آخر الاخبار

ابلغ اجهزة الشرطة عن وجود جثة في منزلة بسيئون تبين انها جثة والده .. تفاصيل الحكومة اليمنية: مليشيا الحوثي تنشر أفكار الكراهية وتحول الأطفال الى أدوات للقتل عبر مراكزها الطائفية بعد المهاوشات الإسرائيلية الإيرانية.. حماس  تدفع الثمن غاليا.. واشنطن تقرر تسليح تل ابيب  بصفقة أسلحة عملاقة اول دولة عربية تزاحم كبريات دول العالم  في صناعة السيارات  وتحقق المرتبة 3 عالميا .. صدرت 700 ألف مركبة سنويا لنحو 70 وجهة عالمية ترامب في أروقة القضاء الأمريكي في مواجهة ممثلة إباحية!. توجيهات ملكية ..السعودية تخفض المخالفات المرورية المتراكمة 50% ما هي دلالات الصمت الإسرائيل والإيران على هجوم أصفهان؟ الاستثمارات الأجنبية في السعودية خلال 2023 تقفز 266 مليار ..خطوات للتحول إلى الاقتصاد غير النفطي. مواطن يمني يقدم شكوى برئيس  مصلحة الهجرة والجوازات الى المفتش العام لووزارة الداخلية.. إسرائيل تشن هجوما محدود النطاق على أصفهان الإيرانية.. تفاصيل العملية

الحرب في أوكرانيا لكسر هيمنة الغرب على العالم

الخميس 03 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - حاتم السقاف
عدد القراءات 4744

تبدو الحرب الروسية الأوكرانية حربا على بضع أقاليم، وإن نتج منها أزمات سياسية واقتصادية كبرى كردود فعل، إلا أن لروسيا وجهة نظر أخرى في هذي الحرب إذ ترى أنها " تدافع عن حقها في الوجود في مواجهة القوى الغربية " وذلك حد تعبير الرئيس الروسي فيلادمير بوتين في خطابه أمام منتدى فالداي السنوي، كما أوضح بوتين في الإعلان الرسمي لضم روسيا المقاطعات الأربع الأوكرانية "

أن روسيا تكافح من أجل طريق حر وعادل، تصبح فيه الإملاءات والاستبدادات الغربية من الماضي وأن انهيار الهيمنة الغربية بدأ بالفعل ولا عودة عنه " بعد أكثر من ثمانية أشهر من اجتياح روسيا بعض المقاطعات الأوكرانية، يظهر جليا أن روسيا لم تسع إلى الحسم العسكري السريع، إذ أنها لم تستخدم قوة عسكرية كبيرة، واستخدمت أسلحة قديمة بدلا من الحديثة، ولم تعلن الحرب على أوكرانيا حتى اللحظة،واعتمد الهجوم الروسي الجاري ضد أوكرانيا على أسلحة موروثة في أغلبها عن الصناعات الدفاعية السوفييتية،وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في تغريدة علي “تويتر في السابع عشر من أكتوبر الجاري ”، إنه “في الوقت الذي تتقن فيه القوات الأوكرانية "IRS-T” و”NASAMS” و”Aspide”، فإن روسيا تخرج مدافع مضادة للطائرات من طراز AZP-57 عمرها 70 عاما من مستودعاتها”.

و يؤكد الخبير العسكري أكرم خريف، متحدثاً لـTRT عربي، بأنه "في نظري استعمال روسيا معداتها القديمة في الحرب، والمكافئة للمعدات الأوكرانية، راجع إلى رغبة الروس في المحافظة على عتادهم الحديث لا سيما أنها لا تزال معروضة في الأسواق العالمية، كما أنها تدّخرها إلى الوقت التي قد تحتاج فيه إلى موجة نشر ثانية للجيش الروسي داخل أوكرانيا".

كيف ينسجم استخفاف الروس بالحرب الأوكرانية، مع اعتبارهم أنهم يخوضون حربا وجودية لكسر الهيمنة الغربية؟

يربط محللون بين الغزو الروسي لأكورانيا والصراع السياسي والاقتصادي الناتج عنه بإيدلوجية استراتيجية وضعها الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين الذي تصفه دوائر الفكر والسياسة في روسيا والغرب بأنه ( عقل بوتين)، حتى إن علماء السايسة يقولون إن كتاب دوغين أسس الجيوبوليتيكا ( أسس السايسة العالمية ) بأنه ( المانفيستو) الذي يخبرنا إلى أين تتجه السياسة الروسية،وقد اتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة اغتيال دوغين في الحادي والعشرين من آب/أغسطس الماضي، لكنه نجا لأنه لم يركب السيارة مع ابنته التي قُتلت بعبوة ناسفة وضعت في السيارة يقول دوغين " يجب أن نقسم أوكرانيا إلى جزأين الشرقية معنا والغربية لا" .

