إستخباراتيون أميركيون: الحرب مع ايران وشيكة

الخميس 22 فبراير-شباط 2007 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 4093

وصف عدد من مسؤولي المخابرات المركزية الاميركية السابقين احتمال توجيه ضربة اميركية عسكرية الى ايران بانه " بات الآن احتمالا مؤكدا". وقال المسؤلون لمجلة "هاربرز" الاميركية ان عناصر ضرب ايران تتجمع بسرعة وان السيناريو الاكثر احتمالا لنشوبها هو استفزاز الايرانيين للتحرش بالقوات الاميركية في الخليج او انتظار حدوث عملية كبيرة ضد القوات الاميركية في العراق يسقط ضحيتها عدد كبير من الجنود ويمكن نسبتها الى ايران على نحو او آخر.

وقالت المجلة في عددها الصادر في منتصف شباط / فبراير ان اثنين من المسؤولين السابقين الاربعة الذين تحدثوا اليها رفضوا نشر اسمائهم. وكان المدير الاسبق لمحطة الوكالة في باكستان ميلت بيردن واحدا ممن تحدثوا الى " هاربرز ". ويذكر ان بيردن شارك في اجراء اتصالات غير رسمية بعدد من الاحزاب السياسية - الدينية الشرق اوسطية التي لا تستطيع الادارة الحوار معها لاسباب سياسية او قانونية.

وقال بيردن "يجب على الاميركيين التهيؤ ليوم يستيقظون فيه صباحا ليجدوا اننا اعلنا الحرب على ايران.

واضاف مدير محطة باكستان الاسبق ان اصرار الادارة على تركيز الاضواء على ما تصفه بتورط ايران في امداد عناصر عراقية مسلحة بمتفجرات متطورة لقتل الجنود الاميركيين " هو بدء لوضع لائحة اتهام تبرر لاحقا ضرب ايران بدعوى حماية جنودنا في العراق".

وكانت تقارير اميركية قد فسرت قرار الحكومة البريطانية ببدء سحب اجزاء من قواتها في جنوب العراق بأنه محاولة للابتعاد عسكريا بقدر الامكان عن ضربة تراها لندن مقبلة توجهها واشنطن الى مواقع عسكرية واقتصادية ايرانية مهمة. فضلا عن ذلك فان تقارير اخرى اشارت الى تفصيلات نسبتها الى خطة وضعها البنتاغون لانجاز هذه الضربة. ونقل عن وزارة الدفاع الاميركية اعطاء اوامر لحاملة طائرات ثالثة كي تستعد للابحار الى الخليج هذا الصيف.

وقال مسؤول سابق آخر في الوكالة ل"هاربرز" انه عمل في منطقة الخليج حتى العام 2003 وانه يعتقد ان قيادات القوات المسلحة الاميركية تقاوم بثبات اتجاه الادارة لشن الحرب ضد ايران. ويذكر ان رئيس الاركان الاميركي رفض الموافقة على مزاعم الادارة حول وجود دور ايراني في امداد المسلحين العراقيين بمتفجرات متطورة لقتل الجنود الاميركيين.

وقال هذا المسؤول السابق للمجلة " رغم ذلك فان الادارة تزيد من احتمالات حدوث مواجهة شاملة بسبب احتكاك عارض في الخليج ". واضاف " يمكن ان تنشب الحرب عن طريق الخطاء فالناس لا يدركون مدى ضيق وصغر الخليج في مناطق كثيرة وهناك شباب لا تتجاوز اعمارهم التاسعة عشر يقفون على الجانبين خلف رشاشات ثقيلة..ان كل هذا يشكل معادلة لوقوع حادث يمكن ان يتصاعد بسرعة خارجا من نطاق التحكم".

وتحدث الى " هاربرز " ايضا فرانك آندرسون الذي سبق ان عمل في محطة للوكالة - لم يسمها - في الشرق الاوسط عارضا اسباب اعتقاده بان الولايات المتحدة تستعد لمواجهة تبدو محسومة في نظره مع ايران . وقال آندرسون ان " هناك اقلية كبيرة من المسؤولين في ادارة الرئيس بوش مصممة على ضرب ايران وقد تسلحت لذلك باستفزازات لا حصر لها يقدمها رئيس ايراني يحمل قناعات جذرية معادية بشكل غير متقن للاميركيين".

وقال أندرسون انه لا تزال هناك اسباب تقيد انفاع الجانبين الى الحرب وانه لا يراهن حتى الآن على نشوبها وان كان ليس بثقة كبيرة.

وقال مسؤول رابع عرفته المجلة بانه يحمل دراية واسعة بالشرق الاوسط ان التخطيط للحرب يجري على قدم وساق واضاف " الا ان الحرب لن تبدأ فورا اذ تسعى الادارة لمحاصرة ايران على نحو لصيق آملة في ان يرتكب الايرانيون خطأ عسكريا يبرر الضربة وذلك بعد الثمن الذي تكبدته بسبب اتهامها بانها شنت الحرب في العراق اختيارا ..وفي هذه الحالة يجب ان يبدو الامر وكأنه اضرار للرد على عمل عسكري ايراني".