منظمات صهيونية تقوم بحملة إعلامية واسعة لربط الجمهور الإسرائيلي بقضية بناء الهيكل المزعوم ووجوب التعجيل لإقامته

السبت 10 فبراير-شباط 2007 الساعة 07 مساءً / مأرب برس/ القدس المحتله/ رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3791

تزامنا مع قيام جرافات المؤسسة الصهيونية بهدم طريق باب المغاربة بهدف الوصول إلى هدم غرفتين من المسجد الأقصى المبارك ملاصقتين للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك تهدد إزالتهما أساسات الأقصى؛ ادعى بروفيسور وباحث إسرائيلي في مركز الآثار التابع للجامعة العبرية اكتشاف أدلة أثرية تشير بوضوح إلى مكان الهيكل اليهودي المزعوم الذي يقع حسب رأيه شرق المكان الذي كان يعتقده الباحثون ويتجه جنوبه بعيدا عن حائط البراق " المبكى ".. وزعم الباحث " يوسف بتريخ " بالقول : "" كان موضوع وجود الهيكل مكان المسجد الأقصى حتى الآن مجرد تخمين أما الآن وبعد الاكتشافات الجديدة فان مكانه أصبح في حكم المؤكد تماما مكان المسجد الأقصى "..!!

وكانت مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية، قد أكدت في بيان لها حصلت " مأرب برس " على نسخة منه أن جرافات المؤسسة الإسرائيلية تواصل منذ يوم الثلاثاء الماضي هدمها لطريق باب المغاربة بهدف الوصول إلى هدم غرفتين من المسجد الأقصى المبارك ملاصقتين للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك.

وأشارت المؤسسة أن عملية الهدم تجري بوتيرة أقوى منذ يوم الثلاثاء "6/2"، حيث تقوم جرافتان كبيرتان بمواصلة الهدم لليوم الثاني على التوالي بالإضافة إلى شاحنة كبيرة لنقل الأتربة والأحجار الأثرية من تاريخ الإسلام العريق في منطقة باب وحي المغاربة .

وبعد أن جرفت تلا صغيرا رغم احتجاجات الفلسطينيين بدأت هيئة الآثار الإسرائيلية أعمال تنقيب عن الآثار في الموقع يتوقع أن تستغرق عدة اشهر قبل وضع أسس تدعيم جسر يؤدي إلى باب المغاربة احد مداخل باحة الحرم القدسي.. وحسب إدارة الوقف الإسلامي فإن قاعتين تحت الأرض تابعتين للمسجد تقعان تحت التل الذي تهدد إزالته أساسات الأقصى .

وواصل الباحث الصهيوني مزاعمه قائلا : " الاكتشافات الجديدة عبارة عن بئر ماء قديم جدا تم اكتشافه تحت الساحة العلوية للمسجد الأقصى بالقرب من زاويتها الجنوبية الشرقية ويشكل حسب رأيه إشارة واضحة عن مكان المذبح المقدس ""!! مدعيا : " أن قبة الصخرة المشرفة التي بنيت في القرن السابع للميلاد تقع خارج حدود المعبد اليهودي الذي حدده بأسفل الساحة العلوية للمسجد الأقصى.

بناء مخطط جديد للهيكل المزعوم

وفي هذا السياق ، أكدت مؤسسة الأقصى للإعمار المقدسات الاسلامية أن منظمات إسرائيلية تواصل مساعيها الحثيثة لبناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، وتستعمل أساليب شتى لتعجيل بناء الهيكل المزعوم وتشكيل وعي جماعي إسرائيلي من شأنه التسريع ببناء الهيكل المزعوم ، وحذّرت مؤسسة الأقصى من أبعاد الأهداف التي تسعى اليها جهات إسرائيلية من بناء نموذج ضخم للهيكل في كريات شمونة أعلن عنه مؤخرا بتكلفة ملايين الدولارات ، فيما اعتبر مركز الدراسات المعاصرة أن المشروع هو بمثابة رسالة إلى العالم الاسلامي أن المؤسسة الإسرائيلية جادة في بناء الهيكل الثالث عما قريب .

وكانت مؤسسة الأقصى عممت يوم السابع من كانون أول / ديسمبر من العام 2005م بيانا أكدت فيه وحذرت من مواصلة المنظمات الإسرائيلية مساعيها لبناء الهيكل الثالث المزعوم وجاء فيه :" يؤكد الإعلان الذي نشرته مصادر إسرائيلية من نية جهات إسرائيلية بناء نموذج ضخم للهيكل على أرض كريات شمونة – التي أقيمت على أنقاض قرية الخالصة عام النكبة سنة 1948- وبتكلفة ملايين الدولارات ضمن مشروع لبناء متنزه توراتي ، أن المنظمات الإسرائيلية تسعى بكل طريق ووسيلة إلى تسريع بناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، وأنه لا شك أن لمثل إقامة مثل هذا النموذج للهيكل والشروحات التي ستلازم كل زائر للمكان تهدف فيما تهدف اليه إلى تجديد ايجاد إجماع إسرائيلي لأهمية التسريع في بناء الهيكل المزعوم ", وأضاف بيان المؤسسة : " إننا إذ نحذر من الأهداف من وراء بناء هذا النموذج للهيكل فإننا نؤكد أن المنظمات الإسرائيلية المختلفة تواصل مساعيها وبطرق شتى لبناء الهيكل ، ولا يتوقف الأمر عند الإعلان عن بناء هذا النموذج ، بل إن هناك منظمات تقوم بحملة إعلامية واسعة لربط الجمهور الإسرائيلي بقضية بناء الهيكل ووجوب التعجيل لإقامة الهيكل الثالث المزعوم ، ولعلّ ما يعرضه ما يسمّى بمركز جبل الهيكل " מרכז הר הבית " ، من خدمات وتسهيلات ونشاطات للجمهور اليهودي فيما يخص ارتباطه بالهيكل المزعوم لإشارة واضحة لما نقول ، كما أنّ التركيز في الآونة الأخيرة من قبل منظمات إسرائيلية وادعائها المزعوم باكتشاف آثار تعود إلى فترة الهيكل الأول والثاني يثير الانتباه إلى أن هذه المنظمات ما زالت تواصل مساعيها إلى جعل التسريع ببناء الهيكل على سلم الأولويات الإسرائيلي ، ناهيك عن حملات "غسيل المخ" التي تقوم بها هذه المنظمات من خلال ترتيب عشرات الاقتحامات للمسجد الأقصى لمجموعات شبابية يهودية وأخرى أجنبية يتمّ من خلالها إقناع هذا المجموعات بأهمية ووجوب التعجيل ببناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى ".

ونشرت مؤخرا صحيفة هآرتس الإسرائيلية خبراً مفاده أن جمعية يهودية تدعى " بناة الهيكل " أعدت مخططاً جديدا لبناء الهيكل الثالث المزعوم وقالت صحيفة هآرتس :" إنه في سنة 1987 أقام د.داموس أورقان " ورفاق له جمعية "بناة الهيكل "، وهي جمعية مقربة من حزب الليكود ، هذه الجمعية تعتقد أنه ليس من الواقعية في الظروف الحالية بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى لذلك قاموا بإعداد مخطط جديد لبناء الهيكل يختلف عن المخطط الذي أعدته المنظمة " المدعوة " بمنظمة أمناء جبل الهيكل ، والتي تؤمن بإزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث فوقه " .

وأفادت صحيفة هآرتس أن المخطط التي تعرضه جمعية بناة الهيكل يتلخص ببناء منصة / سقف واسع يبنى على ارض ساحة البراق ( فوق حارة المغاربة التي هدمتها بعد الاحتلال الاسرائيلي عام 1967) يرتكز على عشرة أعمدة مرتفعة كرمز للوصايا العشر ، وفوق هذه المنصة العالية يبنى الهيكل الثالث " المزعوم " .

وأضافت "هآرتس " ، ولكي يأخذ هذا الهيكل المذكور "قدسية" فإن معدي المخطط الجديد يقترحون حفر نفق يمتد من وسط المنصة المذكورة الى داخل الحرم القدسي قريبا من قبة الصخرة وبواسطة هذا النفق تنتقل القدسية من داخل الحرم الى الهيكل المذكور -على حد قولهم- ".