ويرى محللون أن هذا يفسر عدم تعمق الجيش الروسي في أوكرانيا، كما يرى دوغين في كتابه الجيوبوليتيكا أن على روسيا أن تتحرك وتعمل ضد الغرب، وأن تخلق فضاء أوراسي وأن تخرج من سلطة أمريكا السياسية والاقتصادية والجيوسياسية والثقافية وغيرها.

هل استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها؟

يشار إلى أن روسيا أمضت عدة سنوات في تعزيز قدرتها الاقتصادية استعدادا للحرب إذ يعتقد خبراء التمويل الدوليون أن روسيا باتت على أهبة الاستعداد لأي انفصال اقتصادي عن الغرب، وأشارت البيانات الرسمية إلى تزايد استثمارات رأس المال في روسيا مع انتعاش الروبل وتراجع معدلات التضخم التي ارتفعت مع بدء الحرب في تقرير نشرته مجلة "سبكتاتور" البريطانية، قالت الكاتبة كيت أندروز إن روسيا تكافح لتصدير البضائع إلى حلفاء أوكرانيا، ولكن مثلما توقع بوتين، لم تجد أوروبا أي بديل عملي لإمدادات الطاقة الروسية، وتبين الكاتبة أنه عندما تعهد (الرئيس الأميركي جو) بايدن برد اقتصادي انتقامي ضد روسيا في فبراير/شباط الماضي، قدم مهلة زمنية لمدة شهر واحد لمعرفة آثار العقوبات.

وعندما انتهى ذلك الشهر، اضطر إلى تغيير نهجه، حيث قال "العقوبات لم تنجح في ردع العدوان الروسي أبدًا. لذلك سوف نتبع نفس النهج للفترة المتبقية من هذا العام بأكمله، وهذا ما سيوقفه".

بعد أن قاطعت روسيا التعامل بالدولار وذلك بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، يرى بوتين أن "تحركات الدول الأخرى لتقليل الاعتماد على الدولار في تجارتها الدولية ستتسارع"، وفي الوقت الذي يراهن فيه الرئيس الروسي على خروج دول كثيرة من تحت "هيمنة أمريكا والغرب"، يرى البيت الأبيض أن ( أوبك بلاس) " تقف إلى جانب روسيا" وذلك إثر اتخاذ (أوبك بلاس) قرارًا بالإجماع بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم، في الوقت الذي تسعى واشنطن فيه لزيادة الإنتاج.

رجحت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الكرملين يستخدم شركة غازبروم كأداة من أدوات السياسة الخارجية للضغط على الغرب، ما يجعل المنطقة الأوروبية في مواجهة شتاء قاس جدا، وذلك بعد إيقاف شركة غازبروم الروسية تدفق إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم1 إلى أجل غير مسمى، كما يُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة بأوروبا بمقدار ترليوني يورو بحلول أوائل العام المقبل، وقد نفى الريئس الروسي فيلادمير بوتين أن تكون بلاده تستخدم الطاقة "سلاحا" ضد أوروبا، إلا أنه قال في وقت السابق" الغرب لا يتراجع عن نشر الدعاية الكاذبة ضدنا، لكن هذه الأكاذيب لن تدفئ الأوربيين في الشتاء " .

ويرى محللون أن وقف ضخ الغاز الروسي إلى الدول الأوربية يضعها بين خيارين أولاهما: الإمتثال لقرارات واشنطن في عقوباتها الاقتصادية المفروضة على روسيا وتحمل الأعباء الاقتصادية الناتجة عن هذا الامتثال، وثانيهما: التزام الحياد والتنعم بدفء الغاز الروسي، وأن روسيا تتعمد إطالة الحرب مراهنة على حدوث الخيار الثاني؛ لتحقيق هدفها في هدم هيمنة القطب الواحد.

يقول ألكسندر دوغين في مقابلة صحفية مع قناة الجزيرة " أنا أُنظّر وبوتين يطبق" ويذكر أن معهد هوبكنز الأمريكي وجد عام 2005 أكثر من خمسة عشر تطابقا بين أفكار دوغين في كتابه الجيوبوليتيكا ( أسس السايسة العالمية ) وأعمال الرئيس الروسي فيلادمير بوتين، ويضيف دوغين" لو قام معهد هوبكنز بمقارنة أخرى اليوم لوجد أكثر من خمسين تطابقا"