آخر الاخبار

عقب نفي الحوثي.. مصادر مطلعة في صنعاء تكشف لمأرب برس تفاصيل جديدة تثبت تورط المليشيات بفضيحة شحنة المبيدات الاسرائيلية في تطور خطير.. الحوثي يعلن رسمياً تأجير قطاع التعليم العالي في مناطق سيطرته لـ إيران أردوغان يتوعد بمواصلة كشف جرائم إسرائيل : هتلر العصر نتنياهو لن يفلت من المساءلة تعرف كيف تحمي نقسك من أساليب الاحتيال الاصطناعي.. إليك التفاصيل أبو عبيدة في ظهور جديد يكشف عن السيناريو الأوفر حظا للتكرار مع أسرى إسرائيل في غزة تعرف على الدولة العربية التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سرعة الإنترنت الثابت والمتحرك الزنداني يضع المبعوث الأممي أمام الخطوات التصعيدية للحوثيين مؤخراً على المستويين العسكري والاقتصادي شوارع إسطنبول تختنق وتغرق بطوفان بشري لوداع الشيخ عبد المجيد الزنداني وصلاة الجنازة عليه ماذا قال عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة في رحيل الشيخ عبد المجيد الزنداني ؟ الرئيس العليمي يواجه المبعوث بما يجب عليه فعله مع الحوثيين ويؤكد التزام مجلس القيادة بخيار واحد

أسباب انتصار أوكرانيا في معركة خيرسون.. خبير يكشف ما تخفيه روسيا والقادم “المريب” في الحرب

الأحد 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 5135

 

شكلت معركة خيرسون علامة فارقة في الحرب الروسية الأوكرانية، واعتُبر خروج القوات الروسية منها ضربة موجعة لخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان قد أعلن ضمّ هذه المقاطعة إلى روسيا مؤخراً.
لكن كيف استطاعت القوات الأوكرانية رغم عددها وعتادها الأقل من نظيرتها الروسية تحقيق ما وصف أنه “إنجاز” في معركة خيرسون والتي يمكن أن تفتح الباب لمواجهات أخرى حاسمة في الحرب؟
وهل كان الانسحاب الروسي مقدمةً لأمر ما يدبّر في غرف صناعة القرار العسكرية الروسية؟
حول ذلك التقت وكالة ستيب الإخبارية مع الخبير بالقضايا العسكرية والأمنية، الدكتور صلاح قيراطة، لتوضيح ما يمكن أن تتجه إليه الأمور في ظل المعطيات الحالية.

 

الانسحاب من معركة خيرسون
يقول الدكتور صلاح قيراطة: لم يكن مفاجئاً هذا الانسحاب بالنسبة لي كمتابع أملك بعضاً من معرفة واختصاص، حيث كان الانسحاب الروسي متوقعاً، ومع العلم أن السيطرة الروسية عليها كانت دون قتالٍ يذكر مع انسحاب القوات الأوكرانية وتواطؤ بعض الوحدات العسكرية والانفصاليون فيها.
ويوضح الخبير العسكري أن لأمريكا دور بارز مع حلفائها في إمداد القوات الأوكرانية في معركة خيرسون وما قبلها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد شكلت حلفاً من ٥٢ دولة من بينها ٣٠ دولة هي دول “الأطلسي” التي وضعت كل ما عندها من إمكانيات مادية وعسكرية لصالح كييف لمواجهة روسيا.
ويرى أن الانسحاب الروسي كان متوقعاُ نتيجة “تباين موازين القوى بين ما يملكه الروسي من عتاد يعود للحقبة السوفييتية وهو شبه متهالك إن ما قورن بما دفع به الغرب من معدات وعتاد غاية في التقنية سواء أكانت صواريخ أرض – أرض أو مدفعية ميدان أو دفاعات جوية”، حسب وصفه.
ويضيف: كان لهذه الإمكانيات التي كانت تصل تباعاً إلى كييف من خلال جسر جوي لا يتوقف، دور مهم ظهر بيّناً، إن كان من خلال الأركان الأمريكية وهي من يضع الخطط وأوامر العمليات بناء على معلومات مخابراتية واستطلاعية بريطانية منها ما تم إنجازه بما يسمى الاستطلاع بالقوة، ليبق دور المقاتل الأوكراني غالباً الضغط على الزر أو على الزناد أو شد الحبل وكلّه يؤدي إلى الإطلاق الذي لن يضل الهدف كونه يتحرك من خلال خدمات ( ج – بي – اس ) وكذا الأقمار الصناعية، مما خلق فجوة حقيقية في إمكانيات الطرفين لجهة التقنيات، سيما أن الروسي للحظته لم يدفع بعتاد يفترض أنه يعود للحقبة الروسية لا السوفييتية، باستثناء الصواريخ عالية الدقة التي كان لتقنيات الغرب أن تواجهها وتسقط معظمها”.
ويؤكد قيراطة أن الكفّة قد مالت إلى القوات الأوكرانية منذ فشل الهجوم على كييف، ومن ثم هزيمة خاركيف، وليس أخيراً في معركة خيرسون، مشيراً إلى أنه في العرف العسكري لا يستدعي القائد الاحتياط إلا إذا كان ما حدث لم يلحظ في خطته، وهذا يعود لـ “خلل كبير استطلاعي واستخباراتي، وخلل أكبر فيما ارتكز عليه أمر العمليات”، حسب وصفه.
ويشرح الخبير العسكري أسباب خسارة روسيا معركة خيرسون وأبرزها:
• معظم طرق الإمداد والتموين إن لم تكن كلها كانت قد قطعت فعلاً.
• الجسور فوق نهر دينيبرو الذي يقسم أوكرانيا إلى شطرين كانت شبه معطلة كلياً.
• الدعم اللوجيستي للقوات الروسية نتيجة العاملين أعلاه كان شبه معدومة، فباتت القوات الموجودة غرب النهر بلا إمدادات، وهذا أدى إلى تراجع الإمكانيات القتالية للقوات الروسية حيث هي غرب النهر.
• القائد العسكري للعمليات في أوكرانيا وأركانه في الأقاليم الأربعة وبشكل خاص في (خيرسون) كانوا يخشون دوماً أن يقوم الأوكران بنسف سد (خاكوفكا) وهو آخر جسر على نهر دنيبرو جنوباً، وفي حال حدوث شيء من هذا، فستكون الحالة وكأن ذخيرة غير تقليدية قد قصفت على القوات الروسية غرب النهر، علماً أن السوفييت فجروا هكذا سد عام ١٩٤٢ لإعاقة تقدم الألمان، وفي وقتها قتل ١٠٠ ألف مدني أوكراني.

 


خطة مخفية
ويجدد الدكتور صلاح قيراطه تأكيده بدور حلف شمال الأطلسي في معركة خيرسون تحديداً، ويقول: كانت اليد العليا في معركة خيرسون هي للأطلسي، وكان قرار الروس الانسحاب قراراً صائباً في ظل الظروف العسكرية على الأرض.
إلا أنه بالوقت عينه يوضح بأنه من غير المفهوم، بل مما هو “مريب” أن ينسحب الجيش الروسي دون معركة حاسمة مع القوات الأوكرانية والتي كان من المفترض إضعافها في خيرسون، لأن بذلك روسيا أعطت فرصة لتجهيز ما بين 100 -200 ألف مقاتل أوكراني لمعركة ما بعد النهر؟!
ويلفت أيضاً لأنه لا يستبعد أن تكون القوات الروسية قد تركت جيوباً متناثرة، يمكن ان تقاتل على شكل حرب عصابات، وهو ما يوصف عسكرياً (بالشراك الخداعي)، والذي يعني أنه كان قد (لغّم) أو (فخخ) المناطق التي انسحب منها.
ومن مجمل الوقائع يرى الخبير العسكري أن الانسحاب الروسي في معركة خيرسون جاء في إطار التضليل والخداع الاستراتيجيين، وبمثابة استدراج للقوات الأوكرانية بهدف نسفها وتدميرها.

 


وجهة نظر ثانية
أما من وجهة نظر ثانية فيرى أن الأمر قد يحمل طابعاً سياسياً ولو أنه أبعد نسبياً، ويقول: “ربما نكون أمام افساح فرصة أمام المفاوضات، وأن التصرف الروسي يوحي ببادرة حسن نية لبدء المفاوضات، أو لكسب الوقت ودخول الشتاء سيما أن الروسي وعبر تاريخه ومنذ أن واجه المغول اعتاد على الحرب الطوية، وعليه فشيء من هذا إنما جاء كحصيلة للاتصالات الأمريكية الروسية التي نفاها الطرفان ليؤكداها لاحقاً”.
ويشرح “قيراطة” متسائلاً: هل جاء الانسحاب من حالة “الثبات” أو من خلال الحركة نتيجة “المواجهات” واستمرار العمليات مثل ما حصل في “خاركييف” حيث الانسحاب نتيجة المواجهات العسكرية المستمرة ونتيجة موضوعية لها، بمعنى أنها كانت “هزيمة” فقد خلّف الروسي خلفه عتاده وذخائره، ووهذا ما حدث في “كييف” في بدايات الحرب، أما ما حدث مؤخراً في خيرسون فالموضوع برمته مختلف فالانسحاب جاء من الثبات وكان منظماً، وقد أعلن عنه منذ فترة !، فهل يمكن أن يكون هناك مفاجآت، أو أن هناك شيء مدبر ويحتاج لبعض الوقت، أو أن هناك اتفاقيات تحت الطاولة أو خلف الأبواب المغلقة؟
هل تهيئ القوات الأوكرانية جبهة خيرسون للمرحلة القادمة؟
يشرح الخبير العسكري إمكانية استفادة القوات الأوكرانية من خيرسون بعد أن أمرت القيادة الروسية بسحب قواتها منها، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلتها منذ بداية عمليتها العسكرية لأوكرانيا في ٢٤ فبراير شباط الماضي.
ويقول: الانسحاب الروسي لا يمكن الجزم به ما لم يؤكده الأوكرانيون أنفسهم، أو يتضح أن جيشهم انتشر على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو بشكل فعلي ودون اعاقات ستكلفه كم كبير من التضحيات.
ويضيف: كان معلوم أن الجيش الروسي يحضّر فعلاً منذ مدة لإخلاء المنطقة، فقد نقلوا بالفعل معداتهم الثقيلة، ولا شك بأنهم دمّروا تدريجياً كل ما لم يتمكنوا من حمله من جسور وغيرها، بالتوازي مع إجلاء سكان المنطقة، ولا اشك بأن التقدّم العسكري الأوكراني في حال حدوثه سيكون أمراً معقداً، سيما أن عبور مانع مائي يحتاج إلى أساليب خاصة من التحركات العسكرية.
ويتابع: كان من الواضح أن من الأسهل على الجيش الروسي، الدفاع عن الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، خصوصاً أن الجيش الأوكراني لم يتوقف عن الضغط عليه عسكرياُ غرب النهر.
ويختتم الدكتور صلاح معتبراً أن انسحاب روسيا كان بعد حدوث أمرين أولهما تأكيد التفوق العسكري الأوكراني على روسيا خصوصاً بعد هجوم خاركيف المفاجئ خلال الصيف، والذي أظهر أن الأوكرانيين أمسكوا بزمام المبادرة، وهو ما ساعدهم عليه تفوقهم العددي وتحسن أدائهم المضطرد. والثاني هو انخفاض معنويات الجنود الروس الذين يرى الكثير منهم أنهم ضُحي بهم، وبالتالي لا يريدون القتال.
وسواء حصلت مفاجآت باختراقة سياسية أم لا خلال الفترة الوجيزة المقبلة، فإن الجيش الروسي تلقّى صفعة قوية في معركة خيرسون، سيما أنها منطقة استراتيجية كانت موسكو تراهن عليها حتى أنها أعلنت ضمّها رسمياً إلى أراضيها.