ثمنت الحكومة الفلسطينية المستقيلة التي تقودها حركة " حماس" على لسان ناطقها د . غازي حمد مواقف بعض أطراف اللجنة الرباعية الدولية الداعية للتعامل بشكل واضح مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، مضيفا أن اتفاق مكة شكل قفزة جوهرية في الساحة الفلسطينية من حيث توحد الفلسطينيين في برنامج سياسي وطني يمكن أن يبني عليه الشيء الكثير في وضع حد للمعاناة وفي إيجاد حالة من الاستقرار في المنطقة, وفي نشكيل حكومة وحدة وطنية تعزز من تمسك الفلسطينيين بحقوقهم المشروعة و على رأسها إنهاء الاحتلال و إقامة الدولة المستقلة .

وعبرت الحكومة الفلسطينية عن اهتمام بالغ لما صدر عن اللجنة الرباعية خلال اجتماعها يوم أمس الأربعاء والمنعقد في برلين، مؤكدة أن هناك تغيرا طرأ على موقف الرباعية يمكن أن يفتح الباب أمام آفاق ايجابية للتعاون ..

 ودعا الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في بيان " تلقت مأرب برس نسخة عنه " دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة فك الحصار وإنهاء المعاناة عن الشعب الفلسطيني ودعم حكومة الوحدة الوطنية .

 وقال الناطق باسم الحكومة : إن تأييد الرباعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية واستبعاد لغة المقاطعة و فرض الحصار وإبقاء الباب مفتوحا أمام إمكانية خطوات مستقبلية بعد تشكيل الحكومة يعتبر تطورا في موقف الرباعية نأمل أن يصل إلى مرحلة التعاون الكامل..

وأضاف د . حمد :" أن الرباعية يجب أن تدرك بان إسرائيل هي التي تتنكر من طرفها لكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، فهي التي ترفض الإقرار بحدود عام 67 كحدود للدولة الفلسطينية وترفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وتصر على رفض القبول بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية ، وتمارس الاعتداءات على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس ؛ كما أنها ترفض الإقرار بإخلاء كافة المستوطنات من الضفة الغربية, إضافة إلى الأعمال العدوانية التي تمارس ضد ابنا شعبنا بشكل يومي بما فيها القتل و الاغتيالات و عدم البيوت و هدم المنازل .

وكان أعضاء اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط ،قد شددوا أمس الأربعاء على عزمهم السعي لايجاد حل دائم للسلام في منطقة الشرق الأوسط، كما قررت اللجنة الاجتماع قريباً في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة" بان كي مون " عقب ختام الاجتماع : تم الاتفاق على التخطيط للقاء قريباً في المنطقة ، مضيفا : أكدت اللجنة الرباعية مجددا إعلان دعمها لحكومة فلسطينية تلتزم بشروط الرباعية "بالتخلي عن العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات الموقعة سابقاً بما فيها خارطة الطريق وشجعت التقدم في هذا الاتجاه ..

وأعربت روسيا عن أملها في أن تدعم الرباعية الاتفاق الفلسطيني حول تشكيل حكومة فلسطينية جديدة .. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة (روسيسكايا غازيتا) : آمل أن تعلن اللجنة الرباعية تأييدها لرفع القيود الاقتصادية والمالية التي تفرضها إسرائيل .. وتابع " هذا ما سوف يكون عليه موقف روسيا والاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة ".

من ناحيتها أعربت وزيرة خارجية الولايات المتحدة " كوندوليزا رايس " عن أمل اللجنة في تشكيل حكومة فلسطينية.. مشددة على ضرورة الحفاظ على المبادئ التي أقرتها اللجنة الرباعية عام 2003 ومنها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والقبول بالاتفاقات الموقّعة في السابق بين إسرائيل والفلسطينيين.

