يعد أول وأهم محصول زراعي رابح تجاريا ورائج استهلاكيا يصل إلى ستة ملايين دولار يوميا ينفقها أهل اليمن علية

السبت 05 أغسطس-آب 2006 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 3045

  تسعى الحكومة اليمنية خلال سنوات الخطة الخمسية الاقتصادية الثالثة 2006-2010 إلى ايجاد بدائل لزراعة واستهلاك "القات" بوصفه ظاهرة اجتماعية يومية مكلفة اقتصاديا وضارة صحيا.

وتستهدف الخطة الحد من زيادة المساحة المزروعة بالقات وتقليصها عبر تشجيع زراعة محاصيل انتاجية بديلة ذات مردود اقتصادي عال وتوفير التسهيلات المحفزة لها. القات منتوج نباتي يستهلك يوميا على نطاق واسع في اليمن ويعد أول وأهم محصول زراعي رابح تجاريا ورائج استهلاكيا نتيجة الاموال الطائلة التي يحركها في الاسواق يوميا والتي تصل الى نحو ستة ملايين دولار بحسب دراسات سابقة.

ويتعاطى غالبية اليمنيين البالغ عددهم حوالي 20 مليون نسمة "القات" بالمضغ عن طريق الفم كعادة من بعد ظهر كل يوم في جلسات جماعية وفردية يطلق عليها شعبيا "المقيل" وتمتد الى الساعات الاولى من المساء.

وقدر مشروع الخطة المعروض حاليا أمام البرلمان لمناقشته واقراره حجم الانفاق الشعبي على تناول "القات" بنحو 250 مليار ريال سنويا.

وتصل الساعات المهدرة جراء جلسات تعاطيه بحوالي 20 مليون ساعة عمل في اليوم و600 مليون ساعة في الشهر و7.2 مليار ساعة في السنة. وقالت مسودة الخطة الخمسية ان التركيز سينصب على توفير البدائل الاجتماعية والشعبية المناسبة لعادة تعاطي القات والتشديد على منع تعاطيه في المؤسسات والمصالح الحكومية والاجهزة العسكرية والامنية اضافة الى تشجيع البحث العلمي بشأن "القات" والاثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية الناجمة عن زراعته واستهلاكه.

وتستهدف الخطة أيضا معالجة ظاهرة انتشار "القات " بتدرج موضوعي وتحقيق توازن بين كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وكذلك من جانبي العرض والطلب.

وتتوخى الخطة من ذلك ايجاد البدائل الممكنة للحد من الظاهرة لدى كافة شرائح المجتمع بوجه عام ولدى ذوي الدخل المحدود والفقراء بوجه خاص. ويتراوح متوسط تكلفة حاجة الشخص الواحد الى "القات" بين 5 و 10 دولارات يوميا.

واشار مشروع الخطة الى ان الانفاق على شراء "القات" يستحوذ على ما بين 26 و30 في المئة من دخل الاسرة محتلا المرتبة الثانية بعد الغذاء الامر الذي يشكل عبئا على ميزانية الاسرة خصوصا ذات الدخل المحدود والفقراء.

ويقول المحلل اليمني علي البشيري ان المساحة المزروعة بالقات قد زادت خلال العقود الثلاثة الاخيرة حوالي 18 ضعفا حيث ارتفعت من 7 الاف هكتار في عام 1970 الى 127 ألف هكتار في عام 2005 ما يساوي 25 في المئة من الاراضي الزراعية المروية.

وزاد معدل الانتاج من محصول "القات" من نحو 108 ألاف طن في عام 2000 الى 124 الف طن عام 2005 .

وأظهرت دراسة علمية سابقة ان انتاج القات يستهلك اكثر من 30 بالمئة من الاستخدامات الزراعية للمياه أي ما يعادل 850 مليون متر مكعب سنويا.

واضافت الدراسة ان هذه الزيادة الكبيرة قد أخلت بالتركيب المحصولي لما يترتب عليها الانحياز نحو انتاج محصول واحد لا يشكل أي أهمية في الامن الغذائي فضلا عن نمو نمط اقتصادي أصبح الريف يعتمد عليه بصورة غير مسبوقة.

وأشارت الدراسة الى ان ما يزيد على نصف مليون أسرة يمنية في الارياف تعتمد بدرجة اساسية على زراعة القات الذي يوفر ايضا فرص عمل لنسبة مماثلة تعمل في الاعمال المساعدة مثل النقل والتجارة والبيع بالجملة في مناطق الانتاج والتصدير والتجزئة في اسواق مدن ومناطق الاستهلاك.

وتقول الدراسات إن نسبة كبيرة من السكان تتراوح ما بين 20-30 في المئة يرتبط نشاطهم الاقتصادي ومصدر حياتهم المعيشية اليومية بالقات زراعة وانتاجا ونقلا وتوزيعا وتسويقا. 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن