الخطة الاستكبارية "التي تقودها أمريكا ويقودها الكثيرون ممن يتحركون في الخط الأمريكي من الغربيين وغير الغربيين.مضيفا أن عملية إثارة السلبيات بين السنة والشيعة"خطة تعمل على محاولة تحريك فريق من الشيعة، لينطلقوا بما يثير فريق السنة، أو يتحرك بعض السنة بما يثير فريق الشيعة، حتى تصل القضية كما نلاحظه في العراق، إلى أن السني يستحل قتل الشيعي، والشيعي يستحلُّ قتل السني، وهذا ما صرَّح به القائمون على شؤون القاعدة، والتي اعتبرت أن هناك عدوَّين في العراق، هم الشيعة والأمريكيون".

وأنكر فضل الله وجود أي مرجعية شيعية تفتي بحلية دم مسلم غبر شيعي. وقال في هذا السياق أن الدكتور محمد سليم العوّا أخبره بأنه بصدد طلب توقيعات مراجع النجف الأربعة الحاليين في حرمة قتل المسلم السني في العراق كما هي حرمة قتل المسلم الشيعي.

كما ذكر فضل الله بأن مرجعيات النجف الأشرف و مرجعيات إيران، أيَّدت ودعمت مؤتمر مكة الذي التقى فيه علماء المسلمين عند بيت الله الحرام، وأصدروا بياناً بحرمة قتل المسلم للمسلم لمجرد الاختلاف المذهبي.

وقلل فضل الله من قضية التشييع وقال أنها لم تصل إلى مستوى الظاهرة، وقال:" لقد استمعت إلى هذا الكلام من شخصيات نحترمها، تحدثوا عن وجود حملة تشييع في سوريا تدفع فيها الأموال، أو في الجزائر أو في السودان أو في مصر، ونحن لا نجد لهذه المسألة أساساً على مستوى الظاهرة، ربما نجد هناك حالات فردية يُقنع فيها شيعي سنياً بالتشيّع، كما يقنع فيها سني شيعياً بالتسنّن. لذلك نحن نقول إنه ليست هناك أية خطة في هذا المجال".

وتأسف فضل الله لإثارة "بعض العلماء الكبار" الذين قال بأنه يحترم موقعهم، وعاب عليهم "عدم دقتهم في القضايا في الواقع الموجود في العالم الإسلامي، و "أخدهم بما يسمعون من دون تحقق".

وشدد فضل الله على أنه ليس من مهام أو مسؤولية الشيعة في هذه المرحلة أن يدخلوا السنة في التشيّع، وليست مسؤولية السنّة في هذه المرحلة أن يدخلوا الشيعة في التسنن، معتبرا أن التحدّي الكبير للمسلمين هو مواجهة الحالات التي تهاجم الإسلام في عقيدته وثقافته، ومواجهة الحملة التي تشنّ ضد رسول الله(ص) أو ضد الإسلام في الغرب بشكل هستيري.

وأكد فضل الله أنه ليس للشيعة في أي بلد يعيشون فيه، أي مشروع خاص يتمثل في "دولة شيعية أو في غيتو شيعي"، وقال أن الشيعة في كل البلدان التي يعيشون فيها، سواء في العراق أو في الخليج أو في لبنان، يريدون أن يكونوا مواطنين متساوين مع بقية المواطنين الآخرين في الحقوق وفي الواجبات، بدون أن يتعرضوا للاضطهاد الديني أو الحقوقي في أي من بلدانهم، وأنهم يريدون أن ينفتحوا على مواطنيهم على أساس المواطنة، بحيث تكون المواطنة هي الأساس في الحقوق وفي الواجبات.