وسط تكهنات بايجاد ذريعة للتراجع عن الوعد المقطوع لليمن .. صراع خفي عراقي - يمني لاستضافة خليجي 20

الأربعاء 24 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - خاص- دواس العقيلي
عدد القراءات 3434

 من المقرر ان يعقد رؤساء الاتحادات الخليجية اجتماعاً غداً الخميس في فندق قصر الإمارات بأبوظبي، وذلك بحضور رؤساء أو ممثلي الاتحادات الثمانية المشاركة في خليجي 18، ويبدو أن هذا الاجتماع سوف يكون على درجة عالية من السخونة والإثارة، خاصة في الصراع الخفي والمعلن بين العراق واليمن بشأن أحقية أي منهما في استضافة خليجي 20 الذي سيقام عام 2010.

وبدأت المناورات التكتيكية بين البعثة اليمنية والعراقية ومحاولة كل منهما استقطاب الأضواء والحشد الإعلامي للتأثير على صانع القرار وبالتالي تشكيل جماعات ضغط أشبه «باللوبي» سواء هنا أو هناك، تكون مهمتها تهيئة المناخ لايجاد مايضفى المشروعية ويحقق غطاء من المصداقية تجاه كل طرف.

وعلينا أن نعترف بأن هذا الخليجي العشرين سوف يمتد الجدل بشأنه حتى العام القادم، باعتبار ان الحسم النهائي له سوف يكون في الاجتماع القادم أثناء استضافة سلطنة عمان للخليجي التاسع عشر 2008، وبالتالي مازل الوقت كافيا لتعبئة المشاعر أمام الرأي العام.

// صناعة قرار خليجي 20 //

تبدو صناعة قرار استضافة خليجي 20 متعددة الأطراف، ويتغلب عليها في النهاية القرار السياسي الذي بدوره يستند الى الحالة الأمنية وآلية المنشآت والصالات والملاعب، والقدرة على توفير قدر كبير من الراحة امام جميع الوفود، والمؤكد ان العامل الأمني يلعب دورا كبيرا في حسم هذه المسألة.

//صفقة مهددة بالفشل//

تضاربت الأنباء عن مشروع صفقة بين اليمن والعراق تقضي بأن يستضيف أحدهما خليجي 20 على أن تكون التالية للثاني الذي تنازل لكن هذه الصفقة مهددة بالفشل لعدة أسباب منها أن قرار اعتماد خليجي 21 التي ستلي خليجي 20 ليست في متناول اليد العراقي أو اليمني، حتى يعقدا صفقة بل هناك الأطراف الخليجية الكبرى التي تلعب الدور الحاسم على المسرح الرياضي في منطقة الخليج، هناك قوى كبرى لها قدرة على حسم الأمور.

يضاف الى ذلك ان الصفقة مهددة بالفشل، لأن هناك اتفاقا بين الدول الخليجية على ان تكون الاستضافة دائرية وبمعدل كل عامين، وبالتالي توقيت الاستضافة أصبح مرصودا بدقة متناهية لكل دولة، وفي النهاية فإن الصفقة لن ترى النور، لأن امكانياتها ضعيفة.

//سرية اجتماع الغد//

تحوم السرية في اجتماع المؤتمر العام المقرر غدا لرؤساء الاتحادات الخليجية وكذلك جدول الأعمال المرتقب، وهذه السرية تعكس حالة الشد والجذب حول الملفين العراقي واليمني.

//تأكيدات عراقية بعرض الملف//

قبل الخطوات الأولى لعرض الملف نرى ان البعثة العراقية تواصل تحركاتها بكثافة وبصورة علنية وسرية، وهناك لقاءات يومية لكبار البعثة برئاسة جاسم جعفر وزير الشباب والرياضة العراقي الذي سيعود الى أبوظبي اليوم لمتابعة مباراة بلاده مع السعودية في الجولة الثالثة للدور الأول، ثم الاستعداد لحضور اجتماع الغد. البعثة العراقية كانت تدرك أهمية الصراع الخفي والمعلن ولذلك كانت حريصة على تعبئة المشاعر الوطنية العراقية من جهات عديدة، وتوصيل رسالة بالقدرة على احتضان هذه الخليجية العشرين.

والملاحظ ان البعثة العراقية يترأسها الوزير جاسم جعفر وتضم معه كلا من محمد الوائلي محافظ البصرة وحسين سعيد رئيس اتحاد الكرة والروائي محمد خضير أمين ابن مدينة البصرة ونجم المنتخب السابق هادي أحمد ابن مدينة البصرة وعمو بابا أشهر مدرب عراقي، وكريم البصري نجم العراق في السبعينيات.

وقال حسين سعيد إنه سوف يعرض الملف العراقي في الاجتماع وهو ملف متكامل يضم كافة متطلبات إقامة الدورة ويحمل الطابع السياسي والأمني والرياضي.

أما الوزير جاسم جعفر فيقول ايضا ان الطلب الرسمي لاستضافة خليجي 20 كان في ديسمبر الماضي، وهو حق مشروع للعراق، وهناك تجاوب من كافة الدول الخليجية، واضاف انه حضر للدوحة خلال آسياد 2006 في ديسمبر الماضي والتقى سعادة الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ووجد استجابة كبيرة وايضا تم الالتقاء مع شخصيات رياضية وكبيرة مثل الشيخ عيسى بن راشد رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية والأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكذلك قيادات من الإمارات والجميع يدرك أهمية استضافة العراق لتلك البطولة المرتقبة.

ويعتقد الدكتور باسل عبداللطيف مستشار وزير الشباب العراقي ان إقامة البطولة الخليجية سوف تعيد البسمة الى الجميع داخل العراق لأن التجربة اثبتت انه أثناء مباريات نهائي الخليج الحالية يبدو الجميع في سعادة والرياضة لها تجمع يؤدي الى المزيد من السلام والتقارب. ويستند العراق في طلبه أيضا الى قدرته على توفير البنية التحتية من منشآت وصالات وملاعب لاستقبال هذا الحدث المرتقب.

//الجانب اليمني يصر على موقفه//

الجانب اليمني يصر على موقفه كما يقول حميد الشيباني أمين سر الاتحاد اليمني وان الملف اليمني جاهز بقوة لعرضه عند الطلب، وكما يقول الوفد العراقي انه حصل على موافقات الدول الخليجية وترحيبها، نفس الشيء ينطبق ايضا على تقديرات الموقف اليمني، ويضيف حميد الشيباني ان وفدا يمنيا رياضيا سيقوم بزيارات مكثفة لدعم طلبه، ولذلك بدأت اليمن الآن في التهيؤ لاستقبال هذا الحدث.

//الظروف الأمنية//

يبدو الهاجس الأمني في العراق هو المسيطر على الجميع تجاه هذا الملف ورغم ان مدينة البصرة تستعد لامكانية تنظيم هذه الدورة، فإن الكثيرين هنا يرون صعوبة في إقرار الطلب العراقي، ولا مانع بعد ذلك في تلبية المطلب العراقي، اذا توافرت السلامة الأمنية، وكلنا نرحب بإقامة الدورة الخليجية في العراق، ولعل هذه المحاولات العراقية تؤكد ايمان القيادات هناك بالدور الكبير الذي تلعبه الرياضة في جمع الشمل، وتوحيد الشعب العراقي في لغة واحدة.

هذاالامر يثير تكهنات حول الدخول المفاجئ للعراق على خط اليمن ويلمح من قريب او بعيد ان هذا الدخول غير بري لخلق ذريعة للتراجع عن الوعد المقطوع لليمن باستضافة خليجي 20.