وكان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المستقيلة، د.غازي حمد قد أكد في وقت سابق أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي بدأت المشاورات بشأن تشكيلها على استعداد لفتح حوار مع الإدارة الأمريكية.وقال د.حمد: المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية أن تغير من مواقفها بشكل كلي وتتعامل بإيجابية مع حكومة الوحدة الوطنية، ونحن على استعداد أن نفتح حوارا بيننا..وأضاف أن الموقف الأمريكي لم يتغير وأن هناك أحيانا بعض الغموض الذي طرأ بعد البدء بتشكيل حكومة الوحدة، وأعتقد هذا سيخلق حالة من التعقيد في المنطقة.

وأشار الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المستقيلة إلى أنه إذا أصرت أمريكا على السير في السياسة السابقة نفسها والأخطاء السابقة نفسها فمعنى ذلك أنها ستقف في معاداة الشعب الفلسطيني بشكل عام وخصوصا بعد الاتفاق الذي تم بين حركتي فتح وحماس في مكة المكرمة حول تشكيل حكومة الوحدة؛ أن اتفاق مكة هو اتفاق واسع ومرن وفيه رؤية سياسية واضحة ويعطي مجالا كبيرا للتحرك السياسي.

وقال د.حمد: إن القضية الآن ليست قضية حماس ولا قضية فصيل بقدر ما هي قضية الشعب الفلسطيني. مؤكدا على ضرورة أن تغير الولايات المتحدة من مواقفها (وتتعامل بإيجابية) مع هذه الحكومة، وقال حمد: نحن على استعداد أن نفتح حوارا بيننا وبينهم.. وتابع: إذا كان الطرح الأمريكي سيبقى على حاله أعتقد أنه سيكون هناك فشل كبير وسنكون في الدوامة نفسها والنفق المظلم نفسه الذي أمضينا فيه 12 عاما منذ توقيع اتفاق أوسلو؛ مضيفا: أن على الإدارة الأمريكية أن تعترف بأن هناك احتلالا يجب أن يزال وهناك قضية للاجئين الفلسطينيين.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد قالت خلال جولتها في الأراضي الفلسطينية إنها تنتظر تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة قبل أن تدلي برأيها .

بلير لـ عباس : من الممكن إحراز تقدم في الشرق الأوسط مع مسئولين كبار من حماس

في غضون ذلك ، قال رئيس الوزراء البريطاني" توني بلير " يوم أمس الأربعاء عقب اجتماعه بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس الذي يزور بريطانيا:إن من الممكن إحراز تقدم في الشرق الأوسط مع مسئولين كبار من حركة حماس.

 ويسعى عباس من خلال زيارته للندن إلى كسب تأييد بريطانيا للاعتراف وقبول حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وقال عباس في مؤتمر صحفي عقب المحادثات مع بلير قبل أن ينتقل إلى برلين إلى برلين لإجراء محادثات مع المستشارة الألمانية " انجيلا ميركل ، قال : "إننا ملتزمون بعملية السلام .. ونأمل أن تتشكل حكومة الوحدة الوطنية قريبا ونأمل أن يقف المجتمع الدولي إلى جانبنا.

من ناحيته قال بلير في كلمة أمام البرلمان البريطاني : "التعامل مع الوضع في فلسطين أيسر بكثير في حال وجود حكومة وحدة وطنية ... آمل أن نتمكن من إحراز تقدم.. بما في ذلك حتى مع المسئولين الكبار في حماس.

 أولمرت حماس تشكل 50 في المائة من الشعب الفلسطيني 

 وأبدى يوم أمس الأربعاء رئيس الوزراء الصهيوني ، أيهود أولمرت ، موافقة مبطنة للتفاوض مع حركة " حماس" ..

 وأعرب أولمرت في مؤتمر صحفي مع المراسلين الأجانب في مدينة القدس عن استعداده لحوار من وصفهم بالأعداء وقال : " إلا أن حماس هي من يرفض الحوار والاعتراف بإسرائيل ..

وقال أولمرت أيضا" أنا لا اتفق مع موقف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل وهذا أمر مزعج جدا إذ لا يعقل أن شخصا يمثل ما يقارب الـ50 في المائة من الشعب الفلسطيني يرفض الحوار معنا ويرفض إقامة سلام مع إسرائيل" .