وعقبت مؤسسة الأقصى على هذا المخطط الجديد بالقول :" هذا المخطط الجديد / القديم وأمثاله إنما يؤكد للقاصي والداني ان هناك اجماعا قوميا اسرائيليا حول ما يدعى " الهيكل الثالث"، مما يدل دلالة واضحة ان المسجد الأقصى يتهدده الخطر اليومي من قبل مجموعات يهودية قد تقوم بالاعتداء على المسجد الأقصى لتحقيق هوسهم بناء الهيكل الثالث المزعوم الذي باتوا يظهرونه يوما بعد يوم، في ظل دعم رسمي من المؤسسة الإسرائيلية مما يوجب علينا التنبه والاستيقاظ لهذه المخططات التي تهدد بشكل كبير مستقبل المسجد الأقصى المبارك" .

وطالبت مؤسسة الأقصى في بيان لها :" المؤسسات الفلسطينية والعربية والاسلامية الفاعلة والعالمة بأحوال المسجد الأقصى بالقيام بحملات توعية واعلامية لما يحاك ضد المسجد الأقصى ، وتقديم الشروح اللازمة والتبيان بشكل واضح واجب الأمة تجاه المسجد الأقصى في ظل تصاعد الأخطار المحدقة به" .

اقتحام الأقصى

واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني يوم أمس الجمعة " 9 /2" مدججة بالسلاح باحات المسجد الأقصى المبارك، بعد صلاة الجمعة، وسط اطلاق نار كثيف على المصلين ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 10 شبان، من بينهم رئيس سدنة حرس الحرم محمد إسماعيل ابو ترك، واعتقال عدد آخر، كما وأصيب شرطي إسرائيلي جراء إلقاء الحجارة عليه من قبل الشبان الفلسطينيين في باحات المسجد، واغلقت قوات الاحتلال كافة أبواب الحرم القدسي الشريف.

ووفقا للمصادر في القدس المحتلة منعت سلطات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف الفلسطينية إلى ساحات المسجد لعلاج المصلين المصابين.

وشهدت باحات المسجد الاقصى، تواجدا مكثفا لجنود الاحتلال وأطلقوا الاعيرة الحية والغازية وقنابل الصوت على المصلين، بعد أن أغلقوا بوابات الحرم القدسي الشريف، وفصلوا الكهرباء عن سماعات المسجد الأقصى.

 وحسب عيادات المسجد الأقصى فان أكثر من 80 مصابا جرى تقديم الإسعاف الأولي لهم خلال إطلاق النار والغاز المسيل للدموع على المصلين داخل الحرم القدسي .

وقالت الشرطة الإسرائيلية : إن أكثر من 15 شرطيا أصيبوا بجراح جراء رشقهم بالحجارة داخل الحرم القدسي ومحيطه.

وجاء ذلك في ظل استمرار أعمال الهدم والتجريف من قبل سلطات الاحتلال في منطقة باب المغاربة، الملاصقة للمسجد الأقصى بالقدس، لليوم الثالث على التوالي، حيث فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي، صباح أمس الجمعة، حصارا على مدينة القدس بشكل عام، والبلدة القديمة في المدينة بشكل خاص، ووضعت قيودا مشددة على حركة المواطنين من والى القدس.

وعزلت قوات الاحتلال البلدة القديمة بالقدس بالكامل عن محيطها، كما فرضت حصارا على أحياء باب العمود، وسلوان، والطور، وحي الشيخ جراح ، واغلقت كافة بوابات البلدة القديمة والشوارع منها شارع صلاح الدين، والشيخ جراح بالكامل، ونصبت العديد من الحواجز في الشوارع المؤدية للقدس.

ولم تسمح سلطات الاحتلال إلا للمواطنين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 45 عاما بعبور هذه الأحياء في البلدة القديمة، فيما منعت أهالي الضفة الغربية وحملة التصاريح من دخول القدس لأداة صلاة الجمعة..!!