في الفتن والحروب الأهلية لا يوجد منتصر وخاسر ، فالمنتصر خاسر كونه يقتل أخاه وبالنتيجة يقتل الوطن حاضره ومستقبله ويؤسس للأحقاد والضغائن

الخميس 01 فبراير-شباط 2007 الساعة 10 صباحاً / فلسطين / غزه / مأرب برس / خاص / رندة عود الطيب
عدد القراءات 3643

من على شرفة عمارة جاسر الأغا ، وقف الشيخ إحسان ابراهيم عاشور ، مفتى محافظة خان يونس ينظر إلى جنازة مواطن فلسطيني قٌتل برصاص الفتنة في الاشتباكات التي دارت في الأيام الأخيرة بين حركتي فتح وحماس ، ويتفطر قلب الرجل على هذا المشهد ، وحاورت " مأرب برس " في عجالة مفتي محافظة خان يونس حول ما يدور على الساحة الفلسطينية .

يقول مفتي المحافظة التي تقع جنوب قطاع غزة : إن الرئاسة والحكومة للشعب وان فتح للشعب وان حماس للشعب وكل الفصائل أيضا للشعب فهل اصطف المجتمع صفا واحدا ويدا واحدة وقلبا واحدا لتكون الرئاسة والحكومة وفتح وحماس وكل الفصل ملكا للشعب الفلسطيني يعملون من أجل أن يحافظوا على مصالح الشعب العليا والسامية .. الدم .. الأمن .. الاستقرار .. الحب .. مقاومة المحتل ، فأين نحن من هذه المعاني .. أم أن المسلم في أرض فلسطين يراد أن يسلب أمنه وأمانه حتى يصفوا ويخلوا الجو للاحتلال الصهيوني ولأمريكا ليفعلوا ما يحلو لهم بالعالم الإسلامي ، وأوله الشعب الفلسطيني ....

وأضاف مفتي محافظة خان يونس : لقد سمعنا بدعوة العاهل السعودي ، الملك عبد الله بن عبد العزيز للقادة الفلسطينيين للاجتماع في مكة المكرمة لوقف نزيف الدم الفلسطيني ، وهذه لفته أخلاقية وخطوة طيبة من أجل حقن دماء الفلسطينيين نسأل الله تعالى أن تكلل بالتوفيق والسداد لوضع حد فاصل ونهائي لكل ما يرى على الساحة من مخالفات لشرع الله ودينه تبارك وتعالى .. ممنوع أن تتاح الفرصة لأي عابث بالدم الفلسطيني الذي هو خط احمر ..

وتابع مفتي خان يونس : آمل من الله تبارك وتعالى أن يكون لهذه الدعوة الأثر الطيب على أرض الواقع لكن بد من توافر شرطين هما : 

الأول : صدق النوايا لجميع الأطراف لا أن نجلس من أجل أن نتحاور فقط ، لكن يجب أن تكون النية الصادقة لدلى جميع الأطراف وألا نخرج ولا نغادر مكة إلا باتفاق ..

الثاني : لا بد أن تكون هناك الضمانات التي تكفل وتحفظ أي اتفاق يتم التوقيع عليه ، لأن الاتفاق الذي يوقع عليه يبقى حبرا على ورق ما لم توجد الضمانات الكافية التي تضمن تنفيذه ، أن نوقع اتفاقا ثم أن نسمح للعابثين أن يعبثوا وأن نعتذر بأعذار واهية فليس هذه بكلمة المسلم الصادق الذي يحافظ على عهده ووعده ، فإن من شيمة المنافقين أنهم إذا وعدوا أخلفوا وإذا عاهدوا خانوا نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يكون المتحاورين الفلسطينيين من هذا النوع ، وأن يكونوا من الصادقين الذين يقدمون المصلحة العليا للشعب الفلسطيني المسلم على المصلحة الخاصة الحزبية ..

ويؤكد المفتي الفلسطيني أنه على أي طرف يتدخل في الصلح بين الفلسطينيين لا بد أن يبذل جهده ويضغط على جميع الأطراف ، ولا بد أن يمارس الضغط على جميع الأطراف حتى ترجع عن غيها وتتوب إلى رشدها ، عملا بقوله تعالى " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين "

ومما قاله مفتي محافظة خان يونس : " نود أن نلفت إلى أن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير وحرج جدا ذلك لأن الشعب الفلسطيني بأسره يعاني من الحصار وهذا هو سبب الاقتتال والفتن .. ولا بد لنا أن ندرك أن هذه القضية قضية مقدسة لأنها قضية القدس مسرى النبي ومعراجه صلى الله عليه وسلم ..ونسأل ما ذنب شعبنا بأن يعاقب ، وأنا لا أجد مسوغا لا للرئاسة ولا للحكومة أن تتاجر في طعام وما يلزم الناس من مئونة ..

وكانت مصادر حقوقية فلسطينية قد كشفت أن أعداد القتلى والمصابين جراء المواجهات المسلحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس ، وصل إلى 56 مواطناً منذ مطلع هذا العام، وإلى أكثر من 210 مصابين عدد منهم يعاني موتاً سريراً، إضافة إلى حالات حرجة جداً ؛وأن من بين القتلى 34 سقطوا منذ يوم الجمعة الماضي .. 

وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني ، د . محمود الزهار، يوم الثلاثاء الماضي عن التوصل لاتفاق لوقف النزيف الدموي وسحب كل المظاهر المسلحة من الشوارع، والإفراج عن المختطفين لدى الجانبين، ووقف التحريض والحملات الإعلامية؛ وتم التوصل إلى الاتفاق برعاية الوفد الأمني المصري، والوزير عمر سليمان .. ويسود المناطق الفلسطينية منذ ذلك التاريخ هدوء حذر في وقت بات الشعب الفلسطيني على قناعة ،كما يقول مفتي محافظة خان يونس لـ (( مأرب برس)) :في الفتن والحروب الأهلية لا يوجد فيها منتصر وخاسر ، فالمنتصر خاسر كونه يقتل أخاه وبالنتيجة يقتل الوطن حاضره ومستقبله ويؤسس للأحقاد والضغائن بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد الذي كان بالأمس القريب في خندق المقاومة .