على الرغم من التجربة الحديثة للتعليم الفندقي والسياحي في بلادنا إلاَّ أنه استطاع خلال الفترة الزمنية القصيرة له من استقطاب عدد من الطلبة خريجي الثانوية العامة وتأهيلهم علمياً وعملياً ، وتمكينهم من الدخول في السوق السياحي المحلي الذي يشهد تنامياً ملحوظاً نتيجة لتزايد أعداد السياح القادمين إلى اليمن وارتفاع عدد الفنادق والمنشآت السياحية التي تجاوزت أكثر من ألف منشأة.

وبحسب مسؤولية في قطاع التعليم الفندقي والسياحي وعلى غير المتوقع بدأ هذا النوع من التعليم في اليمن يستقطب العديد من الفتيات اليمنيات على الدراسة الجامعية والمتوسطة في مختلف مجالات السياحة.

المعهد السياحي والفندقي بعدن يمثل أول تجربة يمنية في هذا المجال حيث يعود إنشاء المعهد إلى منتصف الثمانينات استطاع وبحسب المعنيين فيه رفد السوق السياحية اليمنية بالعديد من الكوادر المؤهلة التي لم تخل من العنصر النسائي اليمني.

أما قسم السياحة بجامعة تعز الذي يحتفل اليمن بتخرج الدفعة الخامسة من طلابه فقد شهد هؤلاء إقبالا ملحوظاً من قبل الفتيات حيث أرتفع عدد الفتيات المتخرجات من القسم من 4 فتيات في الدفعة الأولى إلى 25 فتاة في الدفعة الرابعة العام الماضي معظمهن التحقن للعمل في القطاع السياحي.

وفي السياق ذاته فإن المعهد الوطني للفندقة والسياحة بصنعاء الذي تم إنشاؤه بتكلفة 20 مليون يورو على مساحة 125 ألف متر مربع ، شهد هو الآخر إقبالا طيباً من قبل خريجي الثانوية العامة بحسب تأكيدات الأخ خالد الدعيس عميد المعهد لــ (الثورة نت) الذي أشار إلى أنه من بين المتقدمين 20 فتاة .

وقال على الرغم من حداثة التعليم السياحي والفندقي في بلادنا إلاَّ أن المؤشرات الأولية تؤكد تنامي إقبال الفتيات اليمنيات على الدراسة في مجالات الفندقة والسياحة وهو مايبرهن مقدرة الفتاة اليمنية على الانخراط في جميع المجالات بكفاءة ومقدرة وبحس عال من المسؤولية الملتزمة بالقيم الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية التي يتميز بها المجتمع اليمني وأضاف أن التعليم الفندقي والسياحي يهدف إلى تأهيل العنصر البشري المؤهل والقادر على استيعاب النظريات العلمية والإنسانية والتطبيق العملي لها وصقل الشخصية لتتناسب مع متطلبات المرحلة في المجال السياحي والفندقي من السياسات التعليمية التي تعزز وعي الشباب بأن العمل في القطاع السياحي والفندقي يكتسب قيمة اجتماعية كبيرة ولا يقل أهمية عن الأنواع التعليمية الأخرى من خلال التعرف على ثقافات الشعوب وعاداتها والارتقاء بمستوى الخدمة التي تليق بمستوى البلد الحضاري وتعزيز القدرة على التخاطب مع السائح.

يذكر بأن الدراسات والإحصاءات الرسمية تشير إلى أن عدد العاملين في القطاع السياحي في اليمن بشكل مباشر وغير مباشر يصل إلى نحو 25 ألف عامل وعاملة حيث تتركز أعمال المرأة في المشغولات وصناعة التحف والأزياء وغيرها من الأشغال التراثية.

أرقام التحاق الفتيات في التعليم الفندقي والسياحي وكان البعض يصفها بالخجولة مقارنه بالدول العربية الأخرى إلاَّ أنها بنظر المعنيين في هذا القطاع مؤشرات طيبة في ظل فارق التجربة التي تفصلنا عن الدول السياحية وكذا في ظل مجتمع تحكمه الكثير من العادات والتقاليد مؤكدين بأن الرقم مرشح للزيادة في المستقبل